من وحي الماء ومظاهر الطبيعة المختلفة، تعرض الفنانة ياسمينة حيدر في معرضها الشخصي الأول، أعمالا نحتية تحت عنوان: "منحوتات زجاجية" في أتيليه الإسكندرية، سبق عرضها مؤخرا بمركز الجزيرة للفنون. تتناول الفنانة في منحوتاتها أشكالا مجردة تتنوع بين الحسي والروحاني، محملة بألوان وأضواء الزجاج المجسم، مستخدمة تقنيات مختلفة من صهر وصب الزجاج، والنحت المباشر. يضم المعرض 15 عملاً نحتيا تمثل مراحل مختلفة للفنانة، منها أعمال مرحلة حصول الفنانة علي درجة الماجستير والدكتوراه، بالإضافة إلي منحوتات حديثة لم تعرضها من قبل، وتستخدم الفنانة عناصر ورموز الطبيعة والبيئة من حولها، وبعض الأشكال العضوية والهندسية، تتناولها بأسلوب تجريدي مبسط؛ حيث يرمز كل عمل لموضوع معين، كالإعصار، الرسائل، السفينة، والموجة التي تعكس طبيعتها السكندرية. تدمج الفنانة خامة الجرانيت بالزجاج في بعض أعمالها؛ حيث تستخدم الجرانيت كقاعدة وكجزء من العمل ذاته، وهي تظهر براعتها في تناول المنحوتة وصياغتها لها؛ نجد أعمالها رشيقة صامدة ومتزنة علي الرغم من أنها تقف في أغلب الأحيان علي أحد أطراف العمل، لتتجه الكتلة النحتية ككل مائلة ناحية الاتجاه الآخر ضد الجاذبية، مما يجعله أكثر ثراء، كما تتجه أعمالها دوما للصعود للأعلي، وكأنها تنقل الجاذبية من الأرض للسماء. تجمع حيدر بين بعض التقنيات المختلفة في أعمالها، كتقنية صب وصهر الزجاج وتلوينة، وتقنية النحت المباشر بالأدوات الميكانيكية، كما تدمج خامات مختلفة كزجاج جير الصودا، وبلور الرصاص، والجرانيت الأفريقي والجرانيت الأسواني؛ وذلك لإبراز والتأكيد علي بعض القيم التشكيلية والمعاني الفلسفية في أشكالها. وعن معرضها وما يضمه من أعمال، تقول الفنانة ياسمينة حيدر: نفذت هذه الأعمال الزجاجية علي مراحل مختلفة في مصر وألمانيا وإيطاليا، وقد اخترت خامة الزجاج لأنها خامة رقيقة وقوية في نفس الوقت، تتميز بالشفافية أو العتمة، كما تتميز بالألوان ليست في السطح فقط كباقي خامات النحت، بل في جسد الزجاج نفسه، فتداخل الشفافية مع إضاءة الجسم يعطي انعكاسات وخيالات بداخل العمل الفني، ولذلك فأنا أتعامل مع الزجاج ببعد جديد، فلا اتعامل مع المنحوتات من خلال الأسطح الخارجية فقط وعلاقتها بالفراغ، بل أري أيضا البعد الداخلي من جسد الزجاج، التي تعرض ميتافيزيقا النحت، فتنتج أشكالا مرئية غير ملموسة، وهذا عموما عكس النحت الحجري، الذي يكون مرئيا وملموسا. وأكملت: استغل شفافية الزجاج ولونه ونقاءه الفيروزي في عمل أشكال مرتبطة بالطبيعة، بها نوع من الروحانية، وفي بعض الأحيان أُدخل بعض الألوان المختلفة كالأحمر والأزرق والبنفسجي علي العمل، فاللون هو أحد عناصر التشكيل، وله بعده الرمزي وتأثيره النفسي علي المتلقي.