قدم خمسة عشر نحاتا مصريا مجموعة من المنحوتات الميدانية كبيرة الحجم في سيمبوزيوم "سوديك" الثاني، الذي أقيم في مدينة سوديك" على طريق مصر إسكندرية الصحراوي، تلك الأعمال حملت طابعا جديدا لم نراه سابقا في السيمبوزيومات التي أقيمت في مصر، كما نفذت بخامة الرخام. اعتمدت هذه المنحوتات على علاقة فن النحت بالحياة اليومية والطبيعة والحدائق والأماكن المفتوحة؛ حيث قام النحاتين بتناول أعمال نحتية تستخدم تطبيقيا في الحياة اليومية العامة؛ كل نحات قدم عملا واحدا عبارة عن مقعد بحجم كبير أو مقسم إلى عدة مقاعد ومنضدة، كل منها تحمل أسلوب وطابع الفنان الذي تناولها. فنجد الفنان طارق الكومي يقدم منحوتة عبارة عن مقعد كبير الحجم، مطوعا المسند الخلفي للمقعد ليكون عبارة عن رجل يظهر وكأنه مسترخي على المقعد، يحمل نفس رؤية الفنان في تناول أشخاصه والتي تتجرد من التفاصيل الدقيقة. كما يقدم النحات محمد رضوان منحوته مكونة من ثلاثة قطع كل منهم مرتبط بالآخر ومثبت على قاعد كبيرة، وضع أثنان بشكل رأسي يمثلا المسند الخلفي للمقعد، بينما القطعة الأخيرة وضعت بشكل أفقي ومثلت المقعد، ولم تكن الثلاثة قطع مستوية السطح بل بدت متناغمة تشبة موج البحر. وقدم الفنان احمد موسى مقعد كبير يستوعب أكثر من شخصين، بدون مسند خلفي، اتخذ شكلا مستطيلا، بينما حرر المسندين الجانبيين من حدة الشكل الهندسي لتنساب الخطوط العضوية بحرية وتناغم في شكل جمالي وتصميم محكم. في حين تناول النحات أحمد المجدوب منحوتتين الأولى تمثل مقعد كبير الحجم والثانية منضدة موضوعه أمامه تحمد نفس رؤيته في نحت المقعد ولكن كل منهما مكيفة بحسب استخدامها. أما النحات عمر طوسون فقدم مجموعة من المقاعد حول منضدة كبيرة الحجم، جميعهم يتخذوا شكل وردة، مستخدما رخام أحمر اللون بخلاف المنحوتات الأخرى التي كانت بلون الرخام الأبيض. في حين تكون عمل الفنان ماجد ميخائل من ثلاثة قطع، منضدة ومقعدين بنفس الحجم، لكنه بالغ في مسند المقعدين ليبدو كبيرين على شكل جسد مستلهم من الفن المصري القديم، وتبدو الرأس وكأنها رأس مستوحى من أبو الهول. وتناول النحات عصام درويش نفس منحوتته الميدانية الموجودة في ميدان لبنان، والتي يبني تصميمها على استلهام نبات اللوتس وتقديمه في تصميم جديد، كما أضاف المقعد الذي اتخذ شكلا مستطيلا في الجزء السفلي من العمل. وقدم الفنان شمس القرنفلي مقعدين كبيرين الحجم إحداهما ذات مسند خلفي صغير الحجم، والآخر ذات مسند خلفي كبير الحجم يتخذ الجزء العلوي شكل أشبة بالقبة التي تتخذ شكل نصف دائرة وأسفلها دائرة مفرغة، كما قدم منضدة ذات شكل دائري تستند على خط مموج يختفي ويظهر على سطح الأرض ليتخذ الفراغ شكل أقرب إلى القبة المفرغة وكأنها في حوار مستمر مع قبة المقعد. ومن الفنانين أيضا الذين شاركوا في السيمبوزيوم وقدموا أعمالا نحتية مميزة كل منهم بحسب رؤيته الخاصة: أحمد قشطة، هاني فيصل، حسن كامل، هشام عبد الله، إسلام عبادة، محمد عباس، وسعيد بدر. ويقول الفنان محمد طلعت منظم السمبوزيوم ل"محيط" أنه للمرة الأولى في مصر يقام سيمبوزيوم دولي للنحت على علاقة بالأماكن المفتوحة، واستخدامي يؤدي خدمه من قبل الناس، فالمنحوتات على شكل مقاعد يستخدمها الناس بشكل عام، وهذا في إطار دعم شركة "سوديك" للفن وتجميل المناطق حولها . موضحا أنه من المقرر وضع هذه الأعمال في حدائق المدن السكنية التابعة للشركة، كما أن هناك تصور لتبرع الشركة ببعض الأعمال النحتية لتجميل الميادين العامة بمصر.