أعلن جاليري بهلر، بوسط البلد عن تدشينه معرضا جديدا للفنان المصري صلاح بطرس، بعنوان "احتفالية لون"، وذلك في تمام السابعة مساء الإثنين الموافق 20 يناير الجاري ليكون المعرض الثالث في مسيرة الجاليري بعد معرضين أحدهما سلط الضوء على أعمال جيل الرواد من الفنانين التشكيليين والآخر كشف النقاب عن إسكتشات نادرة للفنان الراحل سمير رافع. وجاء في بيان صادر عن الجاليري، اليوم، أن الفنان التشكيلي الكبير جورج بهجوري، أعرب عن اعتزامه افتتاح المعرض المرتقب والذي سيكون بمثابة احتفالية ميلاد لتجربة جديدة لفنان كبير لكنه مقل في تدشين معارض خاصة لتجاربه. وذكر البيان أن المعرض سيضم 30 لوحة من أحدث أعمال صلاح بطرس يقدمها بعد توقف 10 سنوات عن تدشين أية معارض خاصة به، موضحا أن جميع اللوحات متوسطة الحجم ومرسومة بخامات الإكريليك على الكرتون ومن بينها بورتريه لبهجوري نفسه الذي اعتاد دائما أن يغوص في ملامح وذوات جميع من يقابلهم في حياته دون أن يفكر كثيرون في تأمل ملامحه هو وشخصيته الخاصة جدا التي تختزن بداخلها عالم تشكيلي ساحر. وعن معرضه؛ قال الفنان صلاح بطرس إن "احتفالية لون" هو المعرض الثالث الخاص به بعد معرضيه "محاولة لفهم الذات" عام (تصوير زيتي) 2002 بأتيليه القاهرة و"الذات.. الأرض" (نحت) عام 2009 بمؤسسة درب 17/18 الثقافية بحي مصر القديمة. وأضاف "بطرس" أنه يعتبر معرضه المرتقب بمثابة محطة جديدة لأعماله؛ موضحا أنه من خلال 30 لوحة متوسطة الحجم من الأكريليك والكارتون -هي إجمالي عدد الأعمال المنتظر عرضها- قد جعل اللون بطل كل هذه اللوحات متكئا بذلك على فلسفة مفادها أن الإنسان قد يلجأ إلى الألوان أحيانا لينعم بشيء من الدفء موضحا أن محطته الأولى في مسيرته الفنية كانت مع فن البورتريه حيث تأثر كثيرا بالوجه الأفريقي المقنع واهتم بتشكيل الملامح المصرية التي راودت مخيلته حينها ومزجها بهذا القناع مشيرا إلى إنه مال أكثر في معرضه الثاني الذات الأرض إلى احتضان التراث والبيئة المصرية الشاخصة بتفاصيلها أمامه. وعن سر غيابه طيلة 10 سنوات مضت منذ تدشين معرضه "الذات.. الأرض"؛ أوضح أن عمله كمسئول بقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة حتم عليه مسئوليات وظيفية شغلته كثيرا عن عمله الإبداعي مما استدعاه لطلب إجازة مفتوحة للتفرغ إلى الفن وافقت عليها الوزارة؛ وفي خلال فترة تفرغه هذه خرج بهذه التجربة. وعن خاماته؛ قال صلاح إن الخامة يعتبرها جزء أساسيا من التعبير الصادق عما يشعر به في لحظة تدفق الذات المبدعة فيشكل بأي شيء متاح أمامه ويخدم تجربته ببساطة شديدة؛ فالزيت مثلا كانت الخامة الملائمة لتجربته الأولى أما النحت باستخدام الطين كان من أبرز الخامات التي آثرته نظرا للارتباط الوثيق بين خامة الطين والبيئة المصرية. وعن تجربته احتفالية لون؛ يقول عنه الفنان التشكيلي والناقد يوسف ليمود؛ أن في هذه اللوحات تتحقق سردية حميمية تمثل علاقة الفنان بأقرب الأشياء لروحه وأكثرها بديهية لعقله وهي الألوان موضحا أن معظم لوحات هذا المعرض تصور شخصا ما هو البطل محاطا بغلاف لوني هو الهواء الذي يتنفسه أو الأشكال العابرة أو الغامضة التي تحيط بحركة البشر. وأضاف في لوحات بطرس يجد المشاهد مزيجا من اتجاهات فنية عديدة تجمعت وانسابت في بساطة وعفوية مثلما تداخلت وتعاشقت مساحات وخطوط الساخن والبارد من الألوان في "احتفالية لون"، كما سماها وأراد لها الفنان صلاح بطرس أن تكون. من جانبه قال سامح سعيد رئيس مجلس إدارة جاليري بهلر: إن اختيار تدشين معرض لصلاح بطرس سيعكس للجمهور سياسة الجاليري في الفترة المقبلة، موضحا أنه منذ انطلاقة الجاليري في نوفمبر الماضي. وقد بدأ بتدشين معرضين، يتعلقان بجيل الرواد ومشاهير الفن التشكيلي في مصر، ومعظمهم قد رحلوا، ما أعطى انطباعا لدى البعض أن الجاليري يهتم فقط بهذا التوجه الفني في عرض الأعمال، والذي تتلخص ملامحه في الاهتمام بالأعمال بناء على شهرة وقيمة أسماء فنانيها بغض النظر عن قيمة العمل نفسه، وهذا مخالف لسياسة الجاليري التي وضعنها بتمعن قبل أن نشرع في الانطلاقة الأولى، إذ قررنا منذ البداية أن الرهان سيكون على قيمة العمل، وليس شيئا آخر حتى لو كان صاحب هذا العمل طالبا لا زال يتلقى دراساته الأولى في كلية الفنون الجميلة والدليل على ذلك إعلان الجاليري منذ فترة عن مسابقة خاصة للشباب تحت سن ال35 عاما في مجالي التصوير والنحت. وأضاف أن صلاح بطرس لفت نظر فريق عمل الجاليري فور معرفتهم بأنه انتهى من تجربة لوحات جديدة كانوا قد شاهدوا بعضا منها مصادفة؛ وتمسكوا بها نظرا لما تتمتع به هذه من حالة تجلي لونية تفجر ينابيع المشاعر داخل البشر المرسومين بها وكل مبنى وشارع وعنصر من عناصر البيئة المحلية أو الطبيعة المحيطة ببطرس عامة فحدث الاتفاق على تدشين هذا المعرض، آملين أن يؤكد الخط العريض لسياسة الجاليري وأن يزيد الحراك داخل الوسط التشكيلي المصري العريق الذي يستحق المزيد من العمل والتخطيط. يذكر أن الفنان صلاح بطرس من مواليد القاهرة في 24 يونيو 1964؛ حصل على بكالوريوس الفنون الجميلة، شعبة النحت الميداني جامعة حلوان عام 1987 وهو عضو بنقابة الفنانين التشكيليين وعضو بأتيليه القاهرة. ومن المعارض الجماعية التي شارك بها بخلاف الثلاث معارض الخاصة؛ المعرض القومي الثامن عشر 1988؛ صالون الشباب الأول والثاني والسادس في الأعوام 89، 90، 1994؛ وصالون أتيليه القاهرة منذ عام 98 وحتى الآن؛ ومسابقة مختار في ذكرى مئوية ميلاده عام 1991 ومعرض الهناجر 2000 ومعرض قاعة الإبداع بمتحف أحمد شوقي 2001 ومعرض بمركز محمود سعيد بالإسكندرية 2001 ومعرض قاعة ديجا بالإسكندرية 2001. ولبطرس إسهامات في فن الأدب أيضا إلى جانب الفن التشكيلي وبعض أعماله تحولت إلى مقتنيات لدى أفراد في ألمانيا وأمريكا ولبنان ومصر.