سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معهد أبحاث إسرائيلى يهاجم مصر ويعتبرها وسيطا "غير محايد".. مركز "الأمن القومى الإسرائيلى": القاهرة توسطت بين حماس وتل أبيب لتحسين موقفها عربيا وخلق نفوذ لها بالمنطقة.. وتدخلت فى غزة وفق مصالحها الخاصة
شن معهد أبحاث ودراسات الأمن القومى الإسرائيلى، "INSS" المقرب من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" و"الشاباك" و"آمان" هجوما حادا على مصر من خلال دراسة بحثية مطولة حذر فيها صناع القرار بتل أبيب من أن القاهرة ليست وسيطا محايدا بينها وبين حركة "حماس" عقب الحرب الأخيرة على قطاع غزة وحتى الآن، وأنها تحركت فقط وفقا لمصالحها الشخصية، على حد زعمه. وقال كل من عنات كورتس، وشلومو بروم، وإفرام كام، الباحثون الإستراتيجيون بالمعهد فى دراستهم التى صدرت مؤخرا بتل أبيب، إن لمصر مصلحة فى قيادة المحادثات بين إسرائيل وحماس والتوصل إلى تسوية، لعدة أسباب أولها أن وساطتها ستحسن من موقفها بين العرب بجانب خلق نفوذ واسعة لها فى المنطقة، وتعزيز الوضع الداخلى للرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث سيظهر بأنه شخص يعتنى بالقضية الفلسطينية ومعنى بالاستقرار فى المنطقة، زاعمين أن مصر تدخل فى قطاع غزة وتؤثر فيه بشكل مباشر وتعمل على ترتيب الأوضاع بداخله وفقا لمصالحها الخاصة، نظرا للعلاقة بين الوضع الأمنى القائم حاليا فى سيناء وبين قطاع غزة. وأشارت الدراسة إلى أن وساطة مصر وصلت فى نهاية المطاف إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"، وأنه من المتوقع فى المستقبل أن تؤدى المناقشات المقبلة لسلسلة من التسهيلات لقطاع غزة، لافتة إلى أنه على الرغم من أن مصر توسطت بين إسرائيل وحماس فى الماضى، إلا أن هذه المرة لم تكن مجرد مشاركة ووساطة بل كانت طرفا فاعلا فى المحادثات التى دارت بين الطرفين وفرضت شروط للتهدئة، موضحة أنه كان هناك مرشحين آخرين للوساطة فى المفاوضات بين الجانبين كانت على رأسهم الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتركيا وقطر وحتى السلطة الفلسطينية، لكن الساحة العربية فضلت مصر رغم معارضة حماس لها فى البداية، مشيرة إلى أن الحركة رفضت أن تكون مصر وسيطا لأن القاهرة تعتبرها منظمة معادية، وأعلنت حماس فى المرحلة الأولى من المفاوضات بأنها لا تعترف بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، ولا تقبل بالمقترحات المصرية. وأوضح المعهد الإسرائيلى أنه على الرغم من هذه القيود وعلى الرغم من الصعوبات التى رافقت المفاوضات، قادت مصر المفاوضات وانتهى الجزء الأول منها بثلاثة نتائج أولها أن مصر نجحت فى الوساطة رغم معارضة الحركة، وثانيا أنها تغلبت على تركيا وقطر، وأخيراً أن الإدارة الأمريكية أختارت دعم مصر ومساعدتها فى تلك الوساطة، بجانب حصول القاهرة على دعم من جامعة الدول العربية، والمملكة العربية السعودية، والسلطة الفلسطينية. وقالت الدراسة إن حماس كانت بحاجة ماسة وملحة لوقف إطلاق النار، ولم تجد أمامها بدائل أو خيارات سوى بقبول الوساطة المصرية، مضيفة ان أهمية إدارة مصر للمحادثات بالنسبة لها ترجع إلى أن قطاع غزة على الحدود مع مصر وبالتالى سيسهل لها مناقشة العلاقة بينهما وإدخال الوضع الأمنى على الحدود ضمن المباحثات وكان بالفعل أمر أساسى، لم يكن من الممكن التوصل إلى اتفاق دون المشاركة المصرية، لافتة إلى أن مصر أدارت المباحثات وعيونها تنظر بصورة مزدوجة، فكانت تسعى لتقليص سيطرة حماس فى القطاع، خاصة وأن الحكومة المصرية تعتبر حماس منظمة إرهابية وترتبط بجماعة "الإخوان" التى تهدد أمن مصر خاصة فى سيناء، كما أنها حظرت لهذا السبب وجود أى نشاط لحماس على أراضيها، بما فى ذلك أنشطة الجمعيات والمؤسسات ذات الصلة بها أو الحصول على أى تمويلات من داخل الأراضى المصرية، ولهذا السبب أغلقت مصر معبر رفح بعد استيلاء حماس على السلطة فى القطاع فى عام 2007. وأوضحت الدراسة أنه بسبب العمق الإستراتيجى لحماس فى سيناء وعلاقتها القوية بالإخوان، أغلقت القاهرة معبر رفح عدة مرات وسمحت بفتحه فقط لمرور الحالات الإنسانية، كنقل الجرحى والدواء والغذاء، مضيفة أن النظام المصرى الحالى يفعل ما لم تفعله الأنظمة السابقة، حيث تقوم قوات الأمن بهدم أنفاق التهريب على الحدود مع غزة. وقالت الدراسة "رغم أن هناك تضامنا مع معاناة الفلسطينيين فى غزة من جانب مصر، والتزام الحكومة المصرية بتقديم المساعدات لهم، لكنه يفصلها بين الشعب الفلسطينى هناك وبينها قيادة حماس، لأن القاهرة تنظر إليها باعتبارها عدوا، مشيرة إلى إنه خلال المفاوضات لوقف إطلاق النار استغلت مصر ضعف حماس بعد العملية العسكرية وأملت شروطها، إلا أن بعض قادة الحركة أرادوا الذهاب إلى مصر مثل خالد مشعل وإسماعيل هنية، لاجراء المحادثات بأنفسهم، إلا أن القاهرة رفضت وفضلت موسى أبو مرزوق، القيادى بالحركة، والذى كان يقيم فى القاهرة وعلى اتصال دائم مع المصريين بشكل عام. وأكد الدراسة الإسرائيلية أن الوساطة المصرية عززت من وضع السلطة الفلسطينية ومكانتها فى قطاع غزة، وفى النهاية أعادت السلطة للقطاع، مما عزز من مكانتها أمام الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية وقطاع غزة، لافتة إلى أن مصر نجحت فى حماية حدودها مع غزة، ومنع تهريب الأسلحة التى كانت تصل عبر سيناء والبحر الأحمر والسودان وليبيا، كما أن ضرب البنية التحتية لحماس خلال الحرب الأخيرة صعبت من قدرتها على تهريب السلاح من وإلى الأراضى المصرية. وفى نهاية الدراسة، قال الباحثون بالمعهد الإسرائيلى إنه على الرغم من العداء الواضح بين مصر وحماس، إلا أن تحسين العلاقات بينهما فى المستقبل هو أمر أساسى لأن حماس معنية بإعادة بناء علاقتها مع مصر بسبب أنها تسيطر على معبر رفح، ولأن الاتصال مع مصر حيوى جدا للحركة، كما أن مصر لديها مصلحة أيضا لإعادة العلاقات مع الحركة لمنعها من الإقدام على أى مواجهة عسكرية أخرى مع إسرائيل وإبعادها عن جماعة الإخوان وإيران وسوريا وتركيا وقطر، كما أن مصر تريد أن تكون عاملا مهما لإعادة الإعمار فى غزة، واختتمت الدراسة قائلة: "إن القضية الفلسطينية لا تزال تلقى بظلالها وثقلها على العلاقات بين إسرائيل ومصر". موضوعات متعلقة مصادر: حماس تمنع عودة مصريين زائرين لذويهم فى غزة