ساهم علم التعمية (التشفير) منذ القدم في إنجاح العمليات الحربية والعسكرية، من خلال توفير طرق تتيح إخفاء مضمون الرسائل حتى لو سقطت في يد العدو. وتعتبر تقنيات التشفير في عصرنا الحالي من بين التقنيات الضرورية لتأمين الاتصالات الرقمية عن طريق الاعتماد على أنظمة قادرة على تحويل البيانات الرقمية المتبادلة إلى معلومات تبدو لمن يستقبلها عشوائية ولا يمكن فهمها إلا بعد الحصول على مفتاح التشفير. وتعمل العديد من شركات التقنية على دمج تقنيات التشفير في تطبيقاتها ومنصاتها بهدف حفظ سرية المعلومات المتبادلة بين مستخدمي الشبكة العنكبوتية. إذ يعتبر تطبيق تلغرام -الخاص بالرسائل الفورية- من بين أوائل التطبيقات التي دمجت خاصية الدردشات السرية التي تستخدم تشفير (end-to-end encryption) في تطبيقها، حيث تتيح بدء محادثات سرية يتم تشفير جميع الرسائل فيها من طرف إلى طرف، مما يعني منع أي جهة ثالثة من قراءة الرسائل المتبادلة بين المُرسل والمُرسَل إليه. وبعد ذلك قامت شركات منافسة مثل واتس آب وفيس بوك باتخاذ نفس الخطوة، ويمكن اعتبار تشفير end-to-end في الوقت الحالي أكثر أنواع التشفير أمانًا، نظرًا لاعتماده على تقنية توليد مفاتيح التشفير بشكل تلقائي بين طرفي المحادثة.