«راديو» معتز الإمام يذيع حواراته بقاعة مصر

أقيم مؤخرا بقاعة جاليرى مصر بالزمالك معرض فنى بعنوان «راديو» للفنان السودانى معتز الإمام قامت بتنظيمه الفنانة مى يّنى، وقد ضم المعرض 53 لوحة مثلت رؤية تشكيلية ومعادلا بصريا لصوت الراديو كفكرة غير تقليدية، خروجا عن المألوف كما ارتأه الفنان، ينقل همسات البشر ومحاوراتهم إلى جوار جوانب متعددة من تلك الذكريات التى حفرت فى عقل «الإمام» ووجدانه حيث كان صوت الراديو هو العنصر الرئيس والثابت فى تلك اللحظات جميعها.
تتميز أعمال الفنان معتز الإمام بمسحة أفريقية شكلا ولونا، نراها جلية فى اختياره الألوان الساخنة والمبهجة والتى تتميز بها الغابات الاستوائية، كما يتميز الفنان بالجرأة فى استعمال الألوان بضربات فرشات جريئة مستغلا تفاوت سماكة فرشاته فى عمل ملامس وضربات مختلفة درجاتها، كما يتعامل الفنان مع «تسييل» ألوانه بتلقائية مدروسة تثرى عمله الفنى مضفية عليها «طزاجة» لونية و نوعا من الثراء الشكلى.
الأشكال فى لوحات «الإمام» تميل تجاه التجريد و الاختزال، فتظهر بعض شخوصه وقد رسمت حدودها الخطية تتماهى مع كتل لونية، تارة تغلبها الخطوط وتارة تختفى لتلعب الكتل اللونية دور البطولة.
تقنية الفنان واستخدامه للخامة شديد الثراء، نراه وقد مزج فى لوحاته بين خامات فنية مختلفة، يمزج بين الألوان الأكريليك المائية وهى الخامة الأثيرة له مع كتل لونية مجردة نفذها بألوان زيتية، مستغلا التباين اللونى بين ألوان الأكريليك «المطفية» ومابين الألوان الزيتية اللامعة مما يضفى ثراء على لوحاته الفنية.
اختار الفنان بناء لوحاته بإحكام من خلال تراص الكتل اللونية وتداخلها مزدحمة، مستغلا التباين الشكلى لطبقات متتابعة ومتداخلة كما يلعب على سماكة الألوان التى يستعملها فى عمل تفاوت لونى كبير، كما يميل الإمام فى عدد من أعماله إلى التلخيص اللونى والإيجاز فى رسمه للشخوص بأسلوب أقرب إلى الرسوم السريعة «الاسكتش» دون إخلال بتكوين لوحاته أو إحكام بنائها متبعا منطق «ماقل ودل».
إلى جوار الوضع القائم للوحاته أو المائل قليلا أثناء الرسم يجيد «الإمام» الرسم على مسطح لوحاته وهى فى وضع أفقى، أحيانا بوضعها على الأرض، يزاوج بينهما أحيانا مستغلا ما يتيحه كل وضع من قدرة على التحكم فى اتجاه فرشاته وضرباتها على مسطح لوحاته، محكما سيطرته عليها، وهو يجمع إلى ذلك حبا وشغفا بالتجريب والتجديد وصولا إلى ما يرتئيه ويدور بخاطره من أفكار.
يذكر أن معتز الإمام فنان تشكيلى سودانى، تخرج من كلية الفنون الجميلة بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا بالخرطوم، عضو الاتحاد العام للفنانين التشكيليين السودانيين، وعضو بأتيلييه القاهرة للأدباء والفنانين، شارك بالعديد من ورش العمل والمعارض بالعديد من الدول العربية والأجنبية، وله العديد من المقتنيات الخاصة والحكومية والمتحفية بالعديد من دول العالم، كما عمل مُحرراً عن الفن الأفريقى بمجلة «الفن ضد الكراهية» التى تصدر عن متحف كاسوريا للفنون بنابولى – إيطاليا.