اهتمت صحف السعودية الصادرة صباح اليوم /الثلاثاء/ بقضايا المنطقة خاصة تطورات الأحداث في اليمن في ضوء المشاورات الجارية في الكويت وتعنت الجانب الحوثي. فمن جانبها ذكرت صحيفة (الشرق الأوسط) الدولية في طبعتها السعودية أنه "بعد تعليقها لمدة يومين٬ استؤنفت مشاورات السلام اليمنية اليمنية الجارية في الكويت أمس٬ وذلك نتيجة جهود دبلوماسية بذلها وزير الخارجية الكويتي٬ الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح٬ وسفراء الدول ال18 الراعية لعملية السلام". ونقلت الصحيفة عن مصادر حكومية يمنية٬ أن اللجان الثلاث المنبثقة عن المشاورات استأنفت أعمالها بعد لقاء تم بين نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي والمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، ونقلت المصادر عن المخلافي تأكيده "ضرورة تحديد إطار وسقف زمني للمشاورات". من جهته٬ انتقد عبد العزيز جباري٬ نائب رئيس الوزراء عضو الوفد الحكومي في المشاورات٬ رفض وفد "الحوثي - صالح" مناقشة تطبيق آليات بنود القرار الأممي (2216) وإصرارهم على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وقال جباري للصحيفة "كلما تحدثنا في المشاورات عن تسليم السلاح أو الانسحاب من المدن والمؤسسات٬ يقولون نريد تشكيل حكومة وحدة وطنية". من ناحية أخرى شددت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي٬ إرثاين كوزين٬ على أن الأزمة اليمنية أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني بصورة كبيرة في البلد٬ وتسببت في رفع عدد الذين يعانون الجوع بأكثر من 3 ملايين إنسان خلال عام واحد، مضيفة في حوار أجرته معها (الشرق الأوسط) أن عدد إجمالي من يحتاجون إلى المساعدات الغذائية في اليمن تجاوز 6.7 مليون نسمة الآن. كما أكدت كوزين٬ تدهور الوضع الإنساني في سوريا جراء الصراع٬ مضيفة أن هناك نحو 7.8 مليون سوري يحتاجون إلى المساعدات الغذائية٬ وذلك يعني أن ثلاثة من كل أربعة أشخاص في سوريا صاروا يعانون الفقر، مشددة على أهمية الجهود التي تبذلها السعودية لمحاربة الجوع حول العالم٬ مؤكدة أن الرياض قدمت الدعم الأكبر في تاريخ برنامج الأغذية العالمي. ومن جانبها ذكرت صحيفة (الوطن) أنه في تصرف جديد يعد دليلا إضافيا على ارتباط جماعة الحوثيين وحليفها المخلوع على عبدالله صالح، من جهة، وتنظيم القاعدة الإرهابي من جهة أخرى، كشف عضو في وفد المتمردين أن جماعته قامت بإطلاق سجناء التنظيم المتطرف، والذين صدرت في حقهم أحكام عام 2012، وتسليمهم إلى قيادة التنظيم. وبحسب الصحيفة جاء هذا الاعتراف ردا على مطالبة الوفد الحكومي بتسليم السجناء المدانين، إلا أن الرد الحوثي مثل مفاجأة مدوية دفعت المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى التساؤل عن سبب إطلاق الإرهابيين المدانين، دون أن يجد ردا على تساؤله، إذ امتنع الوفد الحوثي عن الإجابة، متعللا بأن ذلك شأن داخلي. وأشارت الصحيفة أن رئيس وفد المتمردين لمفاوضات الكويت، محمد عبد السلام، كان قد أعلن معارضة جماعته وحليفها المخلوع على عبدالله صالح لعمليات المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية، بدعم من التحالف العربي الذي تقوده المملكة، ضد عناصر التنظيم الإرهابي في محافظتي حضرموت وأبين، مطالبا بوقفها على الفور. من جانبه أوضح قيادي في الجيش الوطني لصحيفة (عكاظ) أن خطة الجيش في المداهمات لمواقع وأوكار القاعدة نجحت بشكل كبير في ضبط عدد من مخازن الأسلحة والمعدات العسكرية وأجهضت مخططاتهم التخريبية، لافتا إلى أن هناك عشرات من أفراد وقيادات تنظيم القاعدة والمشتبه بهم يجري التحقيق معهم. من جهتها وفي افتتاحيتها تساءلت صحيفة (اليوم) عما يريده المتمردون من مفاوضات الكويت وقالت إن المملكة وقوات التحالف لم تكن في وارد الحرب على أي فئة داخل اليمن، لأنها ترى في اليمن عمقها الإستراتيجي الذي يجب أن يبقى معافى، على اعتبار أن عافيته امتداد لعافية المملكة، والإقليم، لكن مشروع التمرد، ومحاولة خطف اليمن برمته إلى خارج إطاره العربي، أجبر المملكة والتحالف على القيام بواجبهما لإنقاذ شرعية الدولة اليمنية، وإعادة الاستقرار للبلاد بعيدا عن استغلال أي مكون لقراره السيادي، وهذه الحقيقة يعلمها اليمنيون كلهم بما في ذلك المتمردون، الذين بات واضحا أنهم يحاولون استغلال هذا الهدف النبيل للمساومة على طاولة الحوار، ومحاولة تعطيل المفاوضات القائمة في الكويت، للظفر بأكبر قدر من المكاسب.