يحل اليوم 10 يوليو من عام 1830 ذكرى استسلام مدينة الجزائر للقوات الفرنسية، فقد بقيت الجزائر محتلة من قبل الفرنسيين لمدة تزيد عن قرن من الزمان مارس فيها الاستعمار الفرنسي أبشع صنوف التعامل مع الشعب الجزائري حيث أخضعه لعدد من السياسات التي ساهمت في إبعاده عن هويته وثقافته وتمثلت في منع تدريس اللغة العربية في المدراس وإنشاء المدارس الفرنسية وتشجيعها، إلى جانب زرع بذور الخلاف والتناحر بين مكونات المجتمع الجزائري من عرب وأمازيع. سبب الاحتلال الفرنسي للجزائر يعود إلى المطامع الفرنسية في السيطرة على بلد يزخر بالثورات الطبيعية، إلى جانب العداء التاريخي الفرنسي للعثمانيين الذين كانوا يسيطرون على الجزائر ضمن الدولة العثمانية، وقد كان البعد الديني سببًا رئيسيًا في الصراع حيث تشكل هوية الجزائريين الإسلامية عقدة للفرنسيين، وعلى الرغم من أن الفرنسيين قد حددوا سببًا لاحتلال الجزائر وهو هجوم أهالي عنابة في الجزائر على سفينة فرنسية في حادثة سميت بحادثة المروحة إلا أن هذا السبب لا يعدو كونه ستار أو قناع أخفت فيه فرنسا وجهها الاستعماري ومطامعها في السيطرة على الجزائر. مر الاحتلال الفرنسي للجزائر بمرحلتين، المرحلة الأولى وهي مرحلة الحصار البحري للجزائر والذي استمر لمدة تقارب ثلاث سنوات من عام 1827 إلى عام 1830 ميلادي، حيث أطبقت القوات الفرنسية الحصار على أساطيل الجزائر ومنعتها من الإبحار بحرية، ثم في عام 1930 قررت فرنسا وتحت ذريعة الرد على حادثة المروحة تجهيز جيش كبير من أجل الهجوم على الجزائر، حيث توجهت قوات فرنسية من ميناء طولون جنوبفرنسا متجهة إلى السواحل الجزائرية حيث وصلت إلى ميناء سيدي فرج في الجزائر وأنزلت قواتها فيه لتنتشر بعدها القوات الفرنسية في الجزائر ويتم السيطرة على مدينة الجزائر وتوقيع الداي حسين معاهدة الاستسلام والتي استسلمت بموجبها القوات الجزائرية للقوات الفرنسية وتم إنهاء الحكم العثماني للجزائر وخروج الداي حسين من البلاد لتعمل القوات الفرنسية بعدها الفوضى والتخريب والنهب في المدن الجزائرية، وقد حدثت ثورات شعبية في الجزائر كان أبرزها ثورة الأمير عبد القادر الجزائري إلا أنها هزمت لتنطلق ثورة التحرير الجزائرية مجددًا عام 1954 وتستمر ما يقارب ثمان سنوات انتهت بإعلان استقلال الجزائر عام 1962.