وصف البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم، الانتخابات المقبلة بدولته، بأنها "مفصلية في حاضر العراق ومستقبله" خاصة وأنها أول انتخابات تجرى بعد تحرير الأراضي العراقية من سيطرة تنظيم داعش وأكد، بحسب بيان له اليوم الأربعاء، أن العراق بحاجة إلى مصالحة حقيقية خاصة بعد تجربة داعش بما حملته من آلام مريرة، معربا عن تفاؤله بالوجوه الجديدة التي ستخوض الاستحقاق المقرر في الثاني عشر من مايو الجاري والذين تتعدى نسبتهم ال60% من إجمالي المرشحين. وأشار إلى أنه لا يوجد تمثيل مسيحي برلماني مستقل في العراق وأن أغلب الأحزاب والتحالفات السياسية المسيحية تكون خاضعة في تمويلها وقرارها لوصاية أحزاب وتحالفات أكبر تتصدر المشهد السياسي. وأعرب عن أسفه لفشل الأحزاب المسيحية في تشكيل تحالف انتخابي موحد تخوض عبره الانتخابات المقبلة، بما يسهل في تبنى قضايا ومطالب المكون المسيحي بالبرلمان القادم بصورة موحدة، مرجعا ذلك إلى "أن أغلب الأحزاب والتحالفات المسيحية التي ستخوض الانتخابات تخضع بشكل كامل في تمويلها وتحركاتها وقرارها لوصاية أحزاب وتحالفات أكبر تتصدر المشهد السياسي العراقي، وتحديدا من القوى الشيعية والكردية" وقال "للأسف، لا يوجد أي تمثيل مسيحي بشكل حر ومستقل، وبالتالي كانت مشاركة المكون المسيحي خجولة جدا، وبالتالي لم يقدموا شيئا يذكر للعراق أو مكوناته طيلة الفترة السابقة، ربما منذ سقوط النظام السابق. هناك شخصيات لم تتحدث أصلا بالبرلمان ولو لمرة واحدة. أملنا الآن بالوجوه الجديدة التي تخوض الانتخابات، وذلك رغم أن أغلبها قادم من ذات الأحزاب التي خرجت منها القيادات السابقة". وتابع "من أجل أن ننهي انقسام الأحزاب المسيحية يجب أولا أن نوقف اعتماد تمويلهم على الأحزاب والكتل الكبيرة وأن نوفر البديل، وللأسف البديل غير موجود، فالكنيسة لا يمكنها أن تمول هذه الأحزاب أو مرشحيها، المرشحون في حدود 75 مرشحا، الجزء الأكبر منهم تقريبا، وهم 60 مرشحا، يخوضون المنافسة على المقاعد المخصصة للمسيحيين بالبرلمان بنظام 'الكوتا' وهي خمسة مقاعد والآخرون مرشحون على قوائم مختلفة كقائمة النصر التي يترأسها رئيس الوزراء حيدر العبادي". وقال حول نسبة المكون المسيحي بالعراق، والذي تعد الطائفة الكلدانية أبرز طوائفه، والآمال التي يعلقها المسيحيون على الانتخابات المقبلة، "قبل سقوط النظام السابق كان العدد تقريبا مليون ونصف المليون مسيحي، واليوم بسبب نزوح البعض وهجرة الآخرين هربا من وطأة غزو داعش والحروب، لم يعد لدينا إحصاء رسمي ولكن بشكل تقديري يمكن القول إنهم في حدود النصف مليون". وأضاف "مسيحيو العراق يريدون المساواة في الحقوق مع غيرهم من طوائف المجتمع، لا يريدون أن يُعاملوا كمواطنين من الدرجة الثانية، إنهم يريدون الأمان، لا أن يتم استهدافهم إما بالسلاح أو بتشريعات ومناهج دراسية تمس حريتهم الدينية".