الإحساس بالفراغ والعدم والبحث عن الذات والهوية فى عالم لا يعترف بالمشاعر الإنسانية الراقية ويجير البشر على إظهار اسوأ ما فيهم كان «التيمة» الأساسية فى معظم المسرحيات الأجنبية التى شاركت فى المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح التجريبى هذا العام. وفيما اعتمدت المسرحية اليونانية «اوما دا ايبتا» على نصين كتبهما الكاتب المسرحى اليونانى المعروف «فرانز اكسر كروتيز» ليكشف بهما عن الحصار والاغتراب الذى يميز المجتمعات الحديثة، من خلال أربعة رجال وثلاث نساء يلتقون فى ظل الظروف المرهقة والمملة للروتين اليومى للحياة. لجأ المخرج الأوزبكستانى اريفجاون تورجونالى إلى اقتباس مسرحية جوجول الشهيرة «المعطف» ليعبر عن عدوانية البشر فى التعامل مع أى شخص يلمحون فيه الضعف والرغبة فى الانزواء من خلال مجموعة من الموظفين يسخرون من زميل لهم رغم تفانيه فى العمل لمجرد أنه يرتدى معطفا قديما وممزقا تملؤه الثقوب. أما المؤلف والمخرج الأوكرانى «اولكسندر بيلوزاب» فقد اختار عالم النساء الخاص الغامض لتدور حوله أحداث مسرحية «براما»، واستخدام لوحات «فريدا كالو» لتعكس الألم والأحاسيس النسائية المتناقضة. فيما اختار مواطنه الأوكرانى «مايكل ويلسزاك» تناول قيمة الفهم الإنسانى والبحث فى هارمونية واكتمال العلاقات بين رجل وامرأة يتحديان العوائق والتحيزات. أما المخرج الإيطالى «دوسير كاميرينى» فقد استوحى مسرحية سوفوكليس الشهيرة «أوديب ملكا» فى عرضه البديع «أوديب فوق القمة»، وقام من خلاله بتطوير «تيمات» النور والظلمة والبصر والعمى للكشف عن المصير المأسوى لبطل الرواية. وحول أسطورة من الأساطير اليونانية أيضا يدور العرض الإيطالى الآخر «أورفيوس»، الذى قامت من خلاله المخرجة ومعدة النص «دانييلا جيوردانو» بإعادة استحضار أسطورة «أورفيوس» بعد فقدانه العروسة، حيث يبدأ رحلة الغوص فى مخاوفه وشكوكه وتتراوح مشاعره بين الارتباك والحيرة. ويعيد المخرج البلغارى اكتشاف مسرحية «هاملت» الشهيرة لشيكسبير من خلال عرض «هاملت أو ثلاثة فتيان وفتاة واحدة» والذى يطرح من خلاله بعض الأسئلة المثيرة مثل «كيف تصبح هاملت؟ وما هو الشئ الهاملتى فى هاملت؟ وما الذى يجعل من شخصية «هاملت» جديدا، ويمنع شخصية أخرى من التحول إلى هاملت؟!. وحول «تيمة» السفر من أجل النجاة، تدور المسرحية الجميلة «مشروع مخزن العقل» الذى تجمع من خلالها المخرجة الألمانية مارين ستراك بين الجسد والصوت والنص والمحيط البصرى وثقل المادة فى تناغم بديع. أما عرض «الارث» للمخرج البولندى زيجنير سترى، وهو نفسه مؤلف النص، فيدور حول الأحلام والمآسى من خلال قصة زوج وزوجة وطفلهما والملاك الحارس. وعن حياة الرجل الأعزب، نشاطاته اليومية، وعاداته، وحالاته المزاجية، تدور أحداث المسرحية البولندية «مسرحية عاطفية لأربعة ممثلين» من تأليف وإخراج «بيوتر سيبلاك». فيما يستخدم المخرج والمؤلف التايلاندى نيكورن سيتاج أدوات مسرحية مختلفة مثل العرائس والأقنعة والغناء والرقص ليحكى لنا قصة النهر الذى تحول من إكسير للحياة إلى سبب فى الموت بعد أن بنى أهل قرية سدا لحمايتهم من الفيضان فتحول إلى دافع للصراع بينهم. وحول المدينة الفاضلة يدور العرض الروسى «هايبر بوريان.. بداية العالم» وهى مدينة الربيع الأبدى التى تقع أقصى شمال الأرض وشعبها مبارك، وجنسها طويل العمر لا يعرف الحروب أو العمل الشاق وويلات الشيخوخة والمرض.