عقد المطارنة الموارنة الأربعاء، اجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الآباء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي: "تابع الآباء زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى العاصمة الروسية، ولا سيّما لقاءه الرئيس ڤلاديمير بوتين والبيان الذي صدر عن هذا اللقاء. ويهمّهم التوضيح أن مصلحة لبنان العليا هي في حسن مُعالَجة أزمة النازحين السوريين بما يستند إلى احترام الدستور اللبناني وهم يأملون بتكوُّنِ إجماعٍ سياسي داخلي ودولي حول وجوب الحفاظ على كرامة النازحين الإنسانية ومن عناصرها الأساسية حقّهم في العودة إلى أرضهم ووطنهم، من دون ربط ذلك بالحلّ السياسي في سوريا. يُتابع الآباء التحرُّك الرسمي على صعيد مُحارَبة الفساد وضبط الإنفاق في الإدارات والمؤسسات العامة. ويرَون أن الحاجة مُلِحّة إلى خطواتٍ للسلطة الإجرائية تتَّسِم بالشفافية القصوى والحزم والشمول، بحيث لا يُبَتّ هذا الأمر الخطير، على حساب صغار المُذنِبين، ويُترَك الآخرون أحرارًا. وهو ما يُضِرّ بهيبة الدولة، ويذهب بأمل اللبنانيين باستقامة الأوضاع العامة واصطلاح شؤونها. يلفت الآباء إلى ضرورة مُقارَبة موضوع التلوُّث البيئي من كلّ زواياه، وفي كلّ مكان ومنطقة، من ضمن خطةٍ إنقاذية مُتكامِلة للطبيعة اللبنانية ومواردها المُهدَّدة، يتقيَّد بها الجميع. فالأمن البيئي جزء لا يتجزّأ من الأمن القومي، ويمسّ حياة اللبنانيين والأجيال الآتية. إنّ التهاون في حمايته يقود البلاد حتمًا إلى استحالة العيش فيها. يُؤكِّد ذلك الانحدار البيئي الذي تُعانيه، والذي قد يُحِلّها في طليعة البلدان الأكثر تلوُّثًا في العالم. يستنكر الآباء قرار الإدارة الأميركية في شأن الجولان السوري المحتلّ لأنّه يشكّل خرقًا للقانون الدولي وشرعات الأمم المتّحدة، ونكرانًا لحقّ كلّ شعب في المطالبة باستعادة أرضه المسلوبة والمحتلّة، وهذا ينسحب على لبنان بشأن حقّه في استعادة ما زال محتلًّا من أرضه".