ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، القداس في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي.. وبعد إعلان الإنجيل، ألقى عظة بعنوان "تحنّن يسوع عليه ومدّ يده ولمسه وطهّره من برصه" (مر41:1). فعندما أقبل الأبرص إلى يسوع، توسّل إليه قائلًا: "إن شئت، أنت قادر أن تطهّرني!" تحنّن عليه يسوع ومدّ يده ولمسه وقال: "قد شئت فاطهر. وللحال زال برصه" (مر1: 41-42). هذه هي رحمة الله التي ترافقنا في زمن الصّوم المقدّس: تلمسنا وتشفينا من خطايانا ومعاناتنا الحسيّة والمعنويّة، ومن ضيقاتنا النفسيّة والعائليّة والاجتماعيّة. رحمة الله هذه تريدنا أن نكون نحن أيضًا رحومين تجاه إخوتنا وأخواتنا في ضيقاتهم ومعاناتهم المتنوّعة. إنّ أعمال الرّحمة تواكب صيامنا وصلاتنا في هذا الزّمن المقبول" وخلص البطريرك الراعي في عظته إلى القول: "لمَسَ الرّبّ بحنان يده الأبرص فأزال برصه. أمّا اليوم "فيلمُس" عقولنا وضمائرنا بكلام الإنجيل وتعليم الكنيسة لتنويرها، وإراداتنا وحريّاتنا بنعمة غفران خطايانا لتحريرها، وقلوبنا بجسده ودمه للحياة الجديدة. إنّه بهذا اللّمس الحنون يشفينا، ويريدنا أن نلمس بحنان كلّ إنسان وفق حاجته، فليكن زمن الصّوم المقدّس زمن رحمة.