الصدفيات من الفنون التراثية القديمة التى تنتمى لفن عائلة الأرابيسك توارثها جيل بعد جيل وهى من الفنون الباقية، رغم ندرتها وقلة الاهتمام بها مثل باقى الحرف اليدوية القديمة.. فن الصدفيات أصبح على مر الزمان من الفنون التى تعبر عن دقة وعمق ابداع الفنان العربى.. أكتوبر من خلال هذا الحوار تكشف عن أسرار فن الصدفيات وخفايا تلك المهنة الأصيلة مع أحد كبار فنانى الصدف فرج الديب صاحب واحدة من كبريات الورش بخان الخليلى * كيف بدأت العمل بحرفة الصدف؟ ** عمرى 57 عاما قضيت حياتى فى مهنتى التى تعلمتها من والدى وإخوتى الأكبر منى منذ كان عمرى 12 عامًا فهى حرفة متوارثة فى الأسرة أبا عن جد ورغم الظلم والتهميش وصعوبة إيجاد الخامات وصعوبة التسويق للقطع أصلية الصناعة ذات المواد الطبيعية فإننى متمسك بمهنتى محبا لها ومنها أجنى رزقى وفزت من خلالها بالعديد من الجوائز الدولية خلال المعارض التى شاركت بها بعدة دول كفرنسا والمغرب وعمان وتونس. * كيف تبدع تلك التحف الفنية؟ ** ولكى تخرج القطع الصدفية سواء من الأثاث أو الديكور أو التحف فإنها تمر بعدة مراحل بداية من تجهيز أنواع الخامات المختلفة المطلوبة من صدف بحرى بأنواعه وصدف سلاحف وعظام وخشب وفايبر جلاس ونحاس والومنيوم للاستخدام وحتى التقطيع والتشكيل وعمليات الدهان والسنفرة والتلميع النهائى. * ما هى أنواع الصدف، وكيف يتم تجهيز تلك الخامات؟ ** هناك الصدف المستخرج من البحر بأنواعه منها المصرى الذى نشتريه من الصيادين بسفاجا والغردقة رغم تعرضهم للمحاربة من قبل وزارة البيئة وهناك اليابانى الشهيراللامع الذى يعكس ألوان الطيف حيث نقوم أولا بتقطيعه لأجزاء مستوية، ثم سنفرته آليا لإزالة الطمى وآثار البحر عنه وكذلك مع صدف السلاحف. أما العظام فنأخذها من الحاتية أو من تجارة المتخصصين ثم يتم أولا غليها فى الماء ثم وضعها فى الجير الحى لتنظيفها تماما ثم توضع فى نشادر ثم تعرض للشمس فتظهر العظام ذات لون أبيض ناصع موحد ثم يتم تقطيعها لأجزاء مختلفة طولية وعرضية حسب المطلوب أما الفايبر جلاس فيتم استخدامها بنطاق محدود للتلوين كما يتم كثيرا غش القطع المنتجة به بالكامل لرخص التكلفة. أما أنواع الخشب فعادة يستخدم الخشب الزان بالاضافة لخشب الأبانوس الأسود وخشب البليساندر الباهظ الثمن لأصحاب الذوق الرفيع وتعد هذه الخامات وجمعها وشرائها أهم مشاكل الحرفة. * ولماذا؟ ** بسبب تحكم التجار فى أسعار الخامات واحتكارها بأضعاف ثمنها الحقيقى والارتفاع الفاحش لثمن الخامات المستوردة كل هذا بالاضافة للمجهود الشاق المبذول من جانب الحرفى فلا يستطيع تسويق عمله بأسعارها الحقيقية وإلا لن تباع فى ظل غياب الدولة عن تلك الحرف التراثية التى تندثر رغم أهميتها اقتصاديا لاقبال السائحين العرب والأجانب عليها بولع وهو فن مصرى خالص يختلف عن الصدفيات الشامية من حيث التشكيل الهندسى الاسلامى والخامات المتنوعة به وللأسف عندما نسافر بالخارج لعرض أعمالنا نجد الحفاوة بنا وبأعمالنا واهتمام الحكومات ودعمها لتلك الحرف بمبالغ كبيرة وفى مصر يكون العكس. * نعود لمراحل صناعة القطع...فكيف تخرج لشكلها النهائى؟ ** الأمر يختلف من قطعة لأخرى فبراويز المرايا مثلًا نبدأ برسمها على الورق أولًا سواء للحواف أو لتاج البرواز الذى نسميه الفارانتون ثم يتم التفريغ كأشغال الأركت على اللوح الخشبى فيما يسمى بالكلك ثم هيكلة البرواز داخليا وخارجيا بالخشب ثم تبدأ عملية التطعيم حيث يتم تقطيع قطع الصدف بالتفريغ بأحجام دقيقة يتم ترقيمها لسهولة جمعها فيما بعد ولا يلقى الفارغ أو القطع الباقية بعد التفريغ ليتم استخدامها لصناعة برواز آخر لذلك يتم عمل البرواز غالبًا بنسختين إحداهما بالأصل أو(المليان) والأخرى بفوارغها وتستغرق صناعتهما من شهرين ونصف لثلاثة أشهر وهناك طريقة أخرى وهى عمل البرواز بطريقة الاصلية (مليان بس) وهو أجود وأفضل فنيًا ولكنه أغلى ثمنًا؛ بعد ذلك تبدأ العملية النهائية أو(التفنيش) بصنفرة القطعة بالكامل لتسوية السطح ثم دهانها بمادة السيداج لملء الفراغات ثم تصنفر ثم تدهن بالشمع ثم تصنفر ثم تدهن بمادة الجومالاكه لإعطائه اللمعة النهائية.. * وماذا عن الترابيزة الصغيرة؟ ** أما الترابيزة أو(الأبق) فهى شاقة الصنع لأنها تحتاج إلى حس فنى أعلى ودقة متناهية فى تنظيم القطع لأنها تطعم بدون رسم أولى مسبق معتمدة على ضبط القطع واصطفافها من جميع الجهات فنبدأ بصناعة الهيكل كترابيزة بشكل عادى من الزان سواء بشكل ثمانى أو خماسى أو مربع ثم تبدأ عملية التطعيم بالصدف والعظام المشقوق إلى قطع طولية تسمى مرزات ويتم تقسيمها إلى متلات وأرباع كأشكال هندسية صغيرة حسب المطلوب والتى يتم غسلها وتركها لتجف بعد ذلك وبعد شق الخشب يتم التطعيم والتثبيت بالبنط الحديدية أما وزرة الترابيزة أو القطعة الدائرية التى تنتصفها فتسمى قتله، وهو قطع خشب وعظم مجمعة يتم سنفرتها حتى تستدير ثم تثبت مصطفة وبعد ذلك تتم عمليات الصنفرة والدهان كحال البرواز.