من أعمال هاني فيصل محيط - رهام محمود نحات مصري يعبر عن الحركة في أصعب أنواع الأحجار "الجرانيت", هو الفنان هاني فيصل الذي يعرض آخر أعماله بقاعة راغب عياد بمركز الجزيرة للفنون. يضم المعرض 22 عمل حصيلة ثلاث سنوات من العمل, جميعهم لا يستقرون على سطح الأرض استقرار تام, بل يستقر بعضهم على نقطة أو خط, وآخرون يلعب بهم الضوء دورا كبير في عمل نوع من الحركة. يقول الفنان " أنا أحاول أن أظهر جماليات النحت في خامة بسيطة, وفي فكرة بسيطة هي موضوع الحركة, والحركة هنا يحققها أكثر من عنصر, "الضوء" الذي يتوغل داخل العمل, و"الظلال" التي تقع من على المنحوتات, والحركة في شكل اسطوانة بسيطة". وعن اختياره لخامة حجر الجرانيت يقول "استعملت كل الخامات, لكني وجدت خامة الجرانيت هي الأقرب لي؛ وذلك لأنني احتككت بها مرات عديدة, كما أنني شاركت في عدد من السمبوزيومات الدولية, في تركيا مرتين, وكوريا آخرين, ونحت تماثيل كبيرة توضع حاليا في بعض المتاحف, فيوجد لي تمثال بالكويت, وفي متحف البحرين, ولكن سمبوزيوم أسوان هو المدرسة الأم التي نتعلم منها, فأول لقاء لي مع الأحجار كان في أسوان, عندما كان النحت الرملي هو البداية, حيث يتعلم الشباب هناك, ثم مشاركة ورشة النحت التي عملنا بها على حجر الجرانيت ولكن بحجم صغير, كما انتقلنا بعد ذلك لكي نمثل مصر في العمل على الخامة بأحجام كبيرة, وفي مرة أخرى كنت نائبا قوميسير, وشاركت مرة أخرى بأعمال صغيرة من الجرانيت, فهذه اللقاءات الكثيرة مع الخامة جعلتها المفضلة لي, وبعدها يأتي الخشب".
"الساعة الشمسية" هي المنحوتة الأقرب للفنان فهي ذات صلة بالضوء, وهو عمل مستوحى فكرته من المصري القديم, وهو كمعبد أبو سمبل عندما كانت الشمس تدخل على وجه الملك في يوم عيد ميلاده ويوم تتويجه, فعندما يتخلل الضوء أجزاء العمل يوحي بنوع من الحركة, بل وكأنه يتحرك بصفة مستمرة بتغيير الشمس ووضعها, وقد أنتج الفنان هذا العمل سابقا بميدان بيرونا في إيطاليا, ولكن بحجم كبير, وبخامة أخرى وهي "الرخام الإيطالي". أما عمل القرابين فهو مستنسخ من المتحف المصري, يعرض بجانبه عملان مستوحيان منه, يبدوان وكأنهما كتلة تطير بأقل نقطة تلامس على الأرض. بينما يأتي عمل "الساعة المائية" ليأخذ الفنان فكرته من الساعات الشمسية القديمة التي ترتبط بشكل الظل, فعندما يترامى ظل الشمس على الجرانيت المغطى بالمياه, تتحول المياه لسطح عاكس, يتساقط عليها الظلال, ولو تغيرت البؤرة يتحرك الظل, بحسب حركة الشمس نفسها, فيعطي توقيتات متنوعة كفكرة الساعة الشمسية القديمة, التي تذكرنا بالعصا الذي يحضرونه ويضعوه وسط الرمال, وحركة الشمس وظلها هي التي تعطي الوقت نفسه. وفي مجموعة أخرى من الأعمال تأخذ شكل أسطوانات متحركة يستخدم الفنان الجرانيت الأبيض الحلايب أو الأسود الأسواني, وقد أراد فيصل أن يجسد فكرة الحركة في الأشكال نفسها "أي شكل الأسطوانة البسيطة", لكي تعطي فكرة الحركة بشكل مبسط.
كتل الأعمال تظهر طائرة وخفيفة وهذا على الرغم من ثقلها, كما اهتم الفنان بالجانب المهاري والتنفيذي المكمل لفكرته التي لها علاقة بالضوء, وتهتم بالتوقيت والحركة, مثل الأشكال المرتكزة على نقطة واحدة, كالمكعب الذي يبدو وكأنه يتحرك على مساحة القاعدة المستطيلة من أمامه. يوجد علاقة وطيدة فيما بين خشن وناعم الجرانيت, حيث نرى الفنان يقطع أجزاء من العمل ليكون خشن, في حين يثقل أجزاء أخرى عند تقطيعها؛ لتظهر وكأن هذا الجزء المقطع تحرك من مكانه لمكان آخر, فجميع الأعمال أراد الفنان بها أن يحقق الحركة بشكل وخامة وتفكير مصري.