أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات، أن حادث رفح الإرهابي، الذي جاء بالتزامن مع بدء احتفالات مصر بثورة 30 يونيو، وإنهاء حكم الإخوان في 3 يوليو 2013، يعتبر العملية الإرهابية الثانية، التي تستهدف قوات الجيش خلال 18 شهرًا، منذ هزيمة وفشل تنظيم بيت المقدس، وبعض العناصر الإرهابية، في السيطرة والتحكم على بعض مناطق شمال سيناء في الأول من يوليو 2015، متسائلةً عن وجود ارتباط بين تلك العملية الإرهابية في سيناء والأحداث الأمنية والسياسية في المنطقة. وأوضحت الهيئة العامة للاستعلامات، في بيان تحليلي لأبعاد العملية الإرهابية في رفح، أعدتها باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، أن العملية الإرهابية التي وقعت اليوم تعتبر العملية الثانية ضد قوات الجيش المصري خلال 18 شهرًا منذ نهاية عام 2015، حيث كانت العملية الأولى خلال تلك الفترة يوم 9 مارس 2017، وأدت إلى استشهاد 3 ضباط و7 مجندين، مشيرة إلى أن العملية الإرهابية أمس، تعتبر الأولى خلال عامين، من حيث ارتفاع عدد الشهداء من قوات الجيش، منذ العملية الإرهابية الأكبر في 1 يوليو 2015. وأكدت الهيئة في بيانها، أنه خلال فترة ما يقارب من عام ونصف، نجح الجيش المصري في الحد من نسبة العمليات الإرهابية الموجهة إلى قوات الجيش في المنطقة التي تمتد من شرق مدينة العريش وحتى غرب مدينة رفح وصولا إلى منطقة الحسنة جنوبًا. وأضافت أن قوات الجيش المصري، تمكنت من تحقيق هدفين، ساعدا على خفض معدل العمليات الإرهابية والتي وصلت إلى 6 عمليات إرهابية خلال النصف الأول من العام الجاري 2017 في سيناء، وما يقارب من 25 عملية إرهابية على مستوى الجمهورية، مقارنة بنفس الفترة من عام 2015، والتي شهدت 532 عملية إرهابية على مستوى الجمهورية منها ما يقارب من 120 عملية إرهابية في سيناء، ويعني هذا انخفاض كبير في عدد العمليات الإرهابية في مصر عمومًا وسيناء خصوصًا، وذلك نتيجة لضعف بنية التنظيم الإرهابي ونجاح العمليات العسكرية للجيش المصري منذ بدء عملية "حق الشهيد". وأوضح البيان، أنه تحقق الهدفان لعمليات الجيش المصري في سيطرة قوات الجيش على القرى التي كان تتمركز بها عناصر التنظيمات الإرهابية قبل 1 يوليو 2015، فضلًا عن إعادة انتشار وتمركز قوات الجيش بشكل ساعد على تقليل عدد الارتكازات الأمنية الثابتة، والسيطرة على مناطق استراتيجية تتحكم في الطرق بين المناطق المختلفة. وعن دوافع الحادث الإرهابي، أوضح البيان التحليلي للهيئة العامة للاستعلامات أن هناك بعض الأهداف سعت المجموعات الإرهابية إلى تحقيقها من خلال العملية الإرهابية أمس، وبتحليل طبيعة وتكتيكات تلك العملية يتبين من حيث طبيعة المستهدف أن تلك النقطة الأمنية هي ارتكاز أمني يقع على تبة تكشف كافة ممرات وطرق الربط بين قري المنطقة وتقوم بالحد من تنقل العناصر الإرهابية فيما بينها، بالإضافة إلى سعي المجموعات الإرهابية من هذه العملية إلى ادعاء أنها لا تزال تمتلك القدرة القتالية في ظل الخسائر الفادحة التي تكبدتها علي يد الجيش المصري منذ بدء عمليات "حق الشهيد"، فيما تأتى تلك العملية الإرهابية مع نجاح الجيش المصري في تصفية وقتل العديد من قيادات تنظيم بيت المقدس، وهو ما انعكس على إضعاف بنية التنظيم وزيادة هشاشة قدراته. وحول الحادث الإرهابي والسياق الإقليمي، أوضحت الهيئة العامة للاستعلامات أن هذه العملية الإرهابية، تأتي بعد ساعات من تحرير الموصل في العراق من تنظيم "داعش الإرهابي" من جانب وفقدان تنظيم داعش مساحات كبيرة من الأرض في سوريا نتيجة الضربات الأمنية من طرفين، التحالف الدولي، والقوات الروسية والسورية، كذلك الهزائم الكبيرة التي أصابت التنظيم وحلفائها في ليبيا علي يد الجيش الوطني الليبي خلال الأيام السابقة. وأضاف البيان أن هذا الوضع يدفع تنظيم داعش لفتح بؤر جديدة في بعض المناطق خارج منطقة ارتكازه الرئيسية التي يخسرها في سورياوالعراق حتي يحقق هدفين هما لفت انتباه وسائل الإعلام العالمية بعيدا عن انهيار قدرات التنظيم في سورياوالعراق، مما يساعد علي تقليل الضغط النفسي على جمهور التنظيم الإرهابي، كما يحاول تنظيم داعش أن يظهر بأنه مازال يمتلك القدرة التنظيمية في الإقليم. ورأي البيان التحليلي للهيئة، أن استخدام ما يقرب من 12 سيارة منها ثلاث سيارات مفخخة في الهجوم الإرهابي يشير إلى أن تلك العملية الإرهابية لم تستهدف السيطرة علي نقطة الارتكاز العسكري، كما كان هدف التنظيم في عملية (كرم القواديس 2) في 1 يوليو 2015، وذلك نتيجة عدم وجود تواجد للتنظيم في كافة القري القريبة من نقطة الارتكاز، واختباء عناصره في المناطق الصحراوية، وكذلك أن الموقع الاستراتيجي للنقطة الأمنية علي منطقة مرتفعة سهل علي قوات الجيش المصري التعامل مع العناصر الإرهابية المهاجمة والقضاء علي أكثر من 40 من تلك العناصر. وقالت الهيئة العامة للاستعلامات، إن العملية الإرهابية يمكن أن يطلق عليها مسمى الانتحار الجماعي، فهي عملية انتحارية جماعية وليست عملية للسيطرة أو التمركز، موضحًا أن هذا الحادث الإرهابي مختلف عن مجمل العمليات الإرهابية قبل 1 يوليو 2015، والتي كانت تهدف إلى السيطرة على الأرض.