من عبق الإسكندرية استضافت قاعة اكسترا بالزمالك معرض النحات السكندري طارق زبادي الذي افتتحه الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية. محيط رهام محمود تحتضن القاعة 22عمل للفنان زبادي تنوعت أحجامها وتدرجت من أعمال صغيرة لكبيرة الحجم, استخدم الفنان خامات متعددة لتشكيل منحوتاته المختلفة, فقد استخدم البرونز, والخشب الذي يطعم بين طياته شرائح نحاسية تثري عمله الفني وتجذب المشاهد للتأمل فيها والتمعن في ملمسها. الفنان زبادي بدأ مسيرته الفنية منذ تخرج من كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية عام 1966, عمل أستاذا بقسم النحت بنفس الكلية عام 1986, وأخذ يتقلد المناصب حتى وصل إلى منصب وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث من عام 1993: 1999, ووكيلا للكلية لشئون التعليم والطلاب 2004. هو فنانا لديه خبرة كبيرة في مجال النحت, تعلم على يده الكثير من النحاتين, أقام نحو أثنى عشر معرضا فرديا, وشارك في أكثر من خمسون معرض محلي ودولي, قام بعمل تماثيل ميدانية في بعض البلدان كالسعودية, وتمثال طريق المعمورة السياحي بالإسكندرية, كما نفذ لوحة من النحت البارز فى بانوراما أكتوبر بالقاهرة, وكلف من قبل الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا - جامعة الدول العربية- بعمل تمثال الجائزة الدولية أمام مقر الأكاديمية بميامى. تنوعت الموضوعات التي تناولها الفنان ولكنها ارتبطت بالأشياء المحيطة بنا ولكننا نشاهدها برؤية الفنان الممتزجة بإحساسه العميق بالأشياء, ففي المعرض نرى بعض الأعمال عن البورترية, منها بورترية لأمرأة يتسلل اللون الأخضر تدريجيا إلى لونها النحاسي ليعطينا الإحساس بالقدم, كما قدم زبادي حلولا مختلفة للطيور, حيث أنه جرد قليلا في تناوله للصقر الذي يفرد جناحيه كأنه سينطلق ويطير من مقعده. أما الحيوانات التي تناولها الفنان برؤية تجريدية مبسطة, فقد لخص أجزاء من أجسادها لتكملها عين المتلقي, في حوار وجداني بينها وبين العمل, فنرى الأسد بدون ذيل, أو أقدام أو رأس ولكننا نتعرف عليه بسهوله, وكذلك الحصان الذي يمتطيه رجل له جناحين لم تكن أرجل الحصان موجودة, ولا قدمي الرجل ولا رأسه, ولكن إمالة الحصان إلى الأمام وجناحي الرجل توحي بأنه يجري به بسرعة فائقة, وكأنه يطير من فوقه. كما يوجد بالمعرض قطع نحتية طولية بحجم كبير, وكأنها مستوحاة من الأشجار التي يتعرج على سطحها النتوءات التي يصنعها الخالق, ووجدت أيضا بالمعرض قطعا نحتية ذات التصميمات الحرة التي أبدعها الفنان بإحساس عالي, وشكلها بإتقان محكم.