تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم "الاثنين" عددا من القضايا المهمة التي تفرض نفسها بشكل تام على واقع المجتمع المصري. ففي عموده بعنوان "بدون تردد" في صحيفة "الأخبار"، استنكر الكاتب محمد بركات حالة الاسترخاء والغفلة السائدة والمنتشرة في عمليات التأمين الواجبة، في كثير من المؤسسات المهمة والحيوية في الدولة، وكذلك المرافق العامة، وكثير من الشركات والمصانع، ووسائل النقل العام والخاص، وغيرها من أماكن العمل والإنتاج، وأماكن تجمع المواطنين. وأوضح الكاتب أن هذه الحالة من الاسترخاء والغفلة لا تتسق على الإطلاق، مع ما يجب أن نكون عليه من يقظة تامة وحذر شديد وانتباه تام، لجميع التحركات الإجرامية والممارسات الإرهابية التي تقوم بها جماعة الإرهاب والقتل والتدمير ضد مصر الدولة والشعب. وشدد على ضرورة اليقظة والحذر من كافة المواطنين ، حيث يتطلب من كل مواطن الانتباه بقوة لكل الظواهر غير العادية أو المثيرة للشك، وأن يكون على درجة كبيرة من الحذر تجاه تواجد السيارات المجهولة بجوار المباني العامة أو الخاصة ، أو وجود حقائب لا صاحب لها في بعض الأماكن أو وسائل النقل العام ، وفي حالة الاشتباه يجب عليه الاتصال فورا برجال وأجهزة الأمن لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك . وأضاف قائلا " أما رجال الحراسة والأمن على المنشآت والمؤسسات العامة والخاصة فعليهم المزيد من الانتباه والحذر والجدية ، في ظل ما هو طافح على السطح الآن من عمليات إرهابية، وما هو واضح من خطأ الاسترخاء والغفلة ". واختتم بركات مقاله " بات مؤكدا أن فلول جماعة الإرهاب قد وصلت إلى حالة من الجنون والخبل ، تدفعها لارتكاب أحط وأبشع الجرائم لوقف المسيرة الوطنية للشعب وتعطيل خارطة المستقبل وإفشال الاستفتاء، للانتقام من الشعب الذي رفض الاستسلام لسيطرتها والقبول بحكمها " . وفي مقاله بعنوان "هوامش حرة" في صحيفة "الأهرام"، أكد الكاتب فاروق جويدة أن الحكومة تأخرت في قرارها باعتبار الإخوان جماعة إرهابية، وتأخرت في إصدار قانون التظاهر وآخر للإرهاب ، وأصرت على استمرار الدراسة في الجامعات رغم الخراب الذي حدث بها.. كل هذه الأشياء كان من الممكن أن تمنع كوارث كثيرة . وأضاف أن الأعمال التخريبية التي قام بها الإخوان تتعارض تماما مع كل تقاليد النشاط السياسي ، ولم تستطع الحكومة أن تصدر قانونا للتظاهر في الوقت المناسب وكان الأفضل أن يتلازم هذا القانون مع قرار الحظر الذي صدر بعد الإعلان الدستوري في يوليو الماضي.. وكان الأفضل بعد أن اقتحم شباب الإخوان الجامعات أن يتم تأجيل الدراسة ، وبذلك نحمي المنشآت التعليمية التي تعرضت لعمليات تخريب رهيبة. وتساءل الكاتب " أين دور الأسرة المصرية مما يجرى في الجامعات وماذا فعل الآباء لإنقاذ بناتهم وأبنائهم وهم يخوضون حربا ضد الجامعات التي يتعلمون فيها والأساتذة الذين يحرصون عليهم والدولة التي تدفع الملايين لبناء مستقبلهم؟". واختتم جويدة مقاله قائلا " لا ينبغي أن تسمع الحكومة لهؤلاء الذين يتحدثون عن حقوق الإنسان والحريات والتظاهر السلمي لأن ما تعيشه مصر الآن ليس نشاطا سياسيا بين أحزاب تمارس حقوقها ولكنه عمل إجرامي دخل بالمجتمع المصري كله إلى حالة من الفوضى تهدد كيان الدولة وثوابتها ، فلا حقوق للإرهاب ولا شرعية لتخريب الأوطان". وفي مقاله (معا) بصحيفة "المصري اليوم" وتحت عنوان "الدولة والجماعة"، قال الكاتب عمرو الشوبكي "قد يعتبرها البعض مثل علاقة القط والفأر، تلك العلاقة بين الدولة المصرية والجماعة الإخوانية، فهى علاقة صراع بالأساس حتى في اللحظات التي كانت فيها الجماعة خاضعة ومنكسرة أمام سطوة الدولة، فلم يكن خضوعها عن قناعة أو إيمان بدور الدولة، إنما كان استضعافا يمهد لمرحلة التمكين". وقال الكاتب "إن الإخوان قبل أن يصلوا للحكم تحدثوا عن التدرج في الإصلاح ورفض الثورة ودعوة المجتمع للالتزام بتعاليم الدين، واعتبروا قيادات الحزب الوطني رموزا وطنية، وبعد أن وصولوا للسلطة تحولوا إلى (ثوار أحرار)، وأعطوا لأنفسهم حصانة ثورية ودينية على السواء تخون كل من يعارضهم، وبعد أن خرجوا من السلطة وبدلا من أن يعترفوا بأخطائهم في الحكم (حتى لو رفضوا الطريقة التي خرجوا بها من السلطة)، شنوا حربا على الدولة التي كرهوها والشعب الذي لم يروه". وأضاف "مدهش وربما صادم أن تخسر جماعة كل معاركها السياسية والدينية مع الدولة المصرية على مدار 85 عاما دون أن تتعلم شيئا، والغريب أنها خسرت معاركها وهى في المعارضة في مواجهة الدولة الملكية ودولة عبدالناصر والسادات ومبارك، وحين لاحت لها فرصة استثنائية ووصلت للسلطة بعد ثورة لحقت بها ولم تصنعها، ارتكبت من الخطايا ما لا يعد ولا يحصى وخسرت معركتها أيضا". واختتم الكاتب مقاله قائلا "إن الخلل في صيغة الجماعة نفسها وفي بنيتها العقائدية والتنظيمية التي أنتجت ما يشبه الدولة الموازية: علم إخواني في مواجهة علم الدولة، وكيان إخواني خدمي في مواجهة خدمات الدولة (شبه الغائبة في كثير من الأحيان)، وعزلة شعورية تضع عضو الإخوان في بوتقة منفصلة عن المجتمع ومؤسسات الدولة في مواجهة وطنية مصرية تلقائية لم ولن يتخلى عنها الشعب المصري". وفي مقاله بجريدة "الشروق" وتحت عنوان "اندفاع على طريق الندامة"، تساءل الكاتب فهمي هويدى عن كيفية اتخاذ القرار المصيري في البلد .. وقال "السؤال يستدعيه قرار مجلس الوزراء الأخير باعتبار الإخوان جماعة إرهابية، وما يقلق ويحير فيه ليس فقط مضمونه، وإنما أيضا توقيته وخلفيته، ذلك أن القرار صدر في أعقاب تفجير مديرية أمن الدقهلية في إشارة ضمنية واضحة إلى العلاقة بين الاثنين، في حين أن ذلك لم يثبت بأي دليل حتى الآن .. ليس فقط لأن الإخوان أعلنوا استنكارهم له وإدانته، ولكن أيضا لأن جماعة أنصار بيت المقدس أعلنت مسئوليتها عنه، كما تحدثت الصحف المصرية لاحقا عن التعرف على الفاعلين الأساسيين فيه، حتى أشارت إلى الحروف الأولى لأسماء بعضهم". وأضاف الكاتب "من ناحية أخرى، فإن التعجل في إصدار قرار بتلك الخطورة يثير أسئلة عدة من قبيل: كيف درس وما هى الجهة التي قامت بالدراسة؟ .. وهل وضعت في حسبانها تبعاته والنتائج المترتبة عليه .. ليس فقط فيما يخص الإخوان، ولا حتى فيما يخص الوطن، وإنما فيما يخص تمكين النظام القائم واستقراره". وتابع "خلاصة ما خرجت به أن جهة ما فرضت القرار على الجميع رغم التحفظ والتململ أو التمنع .. وأن تلك الجهة تملك من النفوذ ما مكنها من أن تحقق مرادها وأن تجعل الجميع يرضخون لما ذهبت إليه، ولم يكن عسيرا علي أن أستنتج أن الطرف الذي فرض قراره على الرئاسة ومجلس الوزراء له نفوذه في الوسط الإعلامي، بحيث أصبحت أغلب المنابر الإعلامية تقف في مقدمة المهللين للقرار والداعين إلى مواصلة الحرب لتأكيد الإبادة السياسية الحاصلة .. وهى الحرب التي تضامن في إعلانها نفر من السياسيين والقانونيين وقيادات منظمات حقوق الإنسان .. إلى آخر طابور حملة مباخر المرحلة". وأردف "إذا صح ذلك التحليل فينبغي ألا نستغرب انتقاد أهم العواصمالغربية للقرار، وإصدار بيان منظمة (هيومان رايتس ووتش) الذي ذكر أن دوافع إصداره سياسية بالدرجة الأولى .. في هذا الصدد فإنني لم أفهم إعلان جريدة الأهرام في عددها الصادر أول أمس السبت في العنوان الرئيسي لصفحتها الأولى عن أن أمريكا وبريطانيا كشفتا عن الوجه القبيح، لمجرد أن البلدين لم يؤيدا قرار الحكومة المصرية، لكن الذي فهمته من سياق الأحداث وأصدائها أن قطارنا مندفع بأكثر مما ينبغي على طريق الندامة". واختتم الكاتب مقاله قائلا "إننا حين نغلق الأفق ونوصد كل أبواب الأمل في الانفراج السلمي، فإننا نبدأ رحلة العد التنازلي في سيناريو الانفجار .. لذلك تمنيت أن نطالع صورة وجوهنا جيدا في المرآة قبل أن نتحدث عن قبح وجوه الآخرين".