أسطورة حية ومثال راق للتضحية والفداء من أجل الوطن وقعت أثناء العملية الإرهابية التى استهدفت الكتيبة 101 فى سيناء منذ أسابيع، ملحمة بطولية تنضم لسجل حافل من بطولات الجندى المصرى على مر التاريخ. إنه الشهيد بإذن الله الجندى المصرى الشحات فتحى شتا - 21 عاما - ابن قرية «رأس الخليج» التابعة لمركز شربين بمحافظة الدقهلية الذى كان يؤدى خدمته العسكرية فى إحدى كتائب الشرطة العسكرية المرابطة فى سيناء. بدأت قصة البطل الشهيد عندما اقتحمت سيارة محملة ب12 طن متفجرات سور بوابة الكتيبة ووراءها ميكروباص به 5 تكفيريين مرتدين أحزمة ناسفة ومتجهين لمخزن الذخيرة لتفجيره. وقام التكفيريون بتوزيع أنفسهم فى أماكن تجمع الجنود لتفجيرهم ونجح 4 إرهابيين فيما يسعون إليه، ولم يتبق إلا واحد فقط، حاول جمع جنود الجيش للالتفاف حوله مدعيا أنه أحد أفراد الجيش المصرى ليطمئنوا إليه ويقتربوا منه فيقوم بتفجيرهم، إلا أن الشهيد الشحات فتحى وجد حزاما ناسفا حول خصر الإرهابى فتأكد أنه لا يتبع قوات الجيش، فقرر الدفاع عن زملائه بتصديه للإرهاب واحتضانه ليقوم بإبعاده عن باقى الجنود، واستطاع بالفعل أن يبتعد بالإرهابى المفخخ لمسافة 100 متر قبل أن تنفجر المواد الناسفة فى جسد الاثنين معا لتختلط دماؤه برمال أرض سيناء الغالية التى أقسم على حمايتها بروحه ودمه. وكان الوداع الأخير عندما اصطف زملاء الشحات فى طابور عسكرى، وهم يحملون بنادقهم الآلية، فى مواجهة قبر الجندى المجهول، قبل أن يطلق الطابور برتابة عسكرية مدروسة 10 طلقات تحية لروح الشهيد، وتقدم قائد الكتيبة 12 شرطة عسكرية اللواء مجدى غنيم، مصافحا والد الشهيد، ومقدما واجب العزاء إلى أفراد أسرته، ويقول مودعا الشهيد «لقد عاش بطلا وأبى إلا أن يموت بطلا». سيبقى الشحات مثالا مشرفا لجنود الجيش الذين نذروا أنفسهم فداء للوطن، سيظل أيقونة للتضحية والبطولة والوطنية، ستبقى روحه لتكمل مهمته التى بدأها على أرض سيناء حاميا لها وجنديا أصيلا يقيها من غدر الأعداء، سيبقى الشحات وسيرحل الإرهاب الدنىء. وإن مات الشحات، فكلنا الشحات فتحى شتا..∎