بغداد: احتشد مسيحيون من أنحاء العراق اليوم الجمعة لتشييع جنازة مطران الكلدان الكاثوليك في الموصل بولص فرج رحو الذي اختطف في المدينة منذ اسبوعين وعثر على جثته أمس. وذكر المتحدث باسم الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق أن مراسم الجنازة ستقام بقرية كرمليش المسيحية والتي تبعد 35 كيلومترا شرقي الموصل. وقال المتحدث إنه سيتم دفن المطران رحو في كنيسة مارعدا في القرية مشيرا إلى أن وفودا من المسيحين قد وصلوا من بغداد. وكانت وفاة المطران رحو قد أثار ادانات غاضبة من عدة اطراف، فيما أفادة تقارير إخبارية بان الاسقف مات متأثر بمرضه وليس مقتولاً على يد خاطفيه. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية " بي بي سي" عن الناطق باسم شرطة محافظة نينوى إن جثة المطران رحو عثر عليها في حي الانتصار بالموصل، وان خاطفيه كانوا قد طالبوا بفدية كبيرة لقاء اطلاق سراحه. وقال البابا بنديكتوس السادس عشر إنه شعر بالحزن والصدمة إثر سماعه بنبأ وفاة المطران رحو، ووصف الحادث بأنه عنف لا انساني. من جانبه، قال نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية إن مقتل رجل الدين جريمة بشعة تهدف إلى زرع بذور الفرقة بين طوائف العراق المختلفة. كما أدان رجال دين عراقيون من السنة والشيعة مقتل المطران رحو، بينما وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش الحادث بأنه "عمل حقير" . واختطف المطران رحو يوم 29 فبراير/ شباط الماضي في أعقاب انتهائه من شعائر قداس كنسي في مدينة الموصل شمالي العراق. وقتل في عملية الاختطاف ثلاثة من مرافقيه. وقالت الشرطة العراقية ان حالة جثة المطران، التي لم تصب بأية اطلاقات نارية، توحي بأنه توفي منذ أسبوع مضى. وقالت وكالة انباء "اس أي آر" الكاثوليكية الايطالية ان خاطفي المطران قد اخبروا مسئولي الكنيسة الاربعاء ان المطران رحو مريض جداً، وفي وقت متأخر من اليوم نفسه قالوا انه توفي. إلا انه ليس من الواضح ما إذا كان رجل الدين قد مات مقتولا أم توفي وفاة طبيعية، فيما لم تعلن اي جهة مسئوليتها عن موته. وعثر على جثمان المطران بواسطة موظفي الكنيسة الذين توجهوا الى المنطقة في اعقاب الاتصال الذي اجراه الخاطفون. وعلق المطران شليمون وردوني المعاون البطريركي الكلداني من بغداد على نبأ مقتل المطران رحو بالقول:" أبكي لاجل العراق. ليس لدي أية مشاعر اخرى. لقد كنا كأخوين" . بينما قال الاب فدريكو لومباردي الناطق باسم الفاتيكان:" إن العنف الممجوج وغير المبرر يواصل الفتك بالشعب العراقي عمومًا، والطائفة المسيحية الصغيرة على وجه الخصوص التي يذكرها البابا في صلواته في زمن الحزن هذا" . ويعتبر اختطاف الاسقف رحو الذي كان يبلغ من العمر 65 عامًا هو أحدث حلقة في عمليات الاختطاف التي طالت رجال الدين الكلدانيين منذ الغزو الامريكي للعراق عام 2003. وشهد العراق بعد دخول القوات الأمريكية للعراق عام 2003 هجمات على كنائس وقساوسة ومحال تجارية يملكها مسيحيون، وفر كثيرون منهم إلى خارج البلاد. وكان تقرير الحريات الدينية الدولي الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية قد أشار العام الماضي إلى أن الكلدان الكاثوليك يشكلون أقلية ضئيلة من الشعب العراقي، إلا أنهم يمثلون النسبة الأكبر بين المسيحيين في العراق والذين يقل عددهم عن المليون نسمة. وكان رئيس الوزراء العراقي قد تعهد الخريف الماضي بحماية ودعم الأقلية المسيحية. وكان الأسقف رحو قد صرح في مقابلة مع وكالة أنباء "آسيا نيوز" المرتبطة بالفاتيكان إن الوضع في الموصل لا يطرأ عليه أي تحسن وقال إنه الاضطهاد الديني ملحوظ فيها بسبب انقسامها على اساس ديني". وأضاف الأسقف رحو في المقابلة التي جرت في نوفمبر/ تشرين الثاني أن "الكل يعاني من الحرب بغض النظر عن انتمائه الديني، إلا أن المسيحيين في الموصل يواجهون خيارا صارخا". يذكر أن الكنيسة الكلدانية مرتبطة بالفاتيكان، الذي قال بيان صادر منه لدى اختطاف الأسقف أن كون المسلحين يعرفون أن الأسقف يقيم طقوسا دينية يعني "أن الحادث مدبر".