أعرب وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير عن قلقه بشأن إمكانية تأجيل مفاوضات جنيف إلى ما بعد رمضان، بينما أكد الجبير عدم تجاوز الخلاف بشأن الأسد وقال لافروف في المؤتمر الصحفي بعد عقد الاجتماع الرابع للحوار الإستراتيجي "روسيا – مجلس التعاون الخليجي" في موسكو اليوم الخميس، "أملنا في عقد جولة جديدة من المفاوضات السورية وتسريع العملية في مايو، إلا أن هناك أنباء تشير إلى أنه من غير المرجح عقد مثل هذه الجولة قبل حلول شهر رمضان، وسنضطر إلى إجراء ذلك بعد رمضان، وذلك يقلقنا". من جانبه أكد وزير الخارجية السعودي أن دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا لم تتمكن من تجاوز الخلاف بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنه أشار في ذات الوقت إلى أن ذلك لا يمنع التشاور مع موسكو من أجل التقدم إلى الأمام. كما أشار الجبير إلى أنه ما زال هناك خلاف بين الجانبين يتعلق بوفد المعارضة، مؤكدا أن مجلس التعاون الخليجي يعتبر وفد الرياض مجموعة وحيدة يمكن لها تمثيل المعارضة في المفاوضات، بينما يختلف موقف موسكو بهذا الشأن. ومع ذلك اعتبر الوزير السعودي أن هذا الخلاف ليس أهم خلاف. من جهة أخرى أشار وزير الخارجية الروسي إلى تحقيق تقدم على الأرض في التنسيق بين روسياوالولاياتالمتحدة، إلا أنه اعتبر تعزيز هذا التنسيق بطيء، مضيفا أن الولاياتالمتحدة لم تعد مستعدة حتى الآن لتنسيق قتالي حقيقي مع القوات الروسية في سوريا. كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد قال في وقت سابق الخميس إن الحوار في إطار "روسيا – مجلس التعاون الخليجي" أكد فعاليته، معربا عن أمله في أن يمنح الاجتماع الجديد في موسكو زخما جديدا لهذا الحوار. وأضاف لافروف لدى افتتاحه الاجتماع الرابع للحوار الإستراتيجي "روسيا-مجلس التعاون الخليجي" في موسكو الخميس، أن "الحوار أثبت خلال السنوات الأخيرة فعاليته بشأن القضايا الإقليمية والعالمية". وأشار الوزير الروسي إلى أن موسكو أجرت منذ الجولة الأخيرة من هذا الحوار في عام 2014 العديد من الاتصالات واللقاءات على المستوى الأعلى مع الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي. من جانبه قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مستهل جلسة الحوار الروسي الخليجي إنه يأمل في مناقشة الأوضاع في سورياوالعراق واليمن وكذلك نشاط إيران بالمنطقة مع نظيره الروسي في اجتماع اليوم. كما أكد الجبير أن دول مجلس التعاون الخليجي تسعى إلى بناء أصدق علاقات مع روسيا في جميع المجالات، بما في ذلك في مجالات الاستثمارات والتعليم والتعاون التقني والمشاورات السياسية، وذلك "خدمة لمصالح دولنا وشعوبنا". وأشار الوزير السعودي إلى توافق مواقف دول الخليج وروسيا بشأن ضرورة احترام السيادة وإقامة علاقات حسن الجوار وسياد القانون الدولي ومبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية، مؤكدا تمسك مجلس التعاون الخليجي بالتزاماته في مجال مكافحة الإرهاب. وأضاف أن دول الخليج تحترم وتقيم موقف موسكو بشأن حل القضية الفلسطينية. ويجري الاجتماع الحالي للحوار بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي، وهو الرابع منذ إقامة الحوار، بمشاركة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي سيترأس الوفد الخليجي، إضافة إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء الأخرى في المجلس، وهي الكويت والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان، وكذلك الأمين العام للمجلس، عبد اللطيف الزياني. ويعد هذا الاجتماع فريدا من نوعه، حيث عقدت الفعاليات المماثلة السابقة الثلاث في عواصم عربية، وهي أبو ظبي والرياضوالكويت. ومن المتوقع أن يركز اجتماع موسكو على أزمتي سوريا واليمن، والأوضاع في العراق، وملف محاربة التنظيمات الإرهابية بما في ذلك "داعش" و"القاعدة".