«فوقية بيومي» فلاحة شرقاوية أصيلة، تتذكر أحداث حرب أكتوبر المجيدة، في الذكرى 45 للنصر، مترحمة على زوجها، الذي توفى منذ 4 سنوات. تفخر السيدة بمشاركة زوجها في حرب العِزة، وتذكر إصابته التي كان يعتز بها، ويعتبرها وسامًا على صدره... تقول: زوجي طلع من الجيش بعد ما قضى سنة في عهد عبدالناصر، وبعد موت أبوه، كان يعول إخوته، متابعة: "وفاتت سنين، وكبروا الصغار، وقُرب الحرب دخل زوجي واخواته الجيش، وكانت الناس كلها بتقول البلد بتنادي لشبابها، ومحتاجاهم، كانوا فرحانين أنهم هيحرروا سيناء، كنت عروسة جديدة وخفت ما يرجعش تاني، خصوصا إني كنت حامل، قالي هرجعلك تاني ياغالية، بس نحرر أرضنا اللي أغلى من الكل". وأكملت السيدة: "وهم مسافرين يسلموا نفسهم، البلد من رجالتها وحريمها اتلموا حواليهم، يطمنوهم ويدعولهم، ويهادوهم كمان، مرت شهور، وولدت بنتي البكرية، وقتها اتفاجئت بزوجي نزل إجازة 48 ساعة، واختار اسم انتصار للبنت، وقال منصورة يا مصر إن شاء الله، وغاب فترة، ورجعلي قبل الحرب بشهر وشوية، جايبلي 5 جنيه، كانت حاجة كبيرة وقتها، قال دي هدية الجيش للمولودة، أبويا كمل عليها وبقوا 25 جنيه، وجابلي بقرة، كنا فلاحين غلابة ولا كان في تليفزيون ولا راديو، إلا عند عمدة البلد، والخفر كانوا ساعات بيسمعوا اخبار ويذيعوا في البلد، وقالوا السادات هيحارب". وتتابع السيدة روايتها: "ودارت الحرب يوم 6 أكتوبر، وجه البيان اللي الناس فضلوا يرددوه، انتصرت قواتنا المصرية، وعبروا خط بارليف،، وحريم البلد كانت تزغرد، ونروح الغيطان فرحانين ونغني، وبعد شهر زوجي واخواته ما نزلوش اجازة، وسمعت أن فيهم حد متصاب، بس زوجي مات، اتقهرت وفضلت أبكي، أبويا خدني أنا وبنتي والبقرة بتاعتنا لداره، كان عندي أمل في الله، أن زوجي يرجعلي، وبعد أيام ماعدتهاش لقيته داخل عليا، فضلت أزغرد والبلد كلها انقلبت عندي تباركلي، وما بنساش من الفرحة أمي الله يرحمها". وقالت: "وزعت أمي بلح من نخلنا وعسل نحل من منحل أبويا، على أهل البلد حلاوة رجوع فتحي زوجي، وفرحة مصر بهزيمة العدو، وفاتت السنين، وكل سنة كان يحكيلنا أيام احتفالات أكتوبر، عن اللي شافه والناس اللي ماتوا، وأنهم ماكانوش خايفين ولا زعلانين، وقبل ما يموت بأسبوع، فضل يحكي لابن بنتي، عن تاريخ حياته، وفرحته بإنه كان جندي في الجيش وقت حرب أكتوبر، اللي العالم كله بيحكي ويتحاكى بيها، وجعلت لمصر اسم ووضع بين العالم كله".