قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في اليوم العالمي للأغذية، اليوم الأحد: إن ازدياد عدد سكان العالم يدعو إلى تلبية الطلب المتنامي على الغذاء، غير أن الظواهر التي يشهدها العالم بسبب تغير المناخ من تصاعد في درجات الحرارة إلى مستويات لم تبلغها من قبل، وارتفاع في مستوى البحار وتكرار حالات الجفاف والفيضانات واشتداد حدتها يحول دون ذلك. وأضاف في بيان نشره مكتب الأممالمتحدة بالقاهرة بمناسبة يوم الغذاء العالمي: " كل ذلك ينهك النظم الإيكولوجية ويضر بالزراعة وينال من قدرة المجتمع على إنتاج الأغذية التي نحن بحاجة إليها. وإذا كان أضعف الناس أحوالا هم أفقر أهل الأرض، فإن 70 % منهم يتخذون من الزراعة أو الصيد أو الرعي مصدرا للرزق والقوت". وتابع مون: لذلك فإننا في يوم الأغذية العالمي لهذا العام نسلط الضوء على الصلة الوثيقة بين قضايا تغير المناخ والزراعة المستدامة والأغذية وبين أمن التغذية تحت شعار أنه "إذا كان المناخ يتغير فلا بد أن تتغير نظم الأغذية والزراعة أيضا". وإذا لم تتضافر الجهود المبذولة، فقد يسقط ملايين آخرون من الناس في هوة الفقر والجوع فتتعرض المكاسبُ التي لم تحرز إلا بشق الأنفس للخطر وكذلك قدرتنا على تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وشدد على ضرورة زيادة قدرة نظم الزراعة والأغذية على الصمود والإنتاج وتعزيز استدامتها وشمولها للجميع. ولكي يتعزز الأمن الغذائي في عالم مناخُه آخذ في التغير، فإن على البلدان أن تعالج مسائل الغذاء والزراعة ضمن خطط عملها المتعلقة بالمناخ وأن تستثمر المزيد في التنمية الريفية. فالاستثمارات المخصصة لهذين القطاعين ستساهم في بناء القدرة على الصمود وزيادة دخل صغار المزارعين وإنتاجيتهم، بما ينقذ الملايين من آفة الفقر. وستساهم أيضا في خفض انبعاثات غازات الدفيئة والحفاظ لا على صحة النظم الإيكولوجية وسلامتها فحسب، وإنما على صحة جميع بني البشر الذين يعتمدون عليها وسلامتهم أيضا. وأكمل: وفي الشهر المقبل سيدخل اتفاق باريس التاريخي بشأن تغير المناخ حيز النفاذ. وسيعطي ذلك الزخم المطلوب للجهود العالمية المبذولة في سبيل خفض انبعاثات غازات الدفيئة، والحد من ارتفاع درجات الحرارة، وتشجيع نظم الزراعة المستدامة المتوائمة مع المناخ.