تستضيف جامعة الدول العربية، غدًا الخميس، ندوة "التعايش السلمي وحقوق الإنسان"، بالتزامن مع احتفال لجنة حقوق الإنسان العربية باليوم العربى لحقوق الانسان الذى أقرته الجامعة العربية، ويصادف يوم 16 مارس من كل عام، وهو اليوم الذى دخل فيه الميثاق العربى لحقوق الإنسان حيز النفاذ فى العام 2008 بعد إقراره فى مايو 2004 بقمة تونس. وأكد د. هادي اليامي رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية "لجنة الميثاق" في تصريح صحفي، أهمية هذه الندوة فى ظل الظروف الدولية والإقليمية بالغة التعقيد والاضطراب التي تمر بها المنطقة، مشيرًا إلى أن الأزمات والأحداث تتوالى عاصفة الواحدة تلو الأخرى بصورة باتت تنال من أمن واستقرار العديد من دول وشعوب المنطقة وقد زاد من حدة هذه الأزمات انسداد آفاق الحوار والتعايش السلمى. وقال اليامي، إن اختيار جامعة الدول العربية بأن يكون إحياء اليوم العربى لحقوق الإنسان لعام 2017 تحت شعار "حقوق الإنسان والتعايش السلمى" لوجود اتصال عضوى بين التعايش السلمى وحقوق الإنسان، فلا يمكن أن يوجد قبول الآخر إلا باحترام حقوق الإنسان، مؤكدًا أن التعايش السلمى يعد ضرورة لإدارة التنوع والتعددية فى المجتمعات الإنسانية الحديثة التى أصبحت أكثر تعقيدًا. وأضاف أنه ضرورة للحفاظ على التماسك الاجتماعى فى مواجهة أفكار صراع الحضارات والثقافات والتعايش وثيق الصلة بالتسامح الذى يعنى الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثرى لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير ويتعزز التعايش السلمى بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والتعبير والمعتقد وقبول الآخر. ونوّه بالضمانات القانونية التى كفلها الميثاق العربى لحقوق الإنسان لحماية حق الأفراد بالتعايش السلمى والتمتع بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية المعترف بها عالميًا، مشددًا على أنه لا يجوز بأى حال الاحتجاج بالتسامح لتبرير المساس بهذه القيم الأساسية وهي ممارسة ينبغى أن يأخذها الأفراد والجماعات والدول. وأشار اليامي، إلى أن الميثاق يوجب على الدول الأطراف أن تتخذ التدابير اللازمة لتأمين المساواة الفعلية فى التمتع بكل الحقوق والحريات المنصوص عليها فى الميثاق وبما يكفل الحماية من التمييز بسبب العِرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو المعتقد الدينى أو الرأى أو الفكر أو الأصل الوطنى أو الاجتماعى. وأوضح أن محاور الندوة تتضمن عددًا من الموضوعات حول التعايش السلمى، المفهوم والإشكاليات، والجهود الدولية لتعزيز التعايش السلمى، وخطة عمل الرباط بشأن حظر الدعوة إلى الكراهية، التواصل الحضارى والتفاهم بين الشعوب، والتسامح كمدخل لتعزيز التعايش السلمى فى مواجهة العنصرية، وقراءة فى الأدبيات الدولية والعربية، بالإضافة إلى تجربة دور لجنة حقوق الإنسان العربية فى تعزيز التعايش السلمى.