شهدت خطب الجمعة بالقاهرة وبقية المحافظات، انقسامًا بين «الأئمة» حول موضوع الخطبة، ففيما التزم بعضهم بالموضوع الذى حدده الأزهر «الحج وآدابه»، التزم آخرون بما حددته وزارة الأوقاف بخصوص إلقاء «خطبة مكتوبة وموحدة» عن «الإرهاب». ودفع انقسام الأئمة بين موضوعى «الإرهاب» و«الحج»، إمام أحد مساجد محافظة الغربية للحديث عن «حجة الوداع»، والتى تضمنت إشارته إلى الحج وآدابه، وكيف أن النبى بيّن فى حجته وخطبته وقتها، مظاهر الفساد والإفساد، وشدد على حرمة الدماء وعصمتها من أن تسفك بتلك الهمجية التى نعانى منها اليوم من خلال الإرهاب الغاشم. وألقى الشيخ عبدالفتاح عبدالغنى العوارى، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، خطبته بالجامع الازهر بعنوان «البيت الحرام فضائل وأحكام»، وتحدث فيها عن مناسك الحج، وتوضيحها لحجاج بيت الله الحرام قبل انطلاقهم إلى الأراضى المقدسة. فى المقابل، ألقى الدكتور عبدالناصر عطيان، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، خطبة الجمعة، بالمسجد الكبير لقرية «بنجر السكر» التابعة لمنطقة «برج العرب»، تحت عنوان: «لا للإرهاب الغاشم»، وعقد بعد الصلاة لقاءً جماهيريًا موسعًا مع أهالى وشباب القرية لشرح مفاهيم الدين الإسلامى الحنيف، وإظهار روحه السمحة، ومواجهة المتشددين من أهل الشر، والتأكيد أن «الأوقاف» تبسط سيطرتها على جميع المساجد والزوايا وأنه لا مكان لمتشدد أو متطرف فى مساجد المحافظة. وفى كفر الشيخ، وجه الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد «سنفا» بميت غمر فى الدقهلية، خلال خطبته عن «الإرهاب والافساد»، رسالة إلى الداعية الهارب «وجدى غنيم»، الذى كفر العالم الراحل أحمد زويل، وقال: «شتان بين من يبث سموم الكراهية والعنصرية والطائفية، ومن ينشر العلم والسماحة والتعايش البشري». وأضاف: «شتان بين من قضى وقته فى غرف البحث العلمى لكى ينفع الإنسانية، ومن يخرج لنا بفتاوى القتل والتكفير والإرهاب والكراهية والعنصرية والطائفية والمذهبية». وشهدت مساجد الشرقية حالة من الانقسام الشديد بين الأئمة فى إلقاء خطبة الجمعة، وفيما لم يلتزم الكثيرون منهم بالخطبة المكتوبة أو الموحدة، وتحدثوا عن الحج وفضله ومناسكه، واختفت الخطبة المكتوبة فى معظم المساجد، وفى أيدى الأئمة، التزم آخرون بالخطبة المحددة من وزارة الأوقاف، والتى كانت بعنوان «لا للإرهاب والإفساد». وفى محافظة الغربية لم يلتزم الأئمة بالخطبة المكتوبة وبنصها، ولم تستغرق من 15 إلى 20 دقيقة كحد أقصى، رغم توزيع منشور على جميع المديريات بأن الخطبة المكتوبة «اختيارية» لمن يرغب فى الاستعانة بها من الأئمة، وتحدث أغلبية أئمة وخطباء المساجد عن موضوع «لا للإرهاب والفساد». وفى دمياط رفض أئمة وخطباء المساجد التابعة لجمعية أنصار السنة المحمدية، الالتزام بالخطبة المكتوبة، وقرروا إلقاء الخطبة بدلًا من كتابتها، كما هو الحال دون تغيير. وفى أسيوط لم يلتزم بالخطبة المكتوبة سوى 5٪ من الأئمة، وقال الشيخ حمادة نصار، إمام أحد مساجد مركز أبنوب، إن إقرار الخطبة المكتوبة بالاختيار هو طريق النجاة الوحيد من الخطأ الذى اقترفه وزير الأوقاف فى حق الأئمة والوزارة.