مسيرة العطاء والتضحيات فداء للوطن وشعبه وصوناً لأرضه وعزته وكرامته لم ولن تتوقف عند أجيال الأباء والأجداد فكتيبة الشهداء تمثل لحن الخلود علي امتداد تاريخ الوطن وسيظل جند مصر هم خير أجناد الأرض وفي رباط إلي يوم الدين. ففي 29 يناير 2015 قدم المجند الشحات فتحي شتا "22 عاماً" شهيد الكتيبة 101 بالعريش أروع أمثلة البطولة والشجاعة والفداء أثناء الهجوم الإرهابي الذي استهدف الكتيبة وعدة منشآت عسكرية وأمنية في آن واحد. حيث أقبل المجند علي الشهادة مقدماً روحه وجسده الذي لم يعثر علي أشلائه فداء وحماية لزملائه وكتيبته بالتصدي لإرهابي يرتدي حزامًا ناسفًا. لينفجر معه بعد أن استطاع إبعاده لمسافة 100 متر. كانت مصادر أمنية آنذاك كشفت تفاصيل الهجوم الإرهابي وتنفيذ 5 انتحاريين للتفجيرات بينهم 3 تحولوا لأشلاء صغيرة حيث تبين أن هؤلاء كانوا يستقلون ثلاث سيارات مفخخة. كما عثر خبراء المعمل الجنائي وقتها علي أشلاء كبيرة الحجم تخص اثنين من العناصر الانتحارية كانا يرتديان أحزمة ناسفة. وأكدت المصادر أن الانتحاريين اللذين عثر علي أشلائهما وآثار ارتدائهما أحزمة ناسفة كانا ضمن العناصر المسلحة التي دخلت الكتيبة 101 عقب تفجير السيارات المفخخة واشتبكت مع بعض قوات الكتيبة وأثناء الاشتباكات فجرا نفسيهما بالأحزمة الناسفة وكان ذلك من أهم الأسباب التي أدت لارتفاع عدد الضحايا بين قوات الجيش بالكتيبة. في تلك الأثناء لم تكن أسرة الشهيد الشحات فتحي شتا تعلم شيئاً عن ابنها البطل أو استشهاده بتلك الصورة المشرفة التي قدمها للوطن حتي توجه اللواء مجدي محمد غنيم قائد إحدي كتائب الشرطة العسكرية لأسرة الشهيد بقرية رأس الخليج مركز شربين بالدقهلية للكشف عن نبأ وتفاصيل استشهاده وأن الواقعة بدأت عندما اقتحمت سيارة محملة ب 12 طن متفجرات بوابة الكتيبة وخلفها سيارة ميكروباص يستقلها 5 إرهابيين يرتدون أحزمة ناسفة وتم تفجير السيارة المحملة بالمتفجرات داخل الكتيبة بالقرب من مركز القيادة ومخزن الذخائر وأسفرت عن استشهاد عدد من أبناء القوات المسلحة من بينهم العميد سيد فوزي قائد اللواء. في حين قام التكفيريون بالتفرق وتوجه كل منهم لأماكن تجمعات الجنود والضباط لتفجير أنفسهم بينهم وأن الشهيد الشحات فتحي شتا شاهد أحدهم يرتدي حزاماً ناسفاً ويتوجه إلي تجمع الجنود فقرر البطل فداء زملائه بجسده وروحه وأقبل علي الإرهابي واحتضنه دافعاً إياه حتي أبعده مسافة مائة متر وانفجرا سوياً ليضرب الشهيد مثالاً رائعاً للبطولة والفداء وإنكار الذات ويظل فخراً لمصر كلها علي امتداد تاريخها.