يحمل أدواته على ظهره، يجوب مصر من بحارها لجبالها، ترهقه المسافات، ويشد على سواعده استكمال الطريق مهما كانت وعرة، هناك رزق ينتظره، فأرض الله واسعة، والرزق أوسع لمن سعى، لا يهمه شيئا فى الحياة سوى أن يحافظ على مهنته التى يكتسب منها قوته. عم رجب صاحب ال 48 خريفًا من عمره، يقول: «الحياة تجبرك أنك تبقى مخترع، ومفيش حد اخترع حاجة جديدة أو فكرة إلا مر بظروف صعبة، وتغلب على الصعب اللى فى حياته باختراعه، طبعًا ضيق الرزق وإنى محبش اشتغل عند حد وعندى أسرة تتكون من 6 أفراد، وتعليمى ميجعلنيش اشتغل على مكتب، خلانى أفكر أعمل شغل ليا بأدوات بسيطة، وحاجات قليلة من غير رأس مال كبير، فوجدت فكرة فى بالى لصنع الشيشة بشكل مختلف. وأضاف: «فى البداية قمت بالعمل عليها أكثر من مرة ففشلت، ولكن تمكنت من عملها بطريقة أفضل وكيف أقدمها بشكل يشد كل واحد يشوفها، ثم عرضتها للبيع فى مكان بمصر، والفكرة بدأت تدخلى دخل كويس، والناس حبتها جدًا، لأنها بتفكرهم بالماضي، لأنها شبه الجوزة القديمة، والأدوات بسيطة وسهلة ومش محتاجة مجهود عن طريق برطمان من القزاز، وعمل الجزء الأعلى من البلاستيك أو الخشب، ثم أحضر ورق من السوليفان الملون لتغطيتها لإظهارها بشكل جميل، ثم أجلب عود من الغاب أو استبدله بخرطوم من البلاستيك، والجوزة الواحدة بتكلفنى 20 جنيهًا وعلى حسب الزبون، يعنى مش بدقق بس أقل حاجة أكسبها فيها 5 جنيهات وأحيانا ببعها ب 40 جنيهًا» ويختتم حديثه قائلًا: «الناس بتحب البساطة فى كل حاجة فى حياتها، فى الأكل والشرب واللبس حتى فى المزاج، ولو اتفرجت على فيلم «الكيف» هتعرف إن الناس بدور على البساطة وبتسيب الحاجات اللى بيستوردوها، حلم حياتى إن ربنا يكرمنى بمرتب من الدولة يقدر يساعدنى فى حياتى وأحسن بيه من دخلي، ويمكن حد يسمعنى بعدما عشت حياتي».