وافقنا وبنوافق وها نوافق على حاجات كتيرة أوووى، مش بنحبها لمجرد أننا بنخاف نقول "لا". كم واحد فينا بيخاف يقول " لا"؟ أنا متأكدة إننا كتير.. أنا على فكرة بخاف أقول لمديرتى لا مش ها أعيد الشغل اللى بتطلب علية 100 تعديل، وفى الآخر تأخد أول نسخة، وبخاف أقول لمديرى عاوزة إجازة على فكرة مع أن القانون أدانى الحق ده، وبخاف أقول لخطيبى لا مش ها أقفل صفحتى على الفيس بوك. ..واو. كلمة "لا بجد ليها متعة وهمية حقيقة نابعة من إنك أعلنت تمردك على كل اللى مش عاوز ومش بتحب ومش فاضى تعمله، وعلى فكرة مش لازم يكون فى سبب لكلمة "لا".. هو "لا" وخلاص طالما ها تريحنى ومقتنع بيها، ومش ها تأذى أى إنسان. "لا" مرتبطة بالخوف من الفقدان أو الخسارة فقدان شخص أو حاجة غالية عليك وكمان خسارة وظيفتك أو فلوسك أو تعد صايع مش لاقى حاجة تعملها. أنا كنت بشتغل فى مجال الميديا بعد دراسة طويلة وطموح كبير نهايته السما. كان طبعًا الكلام ده من 14 سنة، كان فى طاقة كبيرة أنى ها أعمل حاجة محترمة واللى كان مشجعنى أنى شايفة نفسى مذيعة متميزة، آة مذيعة أخبار صوتى حلو والعربى بتاعى ممتاز وعندى حضور كبير، وكمان الناس بتشجعنى أوووى على الفكرة دى، يبقى ليه لا، وبدأت أستعد للحظة دى اللى طبعا ما جتش خالص. جيالك فى ليه بقى ماجتش أصلاً. يا سيدى أنا طلعت للواقع العملى وأنا بدور وبقدم فى كل القنوات عشان أكون مذيعة أخبار والصراحة من غير ضحك بس اشتغلت فى قناة معروفة أوى دلوقتى بقيت قناة دينية. عارفين اشتغلت إية كنت بنزل ألف على رجلى على المحلات المعروفة واللى محدش كمان يعرفها أهو من ده على ده وأقولهم إية رأيكم إحنا قناة جديدة وأنا معدة برامج والقناة دى عاوزة تصور المحل وتعلن عنه ببلاش. كنت هبلة أوووى وبصراحة اكتشفت أن الناس بتوافق.. حد لاقى يطلع فى التليفزيون من غير ما يدفع. وأنت سيد العارفين علاقة المصريين بأبو بلاش..علاقة يذكرها الجميع! والدنيا سرقتنى وما قولتش لا على أى شغل ولا أى حاجة طالما أنه متوافقة مع مبادئى ودينى وأخلاقى، وفضلت 10 سنين هم عمرى المهنى بوافق على أى شغل ولا أقول كلمة "لا" أبدا أبدا أبدا. .. النهاية أنى موظفة على مكتب فى مكان مهم من برة، لكن إن من جوة بقيت ولا حاجة.. آه نسيت أقولكم على حاجة اتعلمتها من حياتى اللى مش بقولا فيها "لا". .أن الناس اللى قابلتهم وقفوا وكان ليهم موقف فى حياتهم من شغلهم ورفضوا اللى كنت بوافق عليه وقالوا "لا". .نجحوا وحققوا طموحهم وبقوا أسماء كبيرة فى مجالات الإعلام المختلفة. . وأنا بعمل خطط فى المكتب اللى من برة مهم ومديرى بينسبها لنفسه. خد بقى الكوميدى أن راتبى الشهرى هو هو نفس الراتب بتاعى من 10 سنين لما بدأت. أستنى القصة لسه فيها كلام..من 5 سنين اتعرفت على ست معروفة اوووى فى الميديا أشتغلت معها..كنت برضة بقول حاضر ونعم لدرجة أنى كنت بطلع مسافة لا تقل عن 60 كيلو عشان ب50 جنيه رايح و50 جنيه جاى، لمجرد إن هى طلبتنى بس عشان تقولى حاجة تتقال فى مكالمة تليفون ب50 قرش. ...برضة عشان كنت بخاااااف أقولا "لا" مش ها أجى شغلتنى إعداد وباحث ومساعد ومخرج وسكرتير وكنت بقول حاضر وكلمة "لا" مش موجودة تماماً فى قاموسى. .بس ما تفتكرش إنه ده فشل منى لا انا كان عندى فكرة أنى لو فضلت مع الست دى أن بعمل علاقات وبعد شويا بتعرف أن بشتغل مع فلانة الفلانية العلانية وده ها يساعدنى أكون فى مكان أحسن. ..لكن حقيقى التفكير ده ما أضافش ليا أى حاجة غير شوية فلوس ما يجبوش عربية موديل 4 سنين فاتوا وبس. .. لكن فى يوم فى حياتى كلمة " لا " كانت هى الغالبة فيه. ...بس لما فكرت أقول "لا" قلتها للحياة كلها. .رفضت الحياة كلها بعد صدمة فى الست اللى بقولها حاضر ونعم إنها فضلت حد بيقولها "لا" عالطول عليا فى شغلانة أنا اللى كتبتها ورسمتها وقدمتها وفكرت فيها ونظمتها. ...قولت ساعتها "لا "للحياة. .دخلت المستشفى فى حالة غيبوبة شديدة ما حدش يعرف سببها وفضلت 5 أيام فى المستشفى أصرخ من الألم. .وكان نفسى وقتها أقولا "لا". . "لا" و100 "لا" لأى حد وأى حاجة. .وده اللى حصل. ..قولت" لا ". .أكبر" لا " فى الدنيا. لما فوقت مع الغيبوبة. .اكتشفت إن كل اللى حصل والوقت اللى ضاع وطموحى اللى اندثر ومواهبى اللى اختفت وعلاقاتى المنسوبة لشخص تانى كان السبب وراها إنى ما قولتش "لا" فى مواقف كتير. قول "لا" ما تخافش. ..الرزق بجد بتاع ربنا. ..كله بتاع ربنا. .كل اللى قالوا "لا" على اللى انا وافقت عليه نجحوا يحققوا طموحهم وأنا حسبتها بس بجد اللى ضاع من بس الطموح لا حاجة أغلى من كدة بكتير. عمرى هو اللى ضاع والدافع كمان. حافظ على طاقتك للى بتحبهم من الناس وكمان للى بتحبه من حاجات ومهام فى الحياة.. اوعى تهدردها عشان حسابات غلط، خاصة الخوف من الخسارة. أوعى تخاف تقول "لا ". ..عشان مش ها تعرف ترجع الزمن عشان تقولها.