سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نكشف أسرار معركة سرت بعد 3 أشهر من انطلاقها.. الشريف: التدخل الأمريكي يخدم التنظيم الإرهابي.. وهيبة: نحتاج لإجابات دقيقة بشأن قتلى داعش.. والقطعاني: يصعب حصارهم
شهد الصراع بمدينة سرت الليبية تقدما كبيرا لصالح قوات البنيان المرصوص التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، لاسيما بعد الضربات التي وجهتها أمريكا لمعاقل التنظيم داخل المدينة، لكن الملاحظ ورغم تقدم ميليشيا البنيان المرصوص شبه العسكرية أن غالبية ضحايا المعارك وهم بالمئات تابعين للميليشيات التابعة للمجلس الرئاسي الليبي بينما قتلى داعش لا يتجاوز 10 عناصر حسب ما هو معلن حتى الآن منذ اندلاع المعارك، وهو ما يطرح أسئلة عديدة حول مصير تنظيم داعش في سرت من قبيل، هل المعارك قضت على عناصر التنظيم الإرهابي تماما؟ وأين هم قتلى التنظيم؟ وما هي جنسياتهم؟ لاسيما أن غالبية عناصر التنظيم يحملون جنسيات أجنبية، وكيف تقلص عدد داعش من 5000 عنصر إلى 600 عنصر؟ وكما أنه لا توجد معركة بلا أسرى فأين أسرى الدواعش؟ بوابة العرب حاولت الاقتراب من إجابة هذه الأسئلة المثيرة للجدل. استمرار الدعم الدكتور محمد أبو راس الشريف يرى أن تقدم ميليشيات البنيان المرصوص في مدينة سرت لا يزال محفوفا بالمخاطر، فلدى التنظيم تكتيكاته القتالية التي ترتكز على العمليات النوعية وحرب الشوارع، فالتنظيم كبد البنيان المرصوص، وعلى الرغم من الغطاء الجوي الأمريكي خسائر باهظة في الأرواح والمعدات. وأشار الشريف في تصريح خاص لبوابة العرب اليوم الجمعة إلى العملية الإرهابية التي قام بها تنظيم الدولة الإرهابي واستهدفت قوات البنيان المرصوص وسط مدينة سرت وأسفرت عن مقتل 10 عناصر من البنيان المرصوص، وإصابة أكثر من 65 آخرين، وقال الشريف إن التنظيم لا يزال يتلقى الدعم من الخارج عن طريق الحدود الجنوبية، كما أن لديه العديد من مخازن الأسلحة والعتاد فهو كان يعد لهذه المعركة منذ سيطرته على مدينة سرت. وذكر الشريف ان التدخل الامريكي خدم داعش واكسبها تعاطف اخواتها من الجماعات الجهادية الاخرى المنتشرة في ليبيا وهو ما سيمكنها من الاستمرار في الحرب لوقت طويل وتابع : التدخل الامريكي لن تكون له نتائج ايجابية لانه سيعمق الفوضى وسيزيد من حدة الانقسام الليبي وهو ما يخدم استراتيجية الجماعات الارهابية فالهدف الامريكي هو تقديم الدعم لحكومة المجلس الرئاسي واضفاء عليه نوع من الشرعية الدولية لاسيما وانها لم تنل ثقة مجلس النواب الليبي حتى الان فالدعم الامريكي هدفه وضع بصمه امريكية على الملف الليبي كما تحجيم الدور الغربي في ليبيا حتى لاتنفرد الدول الغربية بالدولة الليبية. قتلى داعش ويرى الدكتور إبراهيم هيبة، باحث العلاقات الدولية بجامعة تكساس الأمريكية، إن تنظيم الدولة الإرهابي "داعش" لايزال يسيطر على مواقع مهمة داخل مدينة سرت الليبية رغم الانتصارات التي احرزتها القوات التابعة للمجلس الرئاسي الليبي والمعروفة بالبنيان المرصوص لاسيما بعد دعم سلاح الجو الأمريكي . وأضاف هيبة في تصريحات ل" بوابة العرب"، أن الجماعات الإرهابية لاتزال متحصنة داخل أماكن أمنة، مشيرا إلى أن الحي رقم 2 يوفر حماية لتنظيم الدولة أكثر من مجمع قاعات واجادوجو والذي سيطرت عليه قوات البنيان المرصوص مؤخرا . وطالب الباحث، قادة العمليات العسكرية ضد "داعش" في سرت بتيقديم اجابات مقنعة توضح اين هم قتلى "داعش" في سرت؟ واين ذهبوا وكيف خرجوا من الأماكن التي سيطرت عليها قوات البنيان المرصوص وإلى اين ذهبوا؟. ويؤكد اشرف القطعاني الحقوقي الليبي على صعوبة حصار مدينة سرت من نواحيها الاربع فالمدينة وكما يقول القطعاني في تصريح خاص لبوابة العرب اليوم الجمعة : بناها القذافي وفق اسس استراتيجية معقدة جدا فبها عشرات المخارج والمداخل الصحراوية والساحلية والبحرية . كما ان أحياء المدينة شيدت بطريقة منظمة وحديثة ومن الصعب جداً ان يتم محاصرتها من 4 جهات الا من قوات كبيرة وتحرير اي حي من احياء سرت يحتاج الى قوة نارية كبيرة فالحي رقم ( 2 ) حارب حلف النيتو 40 يوما متواصلة ولولا انسحاب القذافي منه ما استطاعت قوات الثوار دخوله فتحرير سرت من داعش ليس بحاجة الى ضربات سلاح الجو الامريكي ولكن يحتاج الى الجيش الوطني الليبي لان المعركة ليست سهلة لكن البنيان المرصوص رفضت التعاون مع الجيش الليبي . وتابع القطعاني : تنظيم الدولة تنظيم عصابي ...هو اعد جيداً لهذه المعركة ..ووزع الذخيرة ورسم المخارج والمداخل والكمائن جيدا ويقاتل في منطقة يعرفها جيداً وأعد الخطط ليقاتل أطول فترة ممكنة وعناصره لا تستسلم ..بل تقاتل وهي تمتشق الأحزمة الناسفة . وكشف القطعاني عن وجود قتلى بين صفوف داعش وان كانوا قلة وقال : معظم قتلى داعش هم من يقومون بالعمليات الانتحارية او من طالتهم قذائف المدفعية الثقيلة او القصف الامريكي وتابع : عدم بث صور القتلى نابع من خوف قادة البنيان المرصوص من تهم ضد الانسانية. وذكر القطعاني ان داعش سرت عبارة عن تشكيل ارهابي معقد وصعب لا يمكن فعلياً حصره أو تحديد عدده بدقة ...وأنا أؤكد لك أن عدد دواعش سرت لا يصل الي 300 مقاتل لكنهم سريعة الحركة ومدربين بشكل جيد والقضاء عليهم لن يكون سهلا . وحول المغزى من عدم وجود اسرى لداعش في المعارك الدائرة في سرت حاليا ؟ اجاب القطعاني : الارهابي الداعشي يجيد القتال وهو يرتدي الحزام الناسف وقادة البنيان المرصوص لا يشتبكون بشكل مباشر مع عناصر التنظيم ..لانهم جربوا العمليات الانتحارية كما انهم لا يقبلون أي مستسلم بل يقتل قبل ان يقتربون منه او يقترب منهم خوفا من الحزام الناسف الذي يمتشقة.