-يشكلون القسم الأكبر من مسيحيى العراق ونجيب الريحانى أشهر «كلدانى » فى مصر فى اللقاء الأخير الذى جمع بين الرئيس السيسى ورؤساء الطوائف المسيحية تحدث رئيس الطائفة الكلدانية عن معاناة مسيحيى العراق على يد تنظيم داعش.
وطلب السماح لهم بالمجىء إلى مصر، ولعل الكثيرين لا يعرفون أن الطائفة الكلدانية فى مصر أساسها عراقى، وأن أشهر أبنائها فى مصر هو الفنان نجيب الريحانى حيث هاجرت عائلات فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر هاجرت عائلات كلدانية من بلدان مختلفة شرق أوسطية للاستيطان فى مصر، وفى عام 1890 كان تعداد الكلدان فى مصر لا يقل عن مائة وخمسين أسرة تضم 600 نسمة، تعود جذورهم إلى العراق وتركيا وإيران، وعين بطريرك الكلدان راعيا لأبناء كنيسته فى مصر أول نائب بطريركى له، هو الخورى أسقف بطرس عبد. وفى عام 1891، تبرعت سيدة من أصل عراقى هى هيلانة عبدالمسيح بقطعة أرض فضاء فى حى الفجالة، لبناء كنيسة لأبناء الطائفة باسم القديس أنطونيوس الكبير، ووضع حجر الأساس لها فى عام 1891. وبلغ عدد الكلدان فى مصر، عام 1950، نحو 1200 شخص، فتم بناء كنيسة جديدة باسم العذراء فى مصر الجديدة حى سانت فاتيما، فانتقل مقر النيابة البطريركية من الفجالة إلى مصر الجديدة. والآن فى مصر يوجد 150 عائلة كاملة وكنيستان هما كنيسة القديس جورج بالضاهر وكنيسة سانت فاتيما بمصر الجديدة أما فى العالم فيبلغ عدد الكلدان نحو مليون و300 ألف نسمة أغلبهم فى العراق، كما توجد إيبارشيتان فى أمريكاوأستراليا وواحدة بكندا و12 كنيسة فى أوروبا وهم موجودون فى أغلب بلدان الشرق الأوسط وخاصة سوريا والأردن ومصر. الكلدان فى العراق تشكل الطائفة الكلدانية القسم الأكبر من المسيحيين فى العراق ويقطن غالبيتهم فى بلدات الموصل وعموم شمال العراق، مثل تلكيف والقوش وعينكاوا. كذلك لهم حضور واضح فى بغداد والبصرة. وكان الكلدان فى الأصل على المذهب النسطورى حتى القرن التاسع عشر، ولكنهم تحولوا إلى الكاثوليكية بتأثير عمليات التبشير الأوروبية. ويتكلمون بلهجة خاصة قريبة إلى السريانية العراقية الفصحى. الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المعروفة أيضا بكنيسة «بابل» بابل هى كنيسة شرقية مركزها فى «بغداد» بغداد تتبع المذهب الرومانى الكاثوليكى وهى فى شركة تامة مع «بابا روما» بابا روما، وانشقت عن «كنيسة المشرق» كنيسة المشرق أو كنيسة «سريان» السريان المشارقة وكان السبب، أن الأخيرة كانت قد قررت فى القرن السادس عشر أن تحصر منصب البطريرك فى عائلة البطريرك مار شمعون الرابع الملقب باصيدي، فيتورث المنصب البطريركى إلى ابن الأخ أو ابن العم، وهكذا أوقف العمل بقانون الانتخاب الذى جرت عليه الكنيسة منذ البدء والمعمول به فى بقية الكنائس المسيحية. هاجر أبناء الكنيسة الكلدانية بأعداد كبيرة «الولاياتالمتحدة» للولايات المتحدةالأمريكية وخصوصا إلى «ميشيغان» ولاية ميشيجن، كما هاجروا أيضا إلى «أستراليا» أستراليا «أوروبا» وأوروبا، وقد تعرضت كنيسة الكلدان وبقية مسيحيى العراق إلى هجمات عديدة بعد «حرب العراق» حرب العراق عام 2003 ما أدى إلى نزوح معظم أبنائها من بغداد والموصل إلى قرى «سهل نينوى» سهل نينوى وإقليم «كردستان العراق» كردستان العراق، بالإضافة إلى هجرة أعداد كبيرة إلى «سوريا» سوريا «الولاياتالمتحدة»والولاياتالمتحدة «أوروبا» وأوروبا. يذكر أن الموصل هى أكبر المراكز المسيحية القديمة بالعراق، كما أنها تحتوى على خليط من الأطياف العراقية من السنة والشيعة وبعض الأكراد. وتلك المدينة التى كان تعداد المسيحيين بها 2 مليون نسمة لم يبق بها مسيحيون بعد أن استولت داعش على منازلهم وومتلكاتهم الآن. تاريخ نزوح العوائل المسيحية فى الموصل، ليس وليد الأحداث الأخيرة، بل يعود إلى بداية الحرب على العراق عام 2003، حيث عاشت الموصل منذ ذلك الوقت أوضاعًا مزرية، تجلت فى طرد المسيحيين واستخدام العنف ضدهم ما أرغمهم على الرحيل بأمتعتهم إلى المجهول. ودفعت أعمال العنف هذه إلى هجرة عدد كبير جدا من المسيحيين العراقيين خارج البلاد. وذكر تقرير سابق لمنظمة «حمورابى لحقوق الإنسان» العراقية، أن عدد المسيحيين انخفض من حوالى مليون و400 ألف فى 2003 إلى قرابة نصف مليون حاليا، ما يعنى هجرة أكثر من ثلثيهم. ويذكر أن سنة 2008 كانت سلسلة هجمات مسلحة تعرضت لها المناطق ذات الكثافة «المسيحية فى العراق» المسيحية فى مدينة «الموصل» الموصل شمال «العراق» العراق. أدت هذه الهجمات إلى مقتل العشرات ونزوح معظم المسيحيين من مدينة الموصل إلى القرى المسيحية فى «سهل نينوى» سهل نينوى وإقليم «كردستان العراق» كردستان العراق. مطران الكلدان فى مصر وفى حوار هاتفى مع المطران فيليب نجم (المدير البطريركى للكلدان الكاثوليك فى مصر) صرح ل «الصباح» بأن الكلدان أتوا إلى مصر قبل 200 سنة من الآن، وعاشوا فيها مع إخوتهم المسيحيين والمسلمين، مشيرًا إلى أنهم يوجدون فى مدينة القاهرة والإسكندرية، وبالنسبة لأعداد الكلدانيين فى مصر يقول نجم: يقدر عددهم بحوالى 100 أسرة ويزيدون عن 1000 شخص، ويؤكد أنه يوجد كنيستان فى مصر للطائفة الكلدانية واحدة بالفجالة والأخرى بمصر الجديدة، وهم يتبعون الكاثوليك الشرق ورئاستهم موجودة فى بغداد وهو بطرك الكلدان فى العالم كله، وهو عضو فى مجلس مطارنة الكاثوليك على مستوى العالم. وعن التقائه بعض المسئولين فى مصر يقول مطران الكلدان: أنوى فى الفترة المقبلة مقابلة البعض من المسئولين وسعدت بمقابلة شيخ الأزهر الإمام الطيب ودار حديث ودى بينى وبينه، شارحًا أن الشيخ الطيب أدان ما يحدث لمسيحيى العراق من تهجير واضطهاد، مؤكدًا أن هذا ليس هو الإسلام الحقيقى، ويتابع المطران إدانة شيخ الأزهر لما تقوم به الجماعات المتطرفة فى العراق هو بمثابة الأمر القاطع. أما بالنسبة للأزمة التى يمر بها مسيحيو العراق فيقول المطران فيليب: مسيحيو الموصل تعرضوا للتهجير القسرى من أوطانهم التى عاشوا فيها مئات السنين عن طريق الجماعات الإرهابية، مشيرًا إلى أنهم نزحوا ناحية الشمال إلى كردستان، مؤكدًا أنه مازال الوضع متوترًا فى كثير من المدن القريبة من الموصل، وقد يتعرض مسيحيوها لمثل ما تعرض له مسيحيو الموصل، ويتابع من الممكن أن نجد عراقا بدون مسيحيين إذا ما استمر الوضع كما هو عليه الآن. وبالنسبة لتدخل القيادات المسيحية العالمية مثل البابا فرنسيس فى هذه المشكلة يقول المطران: إن البابا فرنسيس الثانى تدخل وتحدث مع كثير من رؤساء دول العالم لحماية مسيحيى الموصل والعراق.