قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم الأربعاء : "إن الاعتقالات الأخيرة التي شهدتها مدينة القدس وفي غيرها من الأماكن إنما هدفها الأساسي هو إيصال رسالة تهديد ووعيد لأبناء الشعب الفلسطيني".. مضيفا : "إنهم يريدوننا أن نكون صامتين متفرجين مكتوفي الأيدي على ما يحدث بحق مدينتنا وما تتعرض له قضيتنا الوطنية من تآمر واستهداف هادف إلى تصفيتها وإنهائها بشكل كلي". وأعرب المطران حنا - خلال لقائه عددا من الإعلاميين وشخصيات مقدسية - عن تضامنه مع الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم .. قائلا : "إننا سنبقى ثابتين في مواقفنا وفي دفاعنا عن القدس المهددة اليوم أكثر من أي وقت مضى". وتابع : "إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المشؤوم أتى بعد أن مرت مدينتنا المقدسة بمرحلة عصيبة حيث سعت السلطات الاحتلالية خلال السنوات الماضية إلى طمس معالم مدينتنا وتغيير ملامحها وتزوير تاريخها ، وما شاهدناه يوم أمس في منطقة باب الخليل هو مؤشر خطير على ما نحن مقبلون عليه من تغييرات جذرية في ظل وضع عربي مترهل وانحياز غربي لإسرائيل". وقال المطران حنا : "إن القدس تمر بمرحلة عصيبة كارثية ولا يجوز التقليل من خطورة ما نمر به ، فكل شيء يتغير فيها نحو الأسوأ وكل شيء فلسطيني مسيحي أو إسلامي في المدينة المقدسة مهدد ومستباح"..محذرا في هذا الصدد من أن مدينة القدس تمر بأخطر مرحلة من تاريخها بعد احتلالها. وأضاف : "بوحدتنا الوطنية المسيحية الإسلامية نحن قادرون على أن نصون مدينتنا وأن نحفظ مقدساتنا وأوقافنا التي لا يجوز أن تكون لقمة سائغة للاعداء.. نحن نمر بمرحلة خطيرة تحتاج منا إلى مزيد من الوعي والاستقامة والحكمة والرصانة فالمؤامرة التي تتعرض لها مدينة القدس لا يمكن أن يستوعبها عقل بشري، والإعلان الأمريكي المشؤوم أتى لكي يقدم ما لا يملك إلى من لا يستحق". وتابع المطران حنا : "القدس لأبنائها ونحن سدنتها والمدافعون عنها ومعنا شعبنا الفلسطيني المنتفض في سائر أرجاء هذه الأرض المقدسة ومعنا أيضا الأحرار من أبناء أمتنا العربية وشعوب العالم". وأشار إلى أن قرار ترامب الأخير المتعلق بالقدس لم يكن القرار الأمريكي الوحيد المعادي لفلسطين ولشعبها ولقضيتها ، بل أن أمريكا وقفت دوما إلى جانب إسرائيل ودافعت عنها وبررت احتلالها وقمعها وظلمها للشعب الفلسطيني..واصفا قرار ترامب بأنه أسوأ وأخطر القرارات الأمريكية التي صدرت لأنه أمر يتعلق بالمدينة المقدسة عاصمة فلسطين. واختتم المطران حنا تصريحاته بالقول : "من واجبنا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين أن ندافع عن الأقصى وعن المقدسات الإسلامية المستهدفة كما أنه من واجبنا جميعا أن ندافع عن الأوقاف المسيحية المستباحة وأن نكون معا وسويا أيضا في رفضنا لإعلان ترامب المشبوه الذي لا يقل سوءا وخطورة عن إعلان بلفور"..مضيفا : "ما بين إعلان بلفور وإعلان ترامب هنالك حقوق فلسطينية غير قابلة للمساومة وهنالك شعب فلسطيني مناضل من اجل الحرية والكرامة والانعتاق من الاحتلال".