علاقة غريبة ووطيدة تجمع بين الأسود ومدربيها ف "برمشة عين" يمكن للمدرب أن يوجه أسوده ويحادثهما ليجسد الأسد عرضاً يجعل مدربه في حالة نشوة وانتصار أمام الجماهير. يجمع دوماً بينهما لغة للتفاهم، ولغة لتلقي التعليمات وأخرى لتنفيذها، العقد بينهما هو الثقة المتبادلة، ورغم الخطر الدائم الذى يتعرض له دوما العاملين فى ذلك المجال حيث يحملون أكفانهم كلما بدأ العرض، لكنهم يتحصنون دائماً بالثقة والأمان في أسودهم التي تربت على أيديهم. ولعل أشهر العائلات داخل مصر ترويضاً للأسود، هى عائلة "الحلو" حيث تعمل وتعيش معها أكثر من 60 عاماً، إلا أن عدداً من أفراد العائلة دفعوا أرواحهم ثمناً لتدريب الأسود ، ويعد أول حادث هجوم لأسد على أبناء عائلة الحلو كان في السبعينيات وكان من نصيب الجد الأكبر محمد الحلو عندما عاقب أسده وقام بضربه أثناء البروفات وقبل الفقرة مباشرة نتيجة تقصيره وتهاونه، ومع بداية الفقرة انتقم الأسد وهجم على الحلو فور أن أدار له ظهره، ولم يستطع أحد إنقاذه، فتوفي بعد نقله للمستشفى بأيام. كما تعرضت محاسن الحلو لهجوم من نمر أثناء البروفات وكادت تسقط على الأرض ويلتهمها النمر، لكنها استعادت توازنها فورا وسيطرت عليه بضربات سوطها ليرتدع ويلتزم بتعليماتها، فيما تعرض ممدوح الحلو أحد أفراد العائلة لهجوم شرس من أسد أثناء تقديم عرض بمدينة العريش في أغسطس 2001 ونجا من الموت بعد أن تمكن من إطلاق النار على الأسد أثناء مهاجمته له، و فى عام 2014 تعرض مدحت كوتة أحد أبناء العائلة تعرض لموقف كاد يفقد فيه حياته أثناء تقديم فقرته بالسيرك. وفى فى حوار خاص "للبوابة نيوز"، أكد محمد عصام الحلو سعادته لتواجده لتقديم عروض السيرك للمرة الأولى بمدينة الغردقة لإضفاء جو من السعادة والبهجة على أهاليها، مشيراً أن التعامل مع الأسود أصبح أمر يعتاد عليه منذ الصغر حيث نشأ وتربي فى وسطهم، مؤكداً من الضرورى ألا يشعر الأسد بخوفك حتى لايهاجمك. يضيف أول من علمنى التعامل مع الأسود والنمور هو المدرب "حمادة كوتة" والذى يعد حالياً أفضل مدربي العالم، مشيراً أنه إكتسب خبرات كبيرة من أفراد عائلته السابقين فى ذلك المجال، كما أنه حاول ألا يقع فى الأخطاء التى وقعوا فيها فى السابق. يقول "الحلو" أصبحت هناك علاقة بيني وبين أسودى ويفهمونى من عيني، وهم "حدوتة" و "توتا" و "بوسكا" وبيننا علاقة حب وتفاهم فيسمعونى ويطيعونى، تمامًا كالطفل حسن السلوك، وأحياناً أخرى يسئ السلوك أمام الجمهور ويخطيء الخطوات، ليعاقب ويتعلم بالتجربة ويُحسن السلوك فيما بعد.