معروضات مشغولة بالرسومات الإسلامية، كراسى كأنها عروش لملوك من عصور قديمة، وزينة وحلى من قطع خشبية مطعمة بالصدف والخزف، كل هذا وأكثر تجده فى ورشة «سالم» للأرابيسك بإحدى حوارى مصر القديمة. قال سعيد سالم، مدير الورشة: «أكتر من 50 سنة بشتغل فى الأرابيسك، حياتى كلها قضيتها فيه، فى الأول تعلمت أقطع وأعمل حاجات بسيطة، وبعد كده تعلمت الرسم والتصاميم والتطعيم بالصدف»، موضحا أن سنوات عمره قضاها بين الأخشاب والأصداف المستوردة: «أكتر خشب بيتم استخدامه هو الزان، والصدف بييجى من البحر بنقيه ونطعم بيه الخشب، الشغل ده مصرى أصيل مختلف عن شغل الشام، بس محدش هنا بيهتم بيه»، يقاطعه ولده «سالم»: «وأنا صغير الزباين كانوا أكتر والأغلب أجانب، لكن دلوقتى مبقاش فيه شغل إلا لطلب إكسسورات بسيطة للبيت، رغم أن أسعار الأثاث الإسلامى مبتختلفش كتير عن الأسعار العادية للأثاث الأجنبي». ممسكاً بورقة وقلم رصاص يقف وليد عادل العامل بالورشة منذ سنوات ويرسم أشكالًا هندسية معقدة بمقاسات معينة، ويقول: «بالقلم الرصاص برسم على ورق عادى التصميم اللى هيتحفر على الخشب، ولازم ألتزم بالمسافات عشان سنتيمتر واحد ممكن يبوظ الرسمة كلها»، بعد الرسم على الورق العادى يبدأ وليد فى نقل رسوماته على ورق مقوى: «بحط الرسمة فوق الورق المقوى وأحددها بالكاتر عشان أنقلها عليه، آخر خطوة هى حفر الخشب نفسه، وبعد كده النجار ياخد الخشب عشان يتطعم بالصدف أو قطع الأرابيسك، أهم حاجة فى شغلى الدقة العالية». «الفن الإسلامي» مصطلح يطلق على الأرابيسك ومنقوشاته، لكن لسالم رأيا فى ذلك: «مش معنى إن الفن إسلامى إنه لدين معين، هو ازدهر وزاد فى العصور الإسلامية فى مصر، بس الكنايس القديمة فيها نفس الشغل ده مع الخط العربى، الشغل فى مصر متداخل وفى الأصل دى مهنة مصرية أصيلة». ويخاف «سالم» على مهنته المحببة من الانقراض: «محدش بقى عايز يتعلم صنعة، بيبصوا ليها بنظرة دونية رغم أن ده فن أصيل المفروض يتقدر، وناس كتير سابت الشغل فى السنين الأخيرة ويمكن بعد سنين منلاقيش المهنة دى خالص».