قدم النحات د. هاني فيصل مجموعة من أعماله النحتية في قاعة "راغب عياد" في مركز "الجزيرة للفنون"، والذي تناول خلاله البورترية والأشخاص وبعض الطيور والحيوانات برؤية معاصرة. تنوعت الخامات التي استخدمها الفنان في هذا المعرض، إلا أن الأغلبية كانت للجرانيت، والذي تنوعت أنواعه وألوانه التي استخدمها الفنان، فمنها الجرانيت الأسود الأسواني، والجرانيت الأبيض، وغيرها، كما استخدم الفنان في أعمال قليلة خامة الخشب والبرونز في منحوتاته. ضم المعرض نحو 22 عملا نحتيا من أحدث إنتاج الفنان، والذي قام بالتجريب في العديد من الخامات على مدار مشواره الفني، ثم استقر على خامة الحجر لما تتسم به من قوة في التعبير وإرضاء لقدرات النحات وبالتحديد خامة الجرانيت، والتي تعرف عليها وتأثر بها من خلال مشاركته في سيمبوزيوم "أسوان" الدولي، الذي يعد المدرسة الأولى في العالم للنحت على الجرانيت، يتلهف نحاتي العالم على المشاركة فيه، والذي استقى فيصل منه موضوعاته وخبراته في التعامل مع خامة الجرانيت، فاتسمت أعماله بالأسلوب المصري القديم الذي تناوله برؤيته الخاصة المعاصرة. ومن تجاربه الشهيرة في هذا المجال تناوله موضوع "الساعات الشمسية" في مصر القديمة في أعماله، وتأكيده فيها على ارتباط الضوء بالعمل النحتي للتأكيد على البعد الرابع وهو الزمن. والفنان في هذا المعرض حاول التعبير عن الحياة المصرية من خلال أشخاصها المتنوعين، فعلى الرغم من أنه تناول الحيوانات وبعض الطيور، إلا أن الإنسان المصري كان هو البطل في أعماله، فنجد المرأة النوبية، والأم الريفية والحضرية، الابنة، الابن، الأب، والأطفال بمختلف أعمارهم. كما قدم فيصل في المعرض منحوتة لامرأة عارية تجلس على مصطبة وكأنها من زمن مضى. وتناول فيصل في بعض منحوتاته الحيوانات، فنجد القط يجلس على كتاب في منحوته من الجرانيت الأسود الأسواني. والديك يقف شامخا في عدد من المنحوتات؛ حيث صاغه الفنان في كل مرة بحلول مختلفة أما بخامة الجرانيت الأسود الأسواني، أو بخامة الخشب، تارة نجده يقف ليصيح، وتارة أخرى يقف في هدوء مستخدما حلولا هندسية في صياغته. نجد في منحوتة تأثر الفنان بمنحوتات المصري القديم؛ حيث تتحول رأس الإنسان إلى أحد الحيوانات كما كان يفعل المصري القديم في منحوتاته من أجل عقيدته. أما عن قواعد الأعمال التي استخدمها الفنان فنجدها تختلف وتتنوع أشكالها بحسب كل منحوتة، ففي بعض المنحوتات نجد الجسد أو البورتريه جزءا من القاعدة حيث يخرج منها. كما نجد بعض البورتريهات بدون قاعدة حيث يحل الجسد العلوي محل القاعدة في استقرار العمل. وفي أعمال أخرى نجد قاعدة مربعة أو مستطيلة أسفل العمل إما أصغر من المنحوتة أو أكبر منها قليلا لتتناسب مع شكل المنحوتة وتلعب دورا في صياغتها بدلا من تأدية وظيفتها وحسب، كما رأينا في منحوتة القط التي تحول فيها شكل القاعدة التي ترتكز عليها إلى كتاب. كما استخدم فيصل في قليل من الأعمال قواعد بلون مختلف عن العمل، كما كان من نفس الخامة في بعض المنحوتات، ومن خامة أخرى في البعض الآخر من المنحوتات، كبورتريهات الأطفال التي استخدم فيها خامة الجرانيت وكانت القاعدة من الخشب، وفي أغلب تلك البورتريهات استخدم الفنان قواعد كبيرة الحجم تصل لأكثر من ثلاثة أضعاف حجم الرأس في بعض الأعمال؛ حيث كيفها الفنان مع العمل لتظهر في شكل يتناسب مع حجم العمل من الناحية الجمالية يزيد من أبراز جماله. والفنان هاني فيصل مدرس بقسم النحت في كلية "التربية النوعية" جامعة القاهرة، شارك في العديد من السيمبوزيومات الدولية في كوريا الجنوبية، إيطاليا، سويسرا، النرويج، المجر، البحرين، تركيا، الكويت، وأسوان. وأقام العديد من المعارض الخاصة، كما شارك في الكثير من المعارض الجماعية المصرية والدولية.