طالب قادة الدول الإفريقية، المجتمعين في إطار قمة العمل الإفريقية الأولى أمس الأربعاء، بمراكش، من العاهل المغربي الملك محمد السادس، العمل من اجل تفعيل الإعلان الذي توج أعمال القمة المنظمة على هامش مؤتمر كوب 22. وذكرت وكالة الأنباء المغربية أن القادة أصدروا إعلانا جاء فيه "نحن رؤساء الدول الإفريقية ندعو جلالة الملك،باتصال مع الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، العمل من اجل تفعيل هذا الإعلان، على مستوى التنسيق وتتبع المبادرات ذات الأولوية في مجالات محاربة التغيرات المناخية والتنمية المستدامة، وكذا تعبئة شركاء القارة على الصعيد الثنائي او متعدد الأطراف". وفي هذا الصدد قرر رؤساء الدول الإفريقية إحداث ثلاث لجان، الأولى خاصة بمنطقة الساحل، تحت رئاسة جمهورية النيجر، والثانية خاصة بحوض الكونغو، برئاسة جمهورية الكونغو، والثالثة خاصة بالدول الجزرية برئاسة جمهورية السيشل. وسجل قادة الدول الإفريقية ضرورة توحيد صوت إفريقيا من اجل الدفاع عن مصالحها بشكل أفضل. ووجهوا نداء إلى الشركاء الاستراتجيين لتعزيز التعاون في اتجاه الطموح الإفريقي من اجل تنمية مستديمة ومندمجة، داعين لتقديم دعم فعال وملموس لتجسيد هذا الطموح لاسيما من خلال الرفع من التمويل العمومي وتيسير الولوج الى التمويل المناخي وإعادة توازنه لفائدة التكيف وتعزيز القدرات ونقل التكنولوجيا. وأعرب قادة الدول الإفريقية عن التزامهم بالنهوض بالسياسات والإجراءات الضرورية في مجال التكيف، التي تشكل أساسا لتحول بنيوي عميق على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي في إفريقيا، وتعزيز التزاماتهم في مجال مكافحة آثار التغير المناخي، من أجل إضفاء مزيد من التناسق على استراتيجياتهم والتقدم سويا وتسريع إنجاز المبادرات التي تم تحديدها أو إطلاقها مسبقا، مع الاعتماد، ليس فقط على الموارد الذاتية، ولكن أيضا من خلال تعبئة المانحين على الصعيد الثنائي او المتعدد الأطراف، وكذا الفاعلين غير الحكوميين. وسجل إعلان مراكش أن إفريقيا، التي تصدر أقل النسب العالمية من انبعاثات الغازات الدفيئة هي القارة الأكثر تضررا من التغيرات المناخية، ومن آثارها، والتي يمكن أن تشكل انعكاساتها تهديدا لسلمها وأمنها وتنميتها المستدامة. وأشار إلى أن الجهات الإفريقية أطلقت مبادرات تطوعية في مجال التكيف والتخفيف بهدف تحسين صمودها وتشجيع التنمية المستدامة، مجددين التأكيد على أهمية التنفيذ الملائم لأهداف التنمية المستدامة، المبنية على مبادئ ريو، وخاصة الهدف المتعلق ب"المسؤولية المشتركة بمستويات متباينة" من أجل رفع تحدي التغير المناخي. كما أكد الإعلان على الالتزام الملموس والجوهري للبلدان الإفريقية، بالمساهمة في المجهود العالمي لمحاربة التغيرات المناخية،مبرزا طموح قادة الدول الإفريقية لجعل العمل من أجل المناخ رافعة للإقلاع بهدف بناء نموذج تنموي إدماجي ومستدام يستجيب للتطلعات المشروعة لساكنة إفريقيا ويحافظ على مصالح الأجيال المقبلة. وجدد الإعلان إرادة رؤساء الدول الإفريقية العمل بشكل جماعي وتضامني من أجل إفريقيا قادرة على الصمود تجاه التغير المناخي وتحدد مصيرها، من خلال مقاربات إقليمية.