تعتبر المسكنات ومضادات الالتهاب، من أكثر العقاقير تداولًا فى السوق المحلية المصرية، ما يؤدى إلى فوضى فى استخدامها. ويقول الدكتور إسلام الفاتح إخصائى أمراض الباطنة والكلى إنه رغم ضرورة المسكنات، إلا أن استخدامها دون ضوابط يؤدى إلى تداعيات صحية خطيرة من أبرزها التهابات المفاصل الروماتيزمية والانزلاق الغضروفى. ويحذر من أن استخدام المسكنات الخاطئ والمفرط قد يودى بحياة الإنسان أو يصيبه بأمراض مزمنة خطيرة. كما أن الثابت طبيًا أنه ليس كل مريض يناسبه أى نوع من المسكنات. ويؤدى الاستخدام العشوائى للمسكنات أيضا إلى الفشل الكلوى، والذى يعد من أخطر الأمراض التى تهدد الشعب المصرى، وارتفاع ضغط الدم. وبحسب دراسة، فإن الرجال متوسطى العمر يتناولون المسكنات العادية مثل «أسيتامونوفين وإيبوبروفين والأسبيرين» معظم أيام الأسبوع من أجل علاج الصداع أو التهاب المفاصل أو آلام العضلات أو أية أوجاع أخرى. وتقول الدراسة إن الرجال وفقًا لذلك أكثر عرضة للإصابة بارتفاع التوتر الشريانى. كما كشف باحثون دنماركيون أن الأدوية المسكنة يمكن أن تكون سببًا فى زيادة خطر التعرض للإجهاض عند الحوامل. ويزيد هذا الخطر مع التقدم فى الحمل، وتحصل غالبية حالات الإجهاض بين الأسبوع السابع والأسبوع الثانى عشر. كما تؤدى المسكنات إلى اضطرابات فى الجهاز الهضمى، أبرزها تضرر القسم العلوى من الأنبوب الهضمى وإصابته بالقرحة التى يمكن أن تتفاقم فى حال حدوث نزيف أو تحدث ثقبًا فى المعدة. ويوضح الدكتور الفاتح أن هناك عدة فوائد للأدوية المسكنة الشائعة، إذ لوحظ وجود علاقة بين تناول المسكنات وانخفاض معدل الإصابة بسرطان الثدى وسرطان المبيض، وفى اعتقاد العلماء أن السر يكمن فى تراجع مستوى هرمونات الأستروجين عند اللاتى تناولن المسكنات. ويشير إلى أن إفراط المصريين فى تناول المسكنات، يرجع إلى تدنى الثقافة الصحية وعدم الاهتمام بهذا الجانب الذى يعتبر من ضمن أبرز جهود الطب الوقائى عالميًا. ويستنكر ما يقوم به الأطباء من تخصصات مختلفة فى التسرع فى وصف مسكنات للمرضى، دون تبين ما إذا كان المريض يعانى قصورًا بالكلى أو الكبد أو يعانى اضطرابًا أو قرحًا بالمعدة، محذرًا من أن هذا الأمر يؤدى بكثير من المرضى إلى أن تتدهور وظائف الكلى والكبد.