اختتم مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبى في دورته ال 25 دورة اليوبيل الفضي برئاسة الدكتور سامح مهران والمنسق العام المخرج عصام السيد، برنامج ذاكرة المهرجان والتي تضمنت خمس ندوات حول العروض التي قدمت بالمهرجان خلال الدورات الماضية، والتي انعقدت بسينما الهناجر بدار الاوبرا المصرية. وتناولت الندوة المسرح الألماني والعرض المسرحى " أوديب ملكا" بحضور الدكتور محمد أمين عبد الصمد المشرف على ملف ذاكرة المهرجان ومدير الندوة وأ.د. محمد شيحه أستاذ النقد والدراما بالمعهد العالى للفنون المسرحية - أكاديمية الفنون. واستهل د. محمد أمين عبد الصمد حديثه بتهنأة الحضور بمناسبة عيد الأضحى المبارك مشيرا إلى أن موعد الحضور اليوم مع مسرحية "أوديب" موضحا أنه لا يوجد أحد لم يصادف "أوديب" سواء فى العلوم الإنسانية والدراما والمسرح وعلم النفس، حتى فى الدراسات اللغوية يصادف "أوديب"، إضافة للنصوص المسرحية الكثيرة التى تناولت شخصية أوديب حتى أن أرسطو جعله نموذجا يقاس عليه، وكل كتاب اليونان قدموا أسطورة "أوديب"، مشيرا إلى أن المسرح الرومانى عالج "أوديب" والمسرح الفرنسى، وفى مسرحنا العربى قدم توفيق الحكيم شخصية "أوديب" وغيره من الكتاب والذين قدموه عبر رؤية الثقافة الغربية فى إطار صراع الآلهة تارة وتارة أخرى بحث الكتاب عن جذور مصرية في اسطورته، إضافة لظهور كتابات تقارن بين أوديب واخناتون، مشيرا إلى أن "أوديب" له ترجمات عربية كثيرة من أشهرها كتاب لطه حسين وترجمة أخرى تحت عنوان "أوديب طاغية" لأنه يتولى الحكم بالمغالبة، وترجمة لمحمد صقر خفاجه ثم تتالت الترجمات ولم يخلو موسم مسرحى حتى فى مسرحنا المصرى إلا ويوجد عرض لأوديب بشكل أو بآخر. وأكد الدكتور محمد شيحه فى تعقيبه تمنيه مصاحبة مادة علمية ضمن ذاكرة التجريبى مشيرا إلى أن الأرشفة ضعيفة ودون مادة علمية، وتمنى أن يكون فى الاحتفال باليوبيل الذهبى وجود مادة علمية وأرشفة قوية. وأشار شيحة إلى أن أسطورة أوديب التي صيغت منها هذه المسرحية من أشهر الأساطير اليونانية، وعالج سوفوكليس هذه الأسطورة في مسرحيتين هما "أوديب ملكًا" و"أوديب في كولونا"، وعالج يوربيديس هذه الأسطورة في مسرحية "الفينيقيات". وهناك اختلاف كبير بين تناول يوربيديس لهذه الأسطورة في مسرحية "الفينيقيات" عن تناول سوفوكليس لها في المسرحيتين السابقتين، وقد عدل يوربيديس في الأسطورة تعديلات كثيرة في مسرحيته، وجعل أوديب وجوكاستا يعيشان بعد اكتشافهما قتل أوديب لأبيه وزواجه منها وهى أمه، وشهدا قتال ولديهما بولونيكيس وأتيوكليس من أجل ملك طيبة وقتل أحدهما الآخر، وقتلت جوكاستا نفسها بعد موتهما، ثم استعد أوديب للرحيل عن طيبة مع ابنته أنتيجونا التي ستصحبه في الطريق. أما بناء سوفوكليس لمسرحية أوديب ملكًا فهو مختلف – كما قلنا – عن بناء يوربيديس لمسرحية الفينيقيات، وأكثر تركيزًا منه، وأشد تصويرًا للمأساة. كما استعرض شيحة بعض النصوص اليونانية والألمانية التى تشمل العرض منها وبراعة الأبطال عند الانتقال من شخصية لشخصية، وتحدث عن التجريبى والعروض التى تضع التساؤلات للمتلقى واهم النصوص الصغيرة التى لا تأخذ خمس دقائق رغم صغر عرضها ولكن تنتهى بفكرة واحدة للمتلقى وضرب بعض الأمثلة وأشار إلى أن عرض "أوديب" قدم باستاد فى المانيا وكان جمهوره 25 ألف متفرج، وعلى الرغم من تقديمه فى الصباح ولكن البراعة فى العرض أن 4 أو 5 شخصيات أبطال العرض والتلاحم بينهم والانتقال من شخصية لشخصية للبطل فى آن واحد تدل على تلك البراعة.