الفريق أحمد خليفة يشهد انطلاق المؤتمر الدولى للاتصالات    مدبولي: معدلات استهلاك وإنتاج الكهرباء في مصر سجلت أرقامًا غير مسبوقة    مدبولى: تواصل جهود حماية الفئات المعرضة للاستغلال    بدء تسليم أول وحدة صحية بمنطقة غرب المطار بأكتوبر الجديدة.. استعدادا لتشغيلها    ثبات الموقف المصرى «2»    ترامب: سأسمح للاجئين الأوكرانيين بالبقاء في الولايات المتحدة حتى انتهاء الحرب    نادي الشمس يهنئ ياسر إدريس بعد فوزه بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للألعاب المائية    الزمالك يعلن التعاقد رسمياً مع محمد إسماعيل لمدة خمسة مواسم    فقرة فنية وخططية للاعبي الزمالك استعداداً لودية غزل المحلة    النيابة تعلن انخفاض نسبة المخالفات المرورية 25% وحوادث الطرق 37%    السجن المؤبد لمعلم هدد وتعدى على 10 طالبات داخل مدرسة بالإسكندرية    تجديد الثقة في اللواء مصطفى إبراهيم مديرًا للإدارة العامة لمرور الجيزة    وداعًا لطفى لبيب    أمير المصرى فى مهرجان فينيسيا    زياد الرحباني والتعبير عن هموم لبنانية وعربية    ساموزين.. يطلق «باب وخبط» ويعود إلى الإخراج بعد غياب 15 عامًا    خدمة طبية متكاملة داخل المنازل    "التعليم" تنفي شائعة تغيير إجابات البابل شيت: تصحيح الثانوية العامة إلكتروني صارم    تحليل مخدرات والتحفظ على السيارة في مصرع شابين بكورنيش المعادي    "مدبولي": مصر تكبدت خسائر كثيرة منذ بدء الأزمة في قطاع غزة    الكرملين ردا على تعليقات ترامب: روسيا اكتسبت مناعة من العقوبات    البيت الفني للمسرح ينعى الفنان لطفي لبيب    "هواوي" تطلق الإصدار 8.5 من حزمة السحابة في شمال إفريقيا لتعزيز الذكاء الاصطناعي    في شهرين فقط.. تامر حسني يجني 99 مليون مشاهدة بكليب "ملكة جمال الكون"    تأجيل دعوى عفاف شعيب ضد المخرج محمد سامي بتهمة السب والقذف    مصر تواجه تونس في ختام الاستعدادات لبطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عامًا    اجتماع موسع بشركة الصرف الصحي بالإسكندرية استعدادا لموسم الأمطار    وزير الخارجية: مفاوضات غزة جارية.. وبعض المسائل تتطلب جدية وإرادة سياسية من إسرائيل    ناجلسمان: تير شتيجن سيظل الحارس الأول للمنتخب الألماني    رئيس جامعة المنيا يحفّز الأطقم الطبية قبيل زيارة لجان اعتماد مستشفيي الكبد والرمد الجامعيين    أهمية دور الشباب بالعمل التطوعي في ندوة بالعريش    ركود السوق يهبط بأسعار الأجهزة الكهربائية 35%.. والشعبة: لا تشترِ إلا عند الحاجة    توقعات الأبراج في شهر أغسطس 2025.. على برج الثور الاهتمام بالعائلة وللسرطان التعبير عن المشاعر    ترامب: الهند ستدفع تعريفة جمركية بنسبة 25% اعتبارًا من أول أغسطس    محافظ المنوفية تنهي استعداداتها لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 ب 469 لجنه انتخابية    حركة فتح: إعلان نيويورك إنجاز دبلوماسى كبير وانتصار للحق الفلسطينى    أحمد درويش: الفوز بجائزة النيل هو تتويج لجهود 60 عاما من العمل والعطاء    سباحة - الجوادي يحقق ذهبية سباق 800 متر حرة ببطولة العالم    تغطية الطرح العام ل "الوطنية للطباعة" 8.92 مرة في ثالث أيام الاكتتاب    جامعة بنها الأهلية تختتم المدرسة الصيفية لجامعة نانجينج للطب الصيني    "زراعة الشيوخ": تعديل قانون التعاونيات الزراعية يساعد المزارعين على مواجهة التحديات    وظائف خالية اليوم.. فرص عمل ب 300 دينارًا بالأردن    النيابة العامة: الإتجار بالبشر جريمة تتعارض مع المبادئ الإنسانية والقيم الدينية    الرعاية الصحية تعلن تقديم أكثر من 2000 زيارة منزلية ناجحة    محافظ أسوان يوجه بالانتهاء من تجهيز مبني الغسيل الكلوي الجديد بمستشفى كوم أمبو    انكسار الموجة الحارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة    ما حكم كشف وجه الميت لتقبيله وتوديعه.. وهل يصح ذلك بعد التكفين؟.. الإفتاء تجيب    أبو مسلم: جراديشار "مش نافع" ولن يعوض رحيل وسام ابو علي.. وديانج يمتلك عرضين    علي جمعة يكشف عن حقيقة إيمانية مهمة وكيف نحولها إلى منهج حياة    هل التفاوت بين المساجد في وقت ما بين الأذان والإقامة فيه مخالفة شرعية؟.. أمين الفتوى يجيب    ما معنى (ورابطوا) في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)؟.. عالم أزهري يوضح    ملك المغرب يؤكد استعداد بلاده لحوار صريح وأخوي مع الجزائر حول القضايا العالقة بين البلدين    ترامب يكشف عن تأثير صور مجاعة قطاع غزة على ميلانيا    استراتيجية الفوضى المعلوماتية.. مخطط إخواني لضرب استقرار مصر واستهداف مؤسسات الدولة    33 لاعبا فى معسكر منتخب 20 سنة استعدادا لكأس العالم    وفري في الميزانية، طريقة عمل الآيس كوفي في البيت زي الكافيهات    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 1447-2026    رسميًا.. جدول صرف مرتبات شهر أغسطس 2025 بعد تصريحات وزارة المالية (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعترافات الزوجات «الأطفال»
نشر في صباح الخير يوم 09 - 11 - 2010

أمام جمع من نحو 2000 شخص ومحافظ 6 أكتوبر د. فتحى سعد ووزيرة الأسرة والسكان مشيرة خطاب وقفت سنية (18 سنة) بشجاعة أمام الجميع لتحكى قصة زواجها من رجل غير مصرى مسن وهى فى السادسة عشرة من عمرها، وتروى بشجاعة تجربتها التى تتمنى ألا تمر بها فتاة أخرى من فتيات القرية أو القرى المجاورة، التى عرفت بهذا النوع من الزيجات الذى غلفه الصمت منذ السبعينيات لأسباب متعددة.
لتعلن سنية أمام الجميع أنه آن الأوان لكى يتحدث الجميع بشجاعة عما يحدث داخل قرى 6 أكتوبر.. الحوامدية والمنوات والشيخ عتمان وأم خنان وغيرها.
الحملة التى بدأتها «صباح الخير» الأسبوع الماضى عن جهود وحدة منع الإتجار فى البشر فى إنقاذ فتيات من الإتجار بهن، تحت ستار الزواج، وجدت صداها هذا الأسبوع فى لقاء جماهيرى نظمته وزارة الأسرة والسكان بالحوامدية، بحضور محافظها لتشجيع الناس على رفض هذه التجارة.
وأكدت سوزان أحمد عبدالعزيز مساعد رئيس قرية أم خنان والشيخ عتمان للأمومة والطفولة ومديرة مركز المعلومات بالقرية أن الظاهرة مازالت موجودة فى هذه القرى، زيجات فتيات صغيرات بالمدرسة من مسنين عرب، لكن لا ترصدها الإحصاءات أو مراكز المعلومات لأنها تجرى خفية على يد المحامين والسماسرة المعروفين بالاسم لدى الجميع .
لتقف أم سليمان ممسكة بالميكروفون أمام الجميع لتعترف أنها كانت على وشك أن تزوج ابنتها ذات الأربعة عشر عاما قبل أسابيع قليلة لمسن عربى أيضا، لكن أبلة (رشا) صديقة الأسرة زارتهم أكثر من مرة لتقنعهم بأهمية أن تكمل الفتاة تعليمها أولا قبل التفكير فى الزواج .
تعترف أم سليمان أنها لم تقتنع بكلام أبلة رشا لعشر مرات، لكن ابنتها هى التى تراجعت بعد أن كانت فرحة بالزواج والطرحة البيضاء.
أول مرة ألبس ذهب
خارج السرادق الذى دار فيه الحديث أمام الجميع عن ضرورة أن تتحرك الدولة لمنع هذه الزيجات، كان هناك الكثير من الحكايات التى وثقتها وحدة منع الإتجار فى البشر فى اللقاءات الميدانية داخل هذه القرى، بطلاتها فتيات عشن تجارب قاسية، يصررن أن يحكينها حتى لا يعيشها غيرهن مرة أخرى.
( ف) - 20 عاما من قرية المنوات - مطلقة من سعودى، وغير متعلمة، تزوجته قبل أربع سنوات، تحكى قائلة: لما جابوا لى سيرة الجواز كان عندى 16 سنة، قبلها طلعت من المدرسة من سنة رابعة ما كنتش غاوية المدارس، وكان نفسى اشتغل، ولما أبويا قالى هتقعدى فى البيت مازعلتش، لىَّ خمس أخوات غيرى وتلات صبيان، وأختى كبيرة عنى واتجوزت واحد من البلد، وكان لينا اتنين فى الشارع اللى ورانا أتجوزوا زى حلاتى والاثنين ماعمروش، جوازاتهم استمرت كام شهر، كان فيه واحد اسمه (خميس السمسار) الراجل ده واللى زيه عايزين الحرق، بيوهموا الواحدة وأهلها إنها هاتعيش فى سرايا، والصراحة إحنا عندنا حتة الطمع وقلة الفهم، يعنى لما البنتين اللى فى ريحنا جوازتهم خربت مش نفهم بقى إن فيه غلط، لأ، كل واحد شايف نفسه الشاطر، وإنه هايفلح فى اللى خابوا فيه الناس التانية، وده اللى مضيع البلد، واحنا ناس على قد الحال، يعنى لا عندنا أرض ولا حيلتنا غيط، وأبوى أرزقى على باب الله وزى غيره عاوز يستر بناته.
تكمل (ف): السمسار بيلف فى البلد وعارف كل بيت فيه مين، أصله مش غريب عن البلد، وبيمسك أهل البنت من الحتة بتاعة الظروف والعيشة الصعبة، بس برضه الأهل عليهم ذنب كبير، مهما كان دلوقت لو لىَّ بنت ولو ها أموت من الجوع مش هاأسلمها لواحد لا كبير ولا عربى، هو قبل ما يخش البيت بيكون شاف البنت وعارف تفاصيل شكلها والله، وكل بنت اتجوزت بالطريقة دى كانت (حلوة) وجسمها حلو وجمالها سبب خيبتها.
وبعد ما تعجبه هو الأول ويطمن إنها مقبولة، يفاتح أبوها ويدخل البيت من غير استئذان، وأول حاجة يقوله إنت عندك عيّلة مطلوب إيدها فى جوازة كويسة، هاتتكسى وتتصيغ وتعيش فى شقة واسعة فى مصر ويمكن كمان تسافر مع جوزها السعودية، وتبعت لك عشان تعمل حج وتزور رسول الله، وبعد كده يسيب الأهل دماغهم تلف، ويجى أبويا يفاتحنى وهو مبسوط وأمى وأخواتى كلهم فرحانين أن كل واحد يمكن يجى له عقد عمل فى السعودية.
تصمت (ف) قليلا ثم تكمل: لما أمى قالت له إن بنت فلان خابت جوازتها، قال وهى صوابعك زى بعض، طب دول ناس خايبة، لكن أنا هاأخد لك منه (العريس) كل الضمانات اللى تخلى بنتك مرتاحة وكل حقوقها مكتوبة بالورقة والقلم، ويخلى الراجل اللى داخل بيتنا يخش وإيده مش فاضية جابلى أول مرة بعد ما شافنى حتة قماش وحلويات وعباية لأمى، كل ده كان خديعة وبعد كده شفت الويل، ولما شوفت الراجل أبويا أصبى منه، الصراحة أمى نصحتنى أرفض، وقالت لى أى عريس من هنا ويكون شاب أحسن، لكن أنا فرحت بالهدايا وإنى ها ألبس دهب وأسافر وأعيش فى مصر، ويبقى عندى حاجات زى اللى بنشوفها فى المسلسل.
العريس كان عنده يجى 65 سنة وقالنا إنه متجوز فى بلده وعنده عيال، وبييجى مصر يخلص أعمال كل سنة لمدة كام شهر فى الصيف، وعشان كده أغلب الجوازات بتم فى الصيف، المهر كان5000 جنيه وأربع غوايش دهب وحلق وعلبة حلويات كبيرة، وكلنا كنا مبسوطين وموافقين ما عدا أمى وكان عندها حق، بس النصيب، المهم لما جه قال لأبويا الجواز حيتم بسرعة ومن غير دوشة عشان هو مش فاضى، وساب لأبويا غير المهر 500 جنيه، وكنا عارفين إن الجواز على إيد مأذون، وبعدين قالوا لنا إن السعوديين بيوثقوا فى الشهر العقارى بعد كام يوم من كتابة العقد، وأبويا بصم وخلاص، والسمسار طلب من أبويا ألف جنيه وكان عايز 1500جنيه.
وتكمل: لبست الشبكة والجيران اتفرجوا عليها وكنت فرحانة، أول مرة ألبس فيها دهب وأبويا مسك فى إيده مبلغ كبير، قال ح يسبهم لما يشوف بيهم مصلحة له ولأخواتى الصبيان، وبعد يومين الراجل العريس جاب عربية بتاعت سياحة بيضاء وأخدونى، والجيران واخواتى هيسوا وزغردوا حبة وخلاص، وطلعت على مصر، على شقة كنت باحسبها شقتى اللى ح أعيش فيها على طول، الصراحة اتخضيت شقة عمرى ما شوفت زيها، لكن كانت شقة مفروشة وفضلنا فيها 3 شهور ولا 4 حاجة كده وكان السمسار بييجى ساعات يقعد مع الراجل السعودى ويشربوا شيشة.
تتذكر (ف) ليلة الزفاف قائلة: الله يخرب بيته كان زى الزفت وبياخد مقويات، كنت باحسبها علاج، بس فهمنى.. قلت وأنا مالى،بعد كام يوم طلب منى وضع غريب فى الجماع، وماكنتش عارفة إنه حرام، لازم يبقى فيه توعية أكتر وإيه هو الجواز والحلال والحرام، أنا واحدة ما كنتش عارفة إزاى الراجل يجتمع مع مراته، وكنت فاكرة إن هو ده الصحيح، ولازم يقبضوا على كل السماسرة هنا وفى البلاد التانية عشان المآسى دى ما تتكررش .
مساعدة السمسار
(ع) 18عاما متعلمة تعليم متوسط، طلقت بعد زواج من أحد أثرياء العرب، لم ترد الخوض فى تفاصيل تجربتها التى رات أنها انتهت بالفشل، لكنها ترى أن الفقر هوالسبب الأول فى موافقة الأهل على هذا الزواج، فكثرة عدد الأبناء خاصة الفتيات تدفع الأهل لتزويجهن للتخلص من أعباء مصاريف المأكل والمشرب وغيره، بالإضافة إلى إغراء الأهل بالهدايا والمال وعدم تحمل الأهل أية أعباء عند تزويج الابنة، ووعود تأمين حياة الابنة، وحصول أخيها على مشروع أو عقد عمل أومحل تجارى، ورغبة الفتاة فى الانتقال لمعيشة أسهل، والتمتع بالثراء، والتخلص من الأعمال الشاقة كالعمل بأجر زهيد فى الحقول أو داخل المصانع الصغيرة.
ومن خلال تجربتها تؤكد أن التعرف على الزوج العربى يكون من خلال السمسار، الذى يقدم كافة المغريات والتسهيلات لوالد الفتاة، وقد يكون من خلال إحدى الجارات ممن سبق لهن تزويج بناتهن، أو عن طريق إحدى سيدات القرية التى تساعد السمسار فى ضيافة العريس العربى وأهل الفتاة فى منزلها لكى يتم التعارف، ومعاينة الفتاة، وفى العادة لا تستمر هذه الزيجات سوى بضعة أشهر قليلة، هى الفترة التى يقضيها الزوج بالقاهرة وفى حوزته زوجته، ولا يوثق هذا الزواج، ويرغم الزوج الزوجة على استخدام وسائل منع الحمل حرصاً على عدم الإنجاب واستمرارية الزواج.
وتقول (ع): إنه كلما صغر سن الفتاة وجمالها ارتفعت قيمة المهر، ويكون الزواج عرفيا غالبا، ولا يؤخذ رأى الفتاة فى الزواج بسبب صغر سنها، وقد تكون سعيدة بتغير حياتها للأفضل، لكن مايحدث بالفعل هو أن يهجرها الزوج فجأة، ولا تحصل على أى حق من حقوقها، لأن زواجها غير موثق، وتصبح مطلقة وهى فى سن صغيرة، هذا غير اعتداء الزوج عليها بالضرب أوالسب لإجبارها على طاعته، ومن الصعب أن تتزوج هذه المطلقة من أحد شباب القرية بعد ذلك، لأنها تكون فى نظرهم أنها باعت نفسها، ولا يتزوجها إلا شاب فقير غير قادر على تدبير مصاريف الزواج، أو أحد أقاربها رغبة من الأسرة فى احتضان الفتاة بعد الأضرار التى وقعت بها، ويبقى أكثر ما يحزن الفتاة هو شعورها بأنها أقل من قريناتها اللاتى أكملن تعليمهن.
الأمهات يعترفن : ماكانش قصدنا نبيع لحمنا
وتروى والدة الفتاة (ش) ربة بيت غير متعلمة من قرية المنوات، تجربة زواج ابنتها، قائلة: أنا مش متعلمة وناس غلابة عندى أربع بنات وعيلين صغيرين كلهم ما دخلوش المدارس، إحنا ناس على قد الحال والعلام هاياخد كل اللى باشتغل بيه، وأبوهم أرزقى بيومه، موضوع الجواز ده خيبة كبيرة بس حنعمل إيه ده نصيب أسود وحط علينا بس أهو درس ولو يجينى عريس شحات من هنا وأنا أوديها لحد عنده، أنا جاتلى واحدة جارة بس ماعرفش عنها حاجة مش من الشارع وصحيح من البلد بس ماليش بيها سابق معرفة، وإحنا عندنا (سلو بلدنا) نحب نستر العيلة، فاتحتنى فى أن واحد جايب عريس سعودى وعايز بنت بنوت وحلوة و ح يدفع كويس، وفضلت تحكى على الخير والكرم بتاعه، سألتها وهى عرفت بك إزاى تقول والله أنا ما أعرف ولا حتى سألتها، أنا فرحت عشان سترة للبنت ومسئولية ح تنزاح، وقالت حا ييجى الأول ويشوف البنت ويتعرف علشان الاتفاق.
وتكمل الأم: ولما جه ما كناش نعرف إلا أن واحد شغال عنده شاف البنت، وقال ح يجى يا خدها على مصر وإحنا معاها علشان يعقد عليها وسلم أبوها (5000 جنيه) وأخد منهم السمسار 1500عمولته، وسافرنا مصر و كان قاعد فى شقة ما أعرفش منين، وكان راجل أكبر من أبوها وقال ح يبقى يسبها عندنا، ولما ييجى القاهرة ح يا خدها معاه فى شقته لحد ما يطلعلها أوراق تسافر معاه، البنت فرحت بالشبكة، كانت عنده جابها من أوضة فى الشقة وشوية قماش لأخواتها، وحددنا اليوم عشان العقد وجه واحد عنده فى الشقة وأبوها مش بيعرف يكتب ولا يقرأ ولا أنا، وخلونا نبصم على القسيمة وخلاص وسلمنا عليها ومشينا وبعد أسبوعين جه عندنا البلد أعد معانا يومين تلاتة، وقلنا للناس إنه اتجوزها، البنت كانت ساعتها ما كملتش 15 سنة حتى (ما بلغتش) وهو يجى فوق الستين طبعا، الجيران باركوا وهو سافر، وفضل يجى سنتين ويروح ويجى علينا يفضل معانا يوم والتانى يا خدها تفضل كام يوم وبعدين تيجى عندنا وهو يسافر، وكان شارط عليها تاخد حبوب منع الحمل عشان عنده عيال وبعد كده جه وقال مش ح ينفع يحطها على أنها مراته فى جواز السفر، عشان عنده مشاكل، ومكناش بصراحة فاهمين حاجة فطلع لها جواز وعلى أنها شغالة لأهل بيته،
وسافرت وفضلت عنده فى بلده يجى كام شهر وبعدين نزلها لوحدها من غير شبكتها ومعاها يجى 1000 جنيه وقالها ح يبقى ينزل لها. ثم تكمل: فضلنا على الحال ده ننتظر ما حدش يسأل فينا ولا نعرف نروح الشقة تانى، وهى عيلة وكان بيغير الشقة اللى قاعد فيها، كله مفروش لحد ما جه اللى شغال عنده وعطانا ورقة طلاق، وعرفنا بعد كده الفخ اللى وقعنا فيه، ولما سألت شيخ الجامع قالى هو جواز صحيح بس مش مقبول ومايصحش نبيع بناتنا كده بالرخيص وفى البلد فى كتير (الجهل والحوجة وحشة والخداع بيجى الواحد يدخل علينا بالغش)، والأهل عايزين إيه غير سترة بنتهم يعنى ما كنش غرضنا شر ولا نبيعها، هو نصيب الغلبان دايما وحش بس دلوقت أنصح أى أم تخلى بالها على بناتها.
وتتابع: من يجى شهرين البيت اللى ورانا جلهم عريس كبير فى السن جايبه واحد سمسار من ميت قادوس وعايز يجوز زى حكاية بنتى، روحت لحد بيت الناس دول ونصحتهم وحكيت لهم اللى حصل مع بنتى كله وطلعت لهم العقد والورقة بتاعت الطلاق والنبى ما حدش عبرنى بيفتكرونى متغاظة ومش عايزة لهم الخير، ولا أكون هاخده لواحدة من عيالى.
العريس 80 سنة والعروس 15 والشبكة فالصو
الزوج هنا سعودى تجاوز الثمانين والعروس 15سنة، وطلقت قبل مرور عام على الزواج، والراوية هنا هى الأم ( ن. أ. أ): الزواج تم بعد أن أنهت الفتاة امتحانات الشهادة الإعدادية، والمهر 3 آلاف جنيه، والشبكة (دبلة ومحبس) قبل الزواج، ووعدها بأنه سوف يشترى لها الشبكة من السعودية فى أول زيارة له بعد الزواج وبالفعل، عندما عاد من بلاده قدم لها الشبكة وكانت عبارة عن (12غويشة وكف دهب)، من كثرة الذهب تشككنا إن يكون غير حقيقى، فذهبت به الى الصائغ وفعلا اكتشفت إنه (قشرة) يعنى فالصو، وتكتمت على الأمر، حتى تستمر العلاقة الزوجية بين ابنتى وزوجها، لكنها رغم ذلك لم تستمر ووقع الطلاق بعد 8 أشهر، قضى فيها أكثر من شهرين فى السعودية.
وتكمل الأم: كنا غلابة، جوزى عامل حداد مسلح (أرزقى) وعندنا 6 عيال، وكانت بنتى بتشوف بنات كتير من القرية بيتجوزوا من عرب، وبيسافروا لبلادهم، وتحسنت حياة أهالى البنات من بعد الجوازات دى، وكانت بتقول لى شايفة فلانة لابسة دهب فى إيديها كتير، وهدوم جديدة والخير بان عليها وعلى أهلها، وفى يوم راحت تصلح الكاسيت عند محل أدوات كهربائية، وكان قاعد هناك واحد سعودى، وسألها صاحب المحل أنت مين، فجاوبت، فقال لها إن الراجل السعودى عايز يتجوزها، وفرحت البنت، وطلب منها صورتها، فرجعت البيت بسرعة وأخذت صورتها وأعطتها للسعودى، وحكت لى على اللى حصل، وقلت لها إن ده السمسار.
تصمت الأم قليلا وتتذكر: حاولت أمنعها فقالت لى: لو ما اتجوزتوش هاشعل النار فى نفسى، وأنا مش زى غيرى وعايزه أعيش أحسن من العيشة بتاعتنا، وأبوها وافق فى الآخر، وأخدنا المهر وجه السمسار والمحامى وعقدوا الجواز عرفى، وأجر لها شقة فى القرية وأخذها ومشى.
تمسح الأم دموعها قائلة: كنا عارفين إنه اتجوز أكثر من 15 بنت قبل كده من القرية، وعارفينه كويس هو والسمسار، وسمعنا إنه بيسحر للبنات عشان تتجوزه، وأنا بنفسى لما كنت بأزور بنتى كنت بلاقى عنده صور البنات وكميات من شعرهم، اللى بيستخدمها فى السحر.
فى أول زيارة للبنت لينا اشتكت لى من العلاقة الزوجية، وهو سابها وسافر للسعودية بعد شهر من الجواز، ولما رجع كان بيضربها على اعتبار أنها متبرجة، وهو كان بياخد عقاقير منشطة، ويضربها ويتهمها بالبرود، وهو كان بيعاشرها (معاشرة غير شرعية)، ولما كانت بترفض كان بيضربها، وفى يوم طردها من الشقة ورجعت لبيت أبوها، ويومها اخدتها بإيدى وقلت لها تسترضيه وتستحمله، لكن تكررت نفس الحاجات والبنت تعبت منه لأنه كان بخيل، ولما سافر مرة رحنا أخذنا كل محتويات الشقة وسبناها له على البلاط، ولما رجع حب يعمل محضر فى الشرطة أو يطلقها، وساعتها ضربته بالنعال لغاية ما طلقتها، أصلى كنت عايزه أنتقم منه زى ماكان بيضرب بنتى.
بعدها بنتى اتجوزت واحد من أهل القرية وفى يوم زفافها اكتشف إنها كانت لسه (بكر). .. وبعد فالحكايات مازالت تحمل الكثير فى الأسبوع القادم، فى اعترافات على لسان المأذونين والسماسرة وأهالى القرية أيضا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.