تناولت نشرة "نظرة عليا" الإسرائيلية، أسباب التصعيد التي انتهجتها حركة حماس خلال الأسبوع الماضي، والتي أعقبتها تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتلقين حماس درسا قاسيا، الأمر الذي أجبر حماس على نشر قواتها الأمنية على الحدود مع إسرائيل، للحفاظ على التهدئة ومنع إطلاق صواريخ إلى الداخل الإسرائيلي. وتساءل المحلل "شلومو بروم"، هل التصعيد الصادر عن غزة متعمّد وضمن سياسة حماس تجاه إسرائيل؟، أم أن مصلحة الطرفين لا تزال هي الحفاظ على الهدوء، ولكنهما قد يفقدا السيطرة على آلية التصعيد؟. واستعرض "بروم" وضع حماس الآني، حيث قال إن حماس تمر بمرحلة من الضعف السياسي والعسكري، فالحرب الأهلية في سوريا أجبرتها على قطع العلاقة مع داعمين مهمّين لها - سوريا وحزب الله نموذجاً - وأدت إلى قطيعة شبه تامة مع داعمها المركزي بالمال والسلاح "إيران"، حيث عوّلت حماس على توثيق علاقاتها مع اللاعبين الجدد من الإسلاميين الذين صعدوا للحكم في أعقاب الثورات العربية في عدّة دول بالمنطقة، فتصورت أن العلاقات الوثيقة مع الإخوان المسلمين في مصر، وقطر الثرية وذات النفوذ، وتركيا أردوغان، ستعوضها عن فقدان حلفائها التقليديين. ولكن مع عزل محمد مرسي في مصر واعتبار المؤسسة العسكرية المصرية حركة حماس تهديدا لأمن مصر القومي، لامتلاكها قدرات عسكرية ولكونها ذراعا لجماعة الإخوان الإرهابية المحظورة، وفي قطر تم تتويج شيخ جديدا غير متحمس للسياسة الخارجية لقطر وعلاقاتها بحماس، وأما أردوغان في تركيا فيواجه مشكلاته الخاصة، وفي كل الأحوال فإن قدرة الوصول التركية والقطرية إلى قطاع غزة متعلقة بإرادة مصر. وتابع بروم: "حماس غير مستعدة لجولة قتال جديدة بحجم واسع، وذلك لأن وضعها السياسي سيء، والأهم بالنسبة لها هو توقف المغازلات لها في المنطقة وخارجها، وبات اللاعبون المركزيون في العالم العربي - وعلى رأسهم مصر والسعودية - معادين لها بشكل حاد". وأكد أن حماس تعمل على الخروج من مأزقها من خلال استئناف العلاقات مع إيران، وأنها قد نجحت في ذلك جزئيا، فإيران - بقيادة روحاني المعتدل، والذي يسعى إلى المصالحة مع الغرب - لا يصب في مصلحتها إعلان علاقاتها مع حماس، وتسعى حماس على مسار موازٍ إلى التصالح مع مصر والسلطة الفلسطينية في رام الله. وتعمل حماس على عدم استفزاز مصر بمعاداة السلطة الفلسطينية، وتعمل على إعادة تحريك مسيرة المصالحة لحماس مع منظمة فتح، مفترضة أن هذا سيخرجها من العزلة السياسية، ولهذا السبب لا تهاجم حماس المفاوضات السياسية التي تديرها إسرائيل مع السلطة، باستثناء بعض التصريحات العادية. وقال "بروم" إنه من الممكن القول إن استمرار تفاقم وضع حماس سيدفعها إلى الزاوية، الأمر الذي سيؤدي إلى استنتاجاتها بأن ليس لها ما تخسره، وأن السبيل الوحيد أمامها للخروج من الأزمة هو من خلال تفجير الوضع، وبالفعل يمكنها أن تصل لاحقا إلى هذا الوضع، ولكن في هذه المرحلة يبدو أنها لم تتوصل بعد إلى هذا الاستنتاج، وهي تحاول التخفيف من الضغط عليها من خلال خطوات سياسية.