اتخذت معركة حلب السورية مسلكًا جديدًا، وذلك بعد انتهاء قرار وقف إطلاق النار الأمريكي الروسي، حيث تشهد الساحة المحاصرة معارك دامية مستمرة، فيما أعلنت إيران الدفع بعناصر جديدة لها للحفاظ على مصالحها فى المنطقة، وهو الأمر الذي يزيد من حدة الصراع. وكانت قوات الحرس الثوري الإيرانية، نشرت عناصر جديدة استعدادًا لمعركة تهدف من خلالها السيطرة الكاملة على مدينة حلب السورية، والقضاء على عناصر المعارضة السنية المسلحة. وذكرت مواقع إخبارية أجنبية، أن تعداد القوات الإيرانية بلغ 5 آلاف مقاتل، لخوض معركة جديدة أسموها «سحق المعارضة» بعد انتهاء وقف إطلاق النار الروسي الأمريكي، فى ظل المعارك التي تشهدها المدينة المحاصرة من قبل قوات النظام. وذكرت مواقع سورية، أن منطقة حلب الشرقية تواجه غارات عنيفة من قبل طيران الجيش الروسي، تزامنًا مع الزحف البري للمدينة، وأن جيشًا من المقاتلين الموالين للنظام السوري، من الميليشيات العراقية والأفغانية و«حزب الله» تجمع فى ضواحي حلب، لبدء المعركة. وكان الجنرال رحيم صفوي، أحد قادة الحرس الثوري، حرص على إبراز الدور الميداني لإيران فى سوريا، لافتًا إلى أن القوى الرئيسية التي تدير المعارك فى سوريا، هي القوات السورية والإيرانية و«حزب الله». فى الوقت ذاته، قال الداعية السعودي عبدالله المحيسني، القاضي الشرعي بتحالف جيش الفتح السوري المسلح، وأمير مركز دعاة الجهاد، أن كتائب وفصائل غرفة عمليات «جيش الفتح»، تزحف نحو حماة وريفها وحلب تمهيدًا لدخولهما. وأكد المحيسني عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وقناته على «التليجرام» فى فيديو له، تقسيم «جيش الفتح» إلى قوتين، الأولى تتجه إلى حلب، والأخيرة إلى حماة، مشيرًا إلى أن «جيش الفتح سيدخل إلى حماة وريفها بعد أن انضمت جحافل المقاتلين إلى بعضها». ووجه القاضي الشرعي لجيش الفتح رسالة إلى قوات النظام السوري قائلًا: «يا جنود بشار، بعد سنتين ونصف من محاولتكم حصار حلب، حاصرتموها، وتمكن الأبطال من فك الحصار فى خمسة أيام أو ستة، ثم جئتم بقواتكم من حماة وحلب والساحل، فأخذتم كلية المدفعية فقط، ولكن مقابل ذلك خسرتم مناطق شاسعة فى حماة، ولم تستردوا إلا قليلًا مما فك الله به الحصار». وتابع: «أما أنتم يا أهلنا فى حلب، فإن إخوانكم سيقسمون قواهم، فسيضربون عقرهم فى حماة وحلب والساحل، فبشراكم أهلنا، فحماة كانت فى الأيام الماضية مقبرة لجنود بشار، وستكون فى الأيام القادمة نارًا على أعداء الله»، حسب قوله. وكانت فصائل «جيش الفتح» شاركت منتصف الأسبوع المنصرم فى معركة ريف حماة، حيث أعلنت جبهة فتح الشام عن سيطرتها على قرية «الشعثة» شمال شرق حماة، فيما أعلنت حركة «أحرار الشام» وباقي الفصائل المنضوية تحت لواء «جيش الفتح»، سيطرتها على قرى «الطليسية، وتل أسود، والقاهرة، ورأس العين» بريف حماة الشمالى الشرقى.