ساعده مناخ بيت نشأ فيه، على احتراف فن، لم يكن يتخيل يومًا أن يدخل دهاليزه، وربما كانت الأقصر محافظته داعمًا له بكل آثارها وأجوائها الفرعونية القديمة، وذاع صيته فى محافظات مصر بمنحوتاته الفرعونية، كما وصل الأمر إلى أن صدرت أعماله إلى خارج مصر. الشاب الأقصرى «بركات حمزة» (24 عامًا)، تعلم النحت على الجرانيت والبازلت والخشب وغيرها، منذ أيام صباه الأولى، على يد والده وشقيقه الأكبر، لكنه لم يعر الأمر اهتمامًا، ولم يفكر فى الاحتراف مثلهما، والتفت إلى تعليمه بالأزهر الشريف، وخلال دراسته بكلية الدراسات الإسلامية، عرض عليه صديقه المقرب له، الذى يجيد النحت الفرعونى بجدارة، لعلها تكون ذات يوم مصدر رزقه، وبالفعل شرع فى التعلم أكثر والانخراط بها. يقول «بركات»: «بعد مضى سنوات زاد شغفى بالنحت، وقررت صقله بالدراسة، فالتحقت بمدرسة فرنسية بالأقصر للنحت، وتخرجت فيها بعد عامين، ولتفوقى بالدراسة، تم تعيينى مدرسًا للنحت بذات المدرسة، ومرت 3 أعوام، أنجزت تماثيل عديدة من العهد الفرعونى التى أعشقها واحترف تجسيدها من قبل الدراسة، فضلًا عن اتقانى النحت الإسلامى والهندسى ومنحوتات المعابد، متابعًا: «النحت هو اللى اختارني، مش أنا اللى جربت وراه». ويضيف «بركات»: التحاقى بمدرسة النحت الفرنسية، تجربة فريدة غير دراستى فى الأزهر، حيث تعلمت قيمة الوقت والانضباط، أستطيع أقولها قولًا واحدًا، الدراسة أفادتنى على المستوى العلمى والعملي، وأصبحت محبوبًا فى قريتي، غير أننى أخذت على عاتقي، صنع حنة العروسين بنشارة الخشب والبويات الملونة المبهجة بالصعد، هدية منى لهما، دون مقابل. ويتابع، قائلًا: لم أنسَ الشهور الأولى من بداية مشوار النحت مع صديقي، كان زميلى بالعمل يخشى من إهدار الخامات، كونى جديدًا بالمهنة، والآن، أعدل أعماله، وأرشده إلى حل الصعوبات التى تقابله فى النحت على الباستر، الخشب، الجرانيت، الحجر الرملى والجلموط، السيستم والبازلت، إلا أنه أصبح أمرًا يسيرًا مع مرور سنوات الاحتراف، فكل عقدة وجدت لها حلًا، بالممارسة وكذا الدراسة والصبر، وما يزيد صعوبات العمل هى ارتفاع أسعار خامات النحت، وكذا الأدوات والمعدات، والمحلية منها رديئة وتتلف بسرعة». ويختتم «بركات»، قائلًا: «شغلى بيتصدر خارج مصر من خلال تجار ونحاتين لذلك لم يصدر باسمى الشخصي، وأعتبرها نقطة تحول لصالحي، لأنى بهذا سلكت طريق العالمية، وسأكمل السير فيه، لإنشاء مدرسة لفن النحت الفرعونى تحديدًا وباقى المجالات الهندسية منها والإسلامية، وسأعد كوادر حقيقية، وطموحى التصدير للخارج باسمي، وإنشاء مدارس فى كل بلاد العالم».