سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محللون: تعويم الجنيه ضروري للسيطرة على سوق الصرف.. زيادة الاحتياطي واجبة قبل إجراء خفض الجنيه لضبط السعر في السوقين الرسمية والموازية.. "المركزي": التخفيض سيتم على مرحلتين
تراوحت التوقعات بالخفض الوشيك لسعر الجنيه أمام الدولار بين التنفيذ خلال ساعات وقبل اجتماعات الخريف بين صندوق النقد والبنك الدوليين، والتى ستبدأ الأربعاء المقبل أو الانتظار لعدة أسابيع. وكان بنك الاستثمار "بلتون"، قد أكد أن خفض الجنيه أصبح وشيكًا، وسيتم خلال ساعات وبحد أقصى الأربعاء المقبل، لكن محللي بنوك الاستثمار الأخرى يقولون: إن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت لاتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى التى لا يمكن خفض الجنيه بدونها. ويؤكد اقتصاديون أن خفض الجنيه جزء من سياسة تهدف فى نهاية المطاف للقضاء على أزمة نقص العملة الأجنبية وإتاحتها بسعر موحد، كما يقول محللو بنوك الاستثمار: إن البنك المركزى لا يمتلك بعد الأدوات التى تمكنه من إتاحة العملة الأجنبية بعد خفض الجنيه، وإقدامه على تلك الخطوة قد يتسبب فى زيادة تعقيد الأمور بدلا من حلها. وبلغ احتياطى النقد الأجنبى 16.6 مليار دولار فى أغسطس الماضى، ومن المتوقع أن يعلن البنك المركزى عن احتياطى سبتمبر خلال أيام، ويستهدف البنك المركزى بناء احتياطيات أجنبية تصل إلى 25 مليار دولار حتى يتمكن من فرض كلمته فى سوق الصرف. ويرى المحللون، أن زيادة الاحتياطى أمر ضرورى قبل إجراء خفض للجنيه، كى يتمكن البنك المركزى من الدفاع عن السعر الجديد والسيطرة على الفجوة فى السعر بين السوقين الرسمى والموازى. وقال مسئول مصرفى: إن البنوك لديها مراكز مكشوفة بحوالي 1.5 مليار دولار وفى حال خفض الجنيه قبل تغطية تلك المراكز، فإن البنوك ستتكبد خسائر كبيرة. لكن هانى جنينة رئيس قطاع البحوث ببنك الاستثمار بلتون توقع أن يقوم البنك المركزى بطرح عطاء استثنائى خلال يومين ومن خلاله يخفض قيمة الجنيه. وقال: إن البنك المركزى سيتخذ خطوة التخفيض قبل المشاركة فى اجتماعات الخريف فى واشنطن، ليتمكن من الحصول على موافقة من مجلس إدارة صندوق النقد الدولى لاقتراض 12 مليار دولار على مدار 3 سنوات. ورغم الخلاف على موعد الخفض، إلا أن هناك اتفاقاً بين المحللين على أن الخفض هذه المرة يجب أن يكون لتحقيق الهدف النهائى وهو توفير العملة الأجنبية والقضاء على السوق السوداء وهو ما لن يتحقق إلا بوجود عدد من الإجراءات الأساسية المكملة لعملية خفض الجنيه. ويقول: إن المركزى سيقوم بتخفيض العملة المحلية على مرحلتين، بفاصل أسبوع إلى أسبوعين بين المرتين. وأوضح أن أسعار صرف الدولار فى السوق الموازى سيعاود الانخفاض مرة أخرى بعد الحصول على تمويلات من السعودية والصين والشريحة الأولى من صندوق النقد الدولى. ويرى جنينة، أن أسعار العملة الأمريكية فى السوق الموازى قد ترتفع بطريقة غير مقبولة للشركات والمستوردين، مما يؤدى إلى عزوفهم عن الإقبال عليه ويسهم ذلك فى إعادة ضبط السوق. وخفض البنك المركزى الجنيه بمعدل 13% تقريبًا فى مارس الماضى وضخ أكثر من مليارى دولار فى السوق ورفع أسعار الفائدة المحلية 1.5%، كما رفع تنسيقًا مع البنوك العامة على رفع الفائدة على الدولار لأكثر من 5%، لكنه لم يكن قادرًا على الدفاع عن السعر الجديد وهو ما أطاح بكل الإجراءات التى اتخذها. وتوقع جنينة، أن تتجه بعض البنوك الحكومية بالتنسيق مع البنك المركزى برفع الفائدة على المنتجات الادخارية بالعملة المحلية أو أن يتجه المركزى إلى إجراء اجتماع استثنائى للجنة السياسة النقدية بهدف ضبط السوق، متوقعاً أن تتراوح نسبة زيادة الفائدة ما بين 200 و300 نقطة أساس. وأشار إلى أن حصول مصر على الوديعة السعودية وقرض الصين وقرض صندوق النقد الدولى سيؤدى إلى ضرب السوق الموازى وتنخفض قيمة الجنيه لتستقر عند 12 جنيهًا فى السوقين الرسمى وغير الرسمى. لكن رغم التخفيضات الحادة لقيمة العملة التى توقعها المحللون إلا أن ذلك قد لا يكون كافيا للقضاء على السوق السوداء بسرعة وقد يحتاج الأمر إلى بعض الوقت. وأكد أن تدفق رءوس الأموال الأجنبية من القروض والودائع بالإضافة إلى طرح السندات الدولارية سيدعم الاحتياطى النقدى من العملات الأجنبية ليتراوح ما بين 25 و32 مليار دولار بنهاية أكتوبر الجارى. وحاليا يتم تداول الدولار بقيمة 13.45 جنيه فى السوق السوداء مقابل 8.88 جنيه فى السوق الرسمى الذى يوجد صعوبات كبيرة فى الحصول على العملة الأمريكية من خلاله. واتفقت مصر على تطبيق برنامج إصلاح اقتصادى فى 3 سنوات يعمل على توفير 21 مليار دولار من الخارج منها 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولى، وتضمن الاتفاق مع الصندوق تبنى نظام صرف مرن يسمح بتراجع الجنيه فى السوق الرسمية، وزيادة الاعتماد على التمويل الخارجى لتخفيف الضغوط على المقرضين المحليين، وتقليص الإنفاق الحكومى على الدعم والأجور والدين العام. وقالت ريهام الدسوقى كبيرة المحللين ببنك الاستثمار أرقام كابيتال: إن المركزى سيقوم بعملية خفض كبيرة فى مرة واحدة تهبط بالجنيه الرسمى إلى مستوى 12 جنيهًا مباشرة.