فى محل متواضع بأحد شوارع الحسين يعكف «إسلام» على صنع وبيع أدوات خشبية مزينة بالخزف بحرفية شديدة، على الرغم من حصوله على بكالوريوس سياحة وفنادق، استهوته صناعة الخزف ينتقى مجموعة كبيرة من الخزف بعد أن قام بتكسيرها بواسطة «مكنة» صغيرة مخصصة لذلك، ثم يقوم بلصقها بالجسم المراد تزينه، ليحولها إلى تحفة فنية عالية الجودة والدقة تبهر من يراها. يقول إسلام نعيم عبدالعزيز 23 عاما، هى مهنة عائلتى بالكامل منذ البداية فأنا أعمل بها منذ أكثر من 10 سنوات وتعلمتها من والدى وجدي، ولم أفكر فى امتهان أي مهنة أخرى بسبب حبى لها، وأسعى دائمًا لتطويرها وتطوير نفسي. وأضاف رغم أننى لم أدرس الهندسة إلا أنى تعلمتها من خلال شغلى واتعلمت كمان أتكلم لغات عشان أعرف أتعامل السائحين ومع إنى بشتغل بإيدى وأنا اللى بعمل كل الشغل وبتعب فيه أوى وبحس إن الناس وهى بتشترى وبتتفرج على شغلى إنى فعلا عملت حاجة وليها أساس ومطلوبة جدا عند ناس كتير مؤكدًا أنه يقوم بالذهاب للأماكن الأثرية والمساجد القديمة وبشوف أهم الأشكال المناسبة وبشتغل عليها ثم أشكلها بطريقة هندسية. وعن مرحلة التصنيع يقول، تبدأ هذه المرحلة بتقطيع الخشب المستخدم وكله على حسب الطلب ونوع الشغل مثلا فى خشب صدر وده بييجى من لبنان وخشب أبيض وخشب زان. ثم يتم تصميم شكل الصندوق، بعدها أقوم بتزيينها بالصدف بطريقة وشكل هاند ميد هندسى وبمقاسات معينة طبعا ويتم الصنفرة ثم مرحلة الصب حتى تمتلئ الفراغات بين الأشكال الموجودة كى تبقى ثابتة. ويتابع، بنشترى الصدف بالكيلو وبيبقى غالى لأن معظمه بيكون مستورد. مضيفًا أن التكلفة تكون أغلى من سعر البيع ولهذا نقوم بعمل اكتر من حتة فى الشغل عشان فى البيع تجيب حق تعبها ودا طبعا لأنى مش واحد بس اللى بيكون شغال فى الموضوع ده، مؤكدًا أن بعض الأشكال تستغرق أربعة أيام وتباع ب100جنيه وعشان كده بنعمل كمية عشان نعرف نطلع لقمة عيش منها. ويختتم إسلام «أغلى حاجة أنا عملتها اسمها الشكمجية وهى عبارة عن صندوق مستطيل له أربعة أدراج مع درج كبير ويشمل التصنيع ظهر السلحفاة وعظم الجمال والصدف الأزرق وتكون تكلفته 1800 جنيه ويستغرق العمل به أكثر من 15 يوما».