السائحين من مختلف دول العالم يحرصون علي إقتناء تماثيل الألباستر لتذكيرهم بزيارة الأقصر في كل خطوة تخطوها بمدينة 'القرنة' بالبر الغربي للأقصر تجد عبق وسحر مصر الفرعونية القديمة تشعر بالفعل أنك بين أحفاد الفراعنة وتشعر ان الفنانين من قدماء المصريين الذي نحتوا أروع الاشكال علي جدران المعابد الخالدة مازالوا ينحتون علي جدران منازلهم.. فالفن هناك له جذور وكأنها جينات متوارثة منذ سبعة آلاف سنة لم تفارق دم المصريين في تلك المنطقة تقع القرنة في حضن الجبل غرب مدينه الاقصر وتتميز بالنحت علي احجار الالباستر و الجيري والبازلت و ذلك لانتاج تحف و تماثيل فرعونيه وتحف للديكور و بعض الأدوات للاستخدام اليومي كأدوات المائدة وغيرها الحرارة هناك مرتفعة جدا ورغم ذلك فإن العمل هناك لا يهدأ خاصة في مجال الألباستر لأنه من أهم المنتجات التي تعتمد عليه كل الاسواق السياحية في مصر. ومنذ ما يقرب من 5 آلاف عام برع المصري القديم في فن صناعة الألباستر حيث كان يعكف علي حجر صلب ويعبث في تفاصيله بأنامله الصغيرة ليحوله إلي قطعة أثرية غاية في الجمال تجذب الناظر إليها وتجعله مشدودا أمامها. لم يضن الفنان المصري القديم علي أحفاده، فترك لهم خطوات هذا الفن علي جدران معابده ليكملوا من بعده المسيرة ولم يكن يخطر في باله أن يأتي اليوم الذي يسوء فيه حال أحفاده الذين راهنوا علي هذه الصناعة فامتهنوها أسوة بأجدادهم '.... ' و انتقلت مراسلة الأسبوع إلي احدي أشهر مصانع الالباستر المعروف 'بأبوعيش' والتقت ببعض الفنانين الذين يعملون به، عبده أبوعيش صاحب المصنع، أكد أن السائحين حريصين علي شراء منتجاتنا من الشغل اليدوي، خاصة التماثيل بالإضافة إلي اللوحات والأطباق الفرعونية مشيرا الي أنه الصناعة تختلف حسب نوعية الخامة، وأن الأسعار تتختلف من منتج لآخر، مؤكدا أن التحف المصنعة بالالات ليس عليها إقبال، مشيرا الي ان المواد الخام المستخدمة في التصنيع متنوعة وأهمها حجربودرة التلك واحجار الجير الأصفر والجرانيت الاسود والبازلت والالباستر والرخام والمرمر البلدي لافتا الي أن أشهر العائلات في صناعة الالباستر بالقرنة هي العطيات وأبوعرابي و عائلة عبد الله،. العزب محمد سعيد، 47 سنة، نحات، أشار الي انه يعمل بالمهنة منذ عام 1970 أي من اكثر 32 عام، مؤكدا ان المهنة تلقي رواجا نظرا لطبيعة البلد السياحية وتوارث الاجيال المهنة وتنفرد القرية بالمهنة الا انها مرت بصعوبات كثيرة مما جعلها توشك علي الانقراض، مشيرا الي أن أكثر العقبات التي تواجهه واهمها المعدات المتهالكة، لافتا الي أن حياته كلها تتعلق بالنحت وصناعة الالباستر. كما كشف الجهلان محمود محمد 25 'عاما' عن الاحجار المستخدمة في عملية صناعة الالباستر، يتم جلبها من اماكن بعيدة داخل الصحراء تصل إلي مسافة 80 كيلومتر، يتم نقلها عن طريق الجمال والحمير، وتستغرق عملية النقل 3 أيام، موضحا أن عدد المصانع بالبر الغربي بالقرنة 70 مصنعا، وأن أشهرها أبوالقمصان وأبوعيش والخضري وحتشبسوت وأبوالحجاج والمرسي. وأكد محمود يوسف 47 عاما، أن مهنتهم أفضل إليهم من العمل باي قطاع آخر بالسياحة، أو العمل بالوظائف الحكومية لأنها مهنة مربحة جدا، مشيرا الي أن هناك أكثر من 50 قطعة متنوعة من الالباستر يقوم بتصنيعها بنفسه، متمنيا عودة حركة السياحة بصورة طبيعية حتي يتمكن العاملون من مواصلة مهنتهم وعدم انقراضها الدكتور سيد المطعني الذي حصل علي الدكتوراة الفخرية من احدي الجامعات العالمية بروسيا في فن اتقان ومهارة صناعة الالباستر والذي يلقب في الاقصر بملك فن النحت علي الالباستر يقول لقد تعلمت هذه الصناعة عن اجدادي الذين كانو ينحتون في الصخر ويشكلون تحف فرعونية تبهر السياح من مختلف رواد العالم ويضيف 'طفت جميع دول العالم وزرت المتاحف العالمية في فرنسا والمانيا وأتمني نهضة هذة الصناعة واقامة معارض عالمية ومدارس لتعليم هذه المهنة ويقول محمد حمزة خليفة امين حمعية الألباستر بقرية القرنة بالبر الغربي للاقصر صناعة الألباستر صناعة بدائية توارثها الاحفاد في القرية عن الاجداد والآباء والشباب طورو هذه المهنة باستخدام الات الحديثة مع تطور الزمن ولقد قضت علي البطالة بين الشباب والنساء في القرية وتقوم الجمعية حاليا بتدريب الشباب المتسرب من التعليم وكذلك الفتيات. مطالبا وزارة التضامن الاجتماعي بتقديم الدعم لكي تتوسع الجمعية في مركز اعداد صناعة الالباستر وفن النحت وانشاء مراكز علي مستوي المحافظة