لطالما ظلت الحماية الشخصية سببًا من أسباب اقتناء الكلاب البوليسية في المنازل، ولكن الأمر ليس كما يبدو في بعض الأحيان التي يتجه فيها بعض المواطنين لشرائها لسبب واحد يتعلق ب"الشعور بالتباهي" وفي بعض الأحيان تخويف المواطنين، ما يتم التعبير عنه بواسطة استخدام تلك الكلاب لإشاعة حالة من الرعب. وهو الأمر الذي ظهر مؤخرًا للعيان، عبر واقعة مؤسفة قام خلالها شاب عاطل عن العمل من فيصل قام بإثارة رعب مواطن يعمل شاب يعمل سايس باستخدام كلبه، حيث أثار الكلب ناحية السايس وقام زميله بتصويره مع الشاب بصورة مهينة ومحرجة وإذاعة الفيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك فألقت الجهات الأمنية القبض عليه واعترف بقيامه بالواقعة. وحقيقة الأمر أن تلك الواقعة ليست الأولى من نوعها فهناك العديد من الوقائع التي اتجه خلالها عدد من أصحاب الكلاب بإثارة الرعب لدى المواطنين، وهو ما ظهر عبر منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك خلال الفترة الماضية، حيث ظهر أكثر من فيديو في حلوان. وفي ذلك السياق "البوابة نيوز" طرحت أسباب ذلك على الصعيد القانوني فقال وائل نجم، الخبير القانوني، لا توجد عقوبة محددة لتلك القضية حيث يتم تحديد العقوبة بناء على الجريمة ذاتها وواقعها، فقد يصل الأمر إلى السجن المشدد حال استخدام الكلاب في القتل أو الإرهاب وهو ما يختلف في حالة الترويع فقط، لافتًا إلى أن القانون المصري يجرم استخدام أي من الحيوانات المستأنسة بصورة سيئة كالتعرض للمواطنين وإثارة الخوف والرعب لديهم وتعريض حياتهم للخطر، مضيفًا أن هناك حاجة إلى استحداث نص قانوني لكي يتم تنظيم عملية البيع والشراء والاقتناء والتربية والغرض منها والأضرار الناتجة عن صيد تلك الحيوانات والضرر كذلك على البيئة الحيوانية وإرهاب المواطنين. جمال فرويز، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن تلك التصرفات إنما هي نتاج تفكير شخصية مريضة مضطربة عقليا من خلال التفاخر بتنفيذ تلك السلوكيات التي يرغب في نشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي لإشاعة أنه شخص قوي يشار له بالبنان، لافتًا إلى أن مثل تلك السلوكيات تنتج وتأتي في الأساس من الإعلام المرئي من خلال الأفلام التي تروج للجريمة وتصور تناول المخدرات واستخدام القوة بأنه شيء إيجابي يجذب الجميع حتى وإن ارتكب بطل تلك الأعمال مصيبة. وأوضح فرويز أن الحل يكمن في السيطرة على الإعلام المرئي وتجنب عرض السلوكيات السلبية التي تجعل الشباب يقلدها بدون وعي في حين أنه يجب استخدام شاشات التليفزيون في الحض على الأخلاقيات الراقية والأفكار الإيجابية التي ستجعل الشباب يتجهون لها. سامية خضر استاذ علم الاجتماع من جانبها قالت الدكتورة سامية خضر استاذ علم الاجتماع، إن مثل تلك التصرفات تشير إلى سوء الخلق الذي يوجد عليه بعض الشباب بسبب غياب التنشئة الاجتماعية السليمة لدى هؤلاء واتجاههم إلى سلوكيات سلبية لا تمت للأخلاق ولا العرف الاجتماعي بصلة، لافتة إلى أنه خلال الفترة الماضية ظهر العنف بسبب رغبة الشباب في التقليد حيث يتجهون لمشاهدة الأفلام وبرامج التليفزيون التي تتضمن سلوكيات سلبية وهو ما يعزز لديهم الرغبة في التقليد بسبب عدم وجود مثل أعلى لهم يجعلهم يختارون السلوك الاجتماعي القويم.