تعجز الكلمات عن وصف ما فعله هذا البطل، الذى افتدى رفاقه بروحه الطاهرة فى يناير من العام الماضى، فى حادثة لا يزال الجميع يتذكر تفاصيلها. هو الشحات أبوالمعاطى شتا، الذى كان مجندا بوحدة عسكرية فى سيناء وتحديدا فى الكتيبة 101 المعسكرة بالعريش، التى تعرضت حينها لهجوم من قبل بعض الإرهابيين، ارتدى أحدهم حزاما ناسفا، وقتها لم يتردد الشحات حيث أسرع فاحتضن الإرهابى لتنفجر العبوات الناسفة، فتحول جسده الطاهر إلى أشلاء، ولينقذ ببطولته تلك أرواح ما يقرب من 800 ضابط وجندى هم عدد أفراد كتيبته. اختلطت دماء البطل الذى لا تزال صورته تزين مدخل قريته البسيطة وجسده الذى تمزق برمال سيناء، إلا أنه لا يزال يعيش فى قلوب من عرفوه كما تقول أمه إن ابنها وإن كان قد رحل عن الحياة فداء لوطنه وزملائه، فإنه لا يزال حيًا داخلها رغم الحزن على عدم وجود قبر معروف له يمكنها زيارته. نفس الكلمات يرددها والده فخورًا بما فعله ابنه، متذكرًا تفاصيل الحادث الذى كاد أن يودى بحياة المئات من الجنود والضباط لولا تضحية الشحات، قائلا: «هو ضحى بروحه لإنقاذ رفاقه فى السلاح، وسأظل ما حييت فخورا بما فعله حتى ألقى وجه ربى».