نشر المركز الأمريكي التقدمي، تقريرًا حول علاقة روسيا بالشرق الأوسط، بالتزامن مع التقارب الشديد بين مصر وروسيا بعد ثورة 30 يونيه، مشيرًا إلى أن موسكو تستخدم البراجماتية في علاقاتها بسبب ضعفها، وأنها غير مؤهلة لمنافسة أمريكا في مصر والشرق الأوسط. وقال الباحث دانيال أحمد، إن النظرة الضيقة للتاريخ والجغرافيا السياسية تبالغ في موقع روسيا في الشرق الأوسط، وتهديدها بإبعاد السياسة الأمريكية عن المنطقة، لأن موسكو تلعب جيدًا في الشرق الأوسط، لكن لا ترتقي لمنافسة أمريكا، مؤكدًا أن روسيا لها "سجل مظلم" في الشرق الأوسط، ما يؤكد صعوبة نجاحها في استعادة مكانتها، موضحًا أن روسيا لا تملك السكان أو الاقتصاد لتشكل تحديًا جيوسياسيًا واقعيًا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، أو في أي مكان في العالم. واستعرض الباحث العلاقات الروسية مع الشرق الأوسط، والتي تراجعت بشكل مطرد منذ عام 1973، وخضعت لنكسات عدة منذ الغزو الأمريكي للعراق 2003، أما في عهد بوتين فتنظر موسكو إلى المدى البعيد لكسب النفوذ في الشرق الأوسط، وتتركز حول علاقات جيدة مع العالم الإسلامي، وينبع هذا الاتجاه من نسبة السكان المسلمين في روسيا أكثر من 15 مليون روسي، فضلاً عن محاولة تقديم نفسها كبديل عن المساعدات العسكرية والنقدية الغربية، بيد أن هذه السياسة لن يكون لها تأثير كبير على الدول التي تدعمها أمريكا في المنطقة مثل إسرائيل وتركيا ومصر والخليج العربي. ولفت التقرير إلى دعم روسيا لسياسات لا تحظى بشعبية إقليمية، مثل مساندتها للديكتاتور السوري بشار الأسد، والبرنامج النووي الأمريكي، مشيرًا إلى أن الكريملين أكثر خوفا من تغيير جذري في السياسة حيال الشرق الأوسط، وكان لابد من خفض العلاقات مع قائمة هزيلة من الدول المتعاونة معه، مثل: ليبيا في عهد القذافي وسوريا وإيران، ثم جاء رد فعل روسيا على الربيع العربي بطيئا، ما جعلها في موقف حرج من دعم الحملات الوحشية على المدنيين، فعلاقات روسيا مع دول الشرق الأوسط منذ 2011 إما بقيت على حالها أو ساءت، ولا تتجاوز المجاملات الدبلوماسية، أما الأرض فليست خصبة للتعاملات الروسية الجديدة.