واحد وعشرون عاماً مضت على الدورة الأولى لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى ومساء اليوم تنطلق دورة جديدة للمهرجان.. اختلفت حوله الآراء فيما إذا كان مؤثرا على المسرح المصرى بالسلب أو الإيجاب أو أنه لا يزال لا يمت له بصلة مباشرة أو غير مباشرة.. «الشروق» التقت رجال المسرح قبيل بدء فاعليات المهرجان لمعرفة ما إذا كان المهرجان التجريبى قد بلغ سن الرشد أم لا.. ورصدت الآراء المتباينة فى السطور التالية. رأى أن المصالح الشخصية وعدم الوعى وراء التأخرسخسوخ: لا يوجد مخرج مسرحى لم يتأثر بالحركة التجريبية الناقد المسرحى د. أحمد سخسوخ يقول إنه لا يمكن أن نقيم المهرجان التجريبى من المنظور نفسه الذى نقيم به المسرح التقليدى فمنذ القرن التاسع عشر بدأ المسرحيون باكتشاف قوانين جديدة للمسرح التجريبى مغايرة تماما لما عرف قبل تلك الفترة فقامت تلك القوانين بالتخلص من التقييمات التقليدية للمسرح واستبدالها بتقييمات عصرية حديثة. وأوضح أن دور مهرجان القاهرة التجريبى منذ بدايته سنة 88 وحتى الآن هو تقديم تلك التجارب الحديثة القادمة من شتى أنحاء العالم إلى القاهرة لتحدث حراكا مسرحيا فى الأساليب والرؤى الإخراجية التى تخرجنا من بوتقة النمطية، ويضيف: المسارح المصرية والعربية تأثرت إيجابيا بذلك الاحتكاك المسرحى العالمى وغدت هنالك تجارب تدل على مدى استفادتنا بما يقدم فى المهرجان من ألوان وأنماط مسرحية مستحدثة وما زلنا حتى الآن نحاول الاستفادة من كل ما هو جديد فى الساحة المسرحية العالمية بأن نحدث التجربة المسرحية التى تقدم من الفرق المشاركة. وأضاف سخسوخ: لا يخفى على أحد أن المسرح التقليدى فى مصر أصبح الآن يلفظ أنفاسه الأخيرة والسبب فى ذلك يرجع إلى أنه تأثر بالمسرح التجريبى العالمى منذ الدورة الثانية من المهرجان وذلك يظهر جليا فى الأعمال المسرحية التى قدمتها الأجيال التى عاصرت بدايته منها جيل المسرح المستقل وفرقة الورشة التى تكونت سنة 1989 والتى شكلت ملامحها الرئيسية من التجريبى. واستطرد سخسوخ فى حديثه قائلا: كما ظهرت فى مصر فى عامى 90 و91 أجيال تلتقط فى أعمالها عناصر التجريب التى اكتسبتها من عروض المهرجان حتى باتت الساحة المسرحية اليوم تخلو من المخرجين المسرحيين غير المتأثرين بالمناهج التجريبية لأنه بمثابة ضخ دماء جديدة للحركة المسرحية. وعن رأيه فى اعتراض البعض على إقامة التجريبى من الأساس أوضح سخسوخ: أعلم جيدا أن مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى يتعرض لهجوم عنيف ولكنى أعتبره غير موضوعى لأن الفن بشكل عام لا يتطور إلا بتحقيق الاحتكاك الحضارى بين الدول بعضهما البعض فما بالنا بخمس وخمسين دولة تعرض فرقها عروضهم تحت سماء القاهرة فى أيام المهرجان العشرة. وعن أهم عيوب المسرح المصرى فى الوقت الراهن أكد أن القضايا التى يناقشها المسرح حاليا لا تمس الجمهور المصرى بشكل أو بآخر فضلا عن أن آليات المسرح ما زالت غير حديثة وأعتقد أن المصالح الشخصية وعدم وعى المسئولين وراء ذلك التأخر الذى يعانيه المسرح.