تجديد حبس المتهمين باستدراج موظف وسرقته    روبيو يرسم ملامح التسوية بين روسيا وأوكرانيا ويكشف عن نقطة الخلاف الرئيسية    بينهم 4 دول عربية، إدارة ترامب توقف رسميا إجراءات الهجرة والتجنيس من 19 دولة    منها المسيّرات الانتحارية والأرضية.. الهيئة العربية للتصنيع تكشف 18 منتجًا جديدًا في إيديكس 2025    586 لجنة فرعية تستقبل اليوم 3 ملايين 375 ألف ناخب في 7 دوائر انتخابية الملغاة بسوهاج    إحداهما بدأت، الأرصاد تحذر من 3 ظواهر جوية تزيد من برودة الطقس    توقيع مذكرة تفاهم بين "الاتصالات" و"الاعتماد والرقابة "بشأن التعاون فى تنفيذ التطوير المؤسسي الرقمى    حسن الخطيب يترأس اجتماعات الدورة الرابعة لمجلس وزراء التجارة بمجموعة الدول الثماني النامية D-8    قوات الاحتلال تعزز انتشارها وسط مدينة طولكرم    مطروح للنقاش.. نجاح خطة ترامب لحصار الإخوان وتأثير طموحات ماسك على منصة إكس    اختفى فجأة، اللحظات الأخيرة ل يوسف محمد لاعب نادي الزهور داخل حمام السباحة (فيديو)    حماة الأرض واليونيسف تبحثان سبل تمكين الشباب والعمل المناخي    اليوم، قطع الكهرباء عن عدة مناطق في 3 محافظات لمدة 5 ساعات    بالأسماء: مصرع 5 وإصابة 13 في حريق مول ومخزن بسوق الخواجات بالمنصورة    موعد صلاة الفجر..... مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 3ديسمبر2025 فى المنيا    ترامب: سوريا قطعت شوطًا طويلًا إلى الأمام.. ومهمة «الشرع» ليست سهلة    إصابة 9 أشخاص بينهم أطفال وسيدات في حادث تصادم بالفيوم    زكريا أبوحرام يكتب: تنفيذ القانون هو الحل    فيدرا تعيش وسط 40 قطة و6 كلاب.. ما القصة ؟    «أحكام الإدارية» تُغير خريطة البرلمان    5 محاذير يجب اتباعها عند تناول الكركم حفاظا على الصحة    اجتماعات سرّية في باكستان وتركيا بعد تحركات ترامب لتصنيف الإخوان إرهابيين    ناهد السباعي: "فيلم بنات الباشا كان تحديًا.. والغناء أصعب جزء في الشخصية"    التصريح بدفن ضحايا حريق «مخزن بلاستيك العكرشة» بالخانكة    دعاء صلاة الفجر اليوم.. فضائل عظيمة ونفحات ربانية تفتح أبواب الرزق والطمأنينة    5 وفيات و13 مصابًا.. ننشر أسماء المتوفين في حريق سوق الخواجات بالمنصورة    متحدث الصحة: قوائم بالأدوية المحظورة للمسافرين وتحذيرات من مستحضرات خاضعة للرقابة الدولية    «الصحة» تعلن انطلاق استراتيجية توطين صناعة اللقاحات وتحقيق الاكتفاء الذاتي قبل 2030    بيترو: أي هجمات أمريكية على أراضي كولومبيا ستكون إعلان حرب    مصر توسّع حضورها في الأسواق الأفريقية عبر الطاقة الشمسية والتوطين الصناعي    إعلان طاقم حكام مباراة الجونة وبترول أسيوط في كأس مصر    سوريا تعلن إحباط محاولة تهريب ألغام إلى حزب الله في لبنان    زينة عن شخصيتها في "ورد وشوكولاتة": حبيتها لأنها غلبانة وهشة    «بإيدينا ننقذ حياة» مبادرة شبابية رياضية لحماية الرياضيين طبيًا    هل سرعة 40 كم/ساعة مميتة؟ تحليل علمى فى ضوء حادثة الطفلة جنى    الخميس.. قرعة بطولة إفريقيا لسيدات السلة في مقر الأهلي    وزير الرياضة يستقبل رئيس الاتحاد الدولي للسلاح    النيابة العامة تُنظم برنامجًا تدريبيًا حول الاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي    في ملتقى الاقصر الدولي للتصوير بدورته ال18.. الفن جسر للتقارب بين مصر وسنغافورة    تحت شعار "متر × متر"، مكتبة الإسكندرية تفتح باب التقديم لمعرض أجندة 2026    مراوغات بصرية لمروان حامد.. حيلة ذكية أم مغامرة محفوفة بالمخاطر (الست)؟    التنمية المحلية ل ستوديو إكسترا: توجيهات رئاسية بتحقيق العدالة التنموية في الصعيد    بروتوكول تعاون بين نادي قضاه جنوب سيناء وجامعة القاهرة    «الوطنية للانتخابات»: إعادة 19 دائرة كانت قرارًا مسبقًا.. وتزايد وعي المواطن عزز مصداقية العملية الانتخابية    «السيدة العجوز» تبلغ دور ال8 في كأس إيطاليا    مانشستر سيتي يهزم فولهام في مباراة مثيرة بتسعة أهداف بالدوري الإنجليزي    تقرير مبدئي: إهمال جسيم وغياب جهاز إنعاش القلب وراء وفاة السباح يوسف محمد    نقيب الإعلاميين يستعرض رؤية تحليلية ونقدية لرواية "السرشجي" بنقابة الصحفيين    تراث وسط البلد رؤية جديدة.. ندوة في صالون برسباي الثقافي 7 ديسمبر الجاري    رئيس شئون البيئة ل الشروق: نسعى لاستقطاب أكبر حجم من التمويلات التنموية لدعم حماية السواحل وتحويل الموانئ إلى خضراء    أخبار مصر اليوم: إعلان مواعيد جولة الإعادة بالمرحلة الثانية بانتخابات النواب.. تفعيل خدمة الدفع الإلكتروني بالفيزا في المترو.. ورئيس الوزراء: لا تهاون مع البناء العشوائي في جزيرة الوراق    1247 مستفيدًا من قوافل صحة دمياط بكفر المرابعين رغم سوء الطقس    وكيل الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم حدث فريد يجمع الروحانية والتميز العلمي    ما حكم المراهنات الإلكترونية؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة أسيوط تختتم ورشة العمل التدريبية "مكافحة العنف ضد المرأة" وتعلن توصياتها    نتائج المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب 2025 في كفر الشيخ    يلا شوووت.. هنا القنوات الناقلة المفتوحة تشكيل المغرب المتوقع أمام جزر القمر في كأس العرب 2025.. هجوم ناري يقوده حمد الله    أدعية الفجر.. اللهم اكتب لنا رزقًا يغنينا عن سؤال غيرك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصالون­ ­الثقافي­ ­العربي­ ­يناقش­ ­المناهج­ ­الدراسية­ ­وصناعة­ ­المستقبل­
نشر في البوابة يوم 09 - 05 - 2016

عقد­ ­الصالون­ ­الثقافي­ ­العربي­ ­اجتماعه­ ­الدوري­ ­الأسبوع­ ­الماضي­ ­بالقاهرة­ ­،حيث­ ­ناقش­ ­معضلة­ ­المناهج­ ­الدراسية­ ­العربية­ ­وصناعة­ ­المستقبل­ ­وذلك­ ­بحضور­ ­خبراء­ ­في­ ­التربية­ ­والتعليم­ ­وعلماء­ ­اجتماع­ وفعاليات­ ­سياسية­ ­وفكرية­ ­وثقافية­ ­وادار­ ­الجلسة­ ­التي­ ­حضرها­ ­رموز­ ­الثقافة­ ­العربية­ ­السفير­ ­الدكتور­ ­قيس­ ­العزاوي­ ­أمين­ ­عام­ ­الصالون­ ­وذلك­ ­في­ ­نادي­ ­السيارات­ ­في­ ­وسط­ ­القاهرة
وأكد­ ­العزاوي­ ­أهمية­ ­هذه­ ­الجلسة­ ­النقاشية­ ­لبحث­ ­المناهج­ ­الدراسية­ ­والعملية­ ­التربوية­ ­كونها­ ­مرتبطة­ ­بصناعة­ ­مستقبل­ ­الأجيال بالمنطقة.­
وأشار إلى أن الهدف الأساسي من تلك المناق­شات ­هو­ ­تجديد­ ­المناهج­ ­وتطويرها­ ­لتلائم­ ­مقتضيات­ ­العصر،­ ­و­ ­هي­ ­مهمة­ ­أساسية­ ­لصناعة­ ­مستقبلنا­.­
وقال­ ­العزاوي: لسنا­ ­لوحدنا­ ­في­ ­هذا­ ­العالم­ ­من­ ­استشعر­ ­أهمية­ ­التجديد،­ ­فقد­ ­بدأت­ ­الامم­ ­من­ ­ثمانينات­ ­القرن­ ­الماضي­ ­في­ ­تحديث­ وتطوير­ ­مناهجها­.. ­ففي­ ­أمريكا­ ­وبعد­ ­نشر­ ­تقرير­" ­أمه­ ­في­ ­خطر­" جرت­ ­اعادة­ ­تقييم­ ­شاملة­ ­للمناهج­ ­الدراسية­.. ­وفي­ ­فرنسا­ ­التي­ ­اعادت­ ­تحديث­ ­مناهجها­ ­الدراسية­ ­لتستجيب­ ­لمتطلبلت­ ­العصر­ ­أولت­ ­أهمية­ ­كبرى­ ­لتدريس­ ­الفنون­ ­بكل­ ­تفرعاتها­ ­والآداب­.. ­وأضاف:وفي­ اليابان­ ­وكندا­ ­جرت­ ­العناية­ ­بمناهج­ ­الصحة­ ­والبيئة­ ­واللغة­ ­ومؤسسات­ ­المجتمع­ ­المدني­ ­والفنون، وفي­ ­البرازيل­ ­اعتمد­ ­برنامج­ «­تعليم­ ­الاحترام­ ­للجميع­» ­ونشر­ ­مبادئ­ ­التسامح­ ­والتربية­ ­والمواطنة­ ­استعدادًا­ ­لدخول­ ­مجتمع­ ­المعلومات­ ­وصناعة­ ­المستقبل­.­ ­
وتساءل­ ­ما­ ­الذي­ ­فعلناه­ ­في­ ­دولنا­ ­العربية­ ­؟­ ­هل­ ­لمسنا­ ­حاجات­ ومستلزمات­ ­المستقبل؟­ ­هل­ ­حدثنا­ ­أو­ ­طورنا­ ­أو­ ­انشغلنا­ ­بالغد­ ­ام­ اننا­ ­ما­ ­زلنا­ ­نمسك­ ­بتلاليب­ ­الماضي­ ­ونرتعب­ ­من­ ­بدعة­ ­المستقبل­ ­لأنها­ ­فتنة­ ­وكل­ ­فتنة­ ­في­ ­النار­!! ­وقال­:­إن­ ­الهروب­ ­من­ ­المستقبل­ ­إلى­ ­الماضي­ ­لن­ ­ينتشلنا­ ­من­ ­بؤس­ ­التطرف­ ­والإرهاب­ ­والتخلف­.. ­علينا­ ­مسئولية­ ­صياغة­ ­مستقبل­ ­اولادنا­ ­والعناية­ ­بهم­ ­وبخاصة­ ­وهم­ ­اعلم­ ­منا­ ­اليوم­ ­في­ ­التواصل­ ­مع­ ­التطور­ ­المعرفي­ ­والمعلوماتي،­ ­علينا­ ­تطوير­ ­مناهجنا­ ­التربوية­ ­والاهتمام­ ­بمنظومة­ ­اللغة­ ­والجماليات­ ­والفنون­ ­والاداب­ ­وهي­ ­منظومات­ ­أساسية­ ­لبعث­ ­فكر­ ­التنوير­ ­في­ ­العقول­.­
ومن­ ­جانبه­ ­أشار­ ­الدكتور­ ­صلاح­ ­فضل­ ­أن­ ­العقل­ ­العربي­ ­الذي­ ­يتم­ ­تنشاته­ ­على­ ­مسار­ ­وإستراتيجية­ ­خاطئة­ ­في­ ­مناهج­ ­التربية­ ­والتعليم­ ­السائدة­ ­يجسد­ ­مشكلة­ ­بنيوية­ ­في­ ­توجيه­ ­مستقبلنا،­ ­مبينا­ ­بان­ ­التعليم­ ­في­ ­مجتمعنا­ ­منشطر­ ­فهو­ ­ينقسم­ ­إلى­ ­تعليم­ ­عام­ ­وتعليم­ ­ديني­ ­يصوغ­ ­عقل­ ­ووجدان­ ­الدارسين­ ­بطريقة­ ­مخالفة­ ­تماما­ ­لمتطلبات­ ­العصر­ ­الحديث،­ ­وما­ ­يبتغيه­ ­العصر­ ­الذهبي­ ­للإنسانية­ ­في­ كل­ ­المجالات­ ­من­ ­تطور­ ­حضاري­ ­ومعرفي­ ­وإنساني­.. ­وهذا­ ­المسار­ التربوي­ ­والتعليمي­ ­هو­ ­الذي­ ­يعجل­ ­بنا­ ­للذهاب­ ­إلى­ ­الهاوية،­ ­وهو­ ­أمر­ ­بالغ­ ­الخطورة­ ­على­ ­مستقبلنا­ ­فلابد­ ­من­ ­الانتباه­ ­إلى­ ­ما­ خلفه­ ­لنا­ ­المنهج­ ­المتبع­ ­للتعليم­ ­الديني­ ­ومقاومة­ ­التطرف­ ­بإصلاح­ ­المناهج­ ­جذريًا­.­
ومن­ ­جانبه­ ­قال­ ­مدير­ ­عام­ ­المنظمة­ ­العربية­ ­للتربية­ ­ولثقافة­ ­والعلوم­ (­الكسو­) ­عبد­ ­الله­ ­محارب­ ­أن­ ­التعليم­ ­في­ ­الوطن­ ­العربي­ اصبح­ ­منذ­ 30 ­سنة­ ­فاسدا،­ ­فنحن­ ­لسنا­ ­امم­ ­متحضرة­ ­بل­ ­امم­ ­متخلفة­ ­وهي­ ­حقيقة،­ ­ولم­ ­ننتبه­ ­لها­ ­الا­ ­بعد­ ­أن­ ­ظهرت­ ­القاعدة­ ­وظهر­ ­داعش­ ­الإرهابي­ ­فاين­ ­كنا­ ­قبل­ ­ذلك­ ­؟­ ­ففي­ ­جانب­ ­تكمن­ ­المشكلة­ ­في­ ­المدرس­ ­الذي­ ­يتم­ ­اعداده­ ­في­ ­كليات­ ­التربية­ ­التي­ ­لا­ ­تضيف­ ­شيئا­ ­سوى­ ­بعض­ ­المعلومات­ ­الضحلة­ ­للمدرس­ ­،­ ­مبينا­ ­بان­ ­الجيل­ ­السابق­ ­تعلم­ ­الدين­ ­الإسلامي­ ­بطريقة­ ­مختلفة­ ­عما­ ­يدرس­ ­اليوم­ ­وان­ ­مناهج­ ­المعاهد­ ­الأزهرية­ ­لم­ ­تخرج­ ­متطرفين­ ­في­ ­السابق­ ­بينما­ ­مناهج­ ­التدريس­ ­الحالية­ ­تدرس­ ­بشكل­ ­مختلف­.. ­إذا­ ­العيب­ ­ليس­ ­في­ ­التعليم­ ­الديني­ ­بل­ ­في­ ­إدارة­ ­التعليم­ ­الديني­ وهذا­ ­يجب­ ­أن­ ­يعالج­. ­ ­
وأضاف­ ­أن­ ­العملية­ ­التعليمية­ ­هي­ ­منظومة­ ­متكاملة­ ­وليس­ ­جانب­ ­واحد­ ­وتتضمن­ ­المناهج­ ­الدراسية­ ­والمدرس­ ­والمبنى­ ­المدرسي­ ­والإعلام­ ­ويجب­ ­أن­ ­تعالج­ ­كاملة­ ­وهي­ ­تسلتزم­ ­أموالا­ ­طائلة­ ­وأول­ خطوة­ ­هي­ ­إصلاح­ ­مستوى­ ­المدرس­ ­المعيشي­ ­أي­ ­اشباع­ ­حاجاته­ ­الأساسية،­ ­وهذا­ ­يحتاج­ ­إلى­ ­أموال­ ­طائلة­.­
وأضافت­ ­الدكتورة­ ­حنان­ ­عبد­ ­الفتاح­ ­عميدة­ ­كلية­ ­الإعلام­ ­في­ ­الاكاديمية­ ­العربية­ ­التابعة­ ­لجامعة­ ­الدول­ ­العربية­ ­أن­ ­الخطر­ ­الذي­ ­يداهمنا­ ­يبدأ­ ­من­ ­تشكيل­ ­العقل­ ­الشبابي­ ­العربي­.. ­اننا­ ­في­ ­حاجة­ ماسة­ ­إلى­ ­تغيير­ ­جوهري­ ­وإستراتيجي­ ­من­ ­خلال­ ­تنقية­ ­المناهج­ ­الدراسية­ ­إضافة­ ­إلى­ ­ضرورة­ ­ردم­ ­الفجوة­ ­التعليمية­ ­بيننا­ ­وبي­ ­ ­
اما­ ­خبير­ ­الإعلام­ ­الدولي­ ­الكاتب­ ­محمد­ ­الخولي­ ­فقال­ ­في­ ­دول­ ­العالم­ ­دائما­ ­يستخدمون­ ­كلمة­ ­المستقبل­ ­ولا­ ­ينظرون­ ­للماضي­.. ­وعلوم­ ­المستقبليات­ ­معروفة­ ­ومناهجها­ ­مطبقة،­ ­وهي­ ­غائبة­ ­في­ ­ديارنا­ ­الا­ ­باستثناءت­ ­بسيطة­ ­حيث­ ­يتم­ ­تداولها­ ­والعناية­ ­بها­ ­في­ ­مؤسسات­ ­غير­ ­رسمية­ ­مثل­ ­مراكز­ ­البحوث­ ­كمركز­ ­دراسات­ ­الوحدة­ العربية­ ­الذي­ ­وضع­ ­برنامج­ ­مستقبليات­ ­عربية­.. ­وأضاف­ ­الخولي­ ­أن­ العرب­ ­كان­ ­لهم­ ­تجارب­ ­ناجحة­ ­في­ ­مناهج­ ­التربية­ ­والتعليم­ ­وانتجت­ ­ثمارا­ ­ولكن­ ­المشكلة­ ­أن­ ­تدهورًا­ ­خطيرًا­ ­حدث­ ­في­ ­انحطاط­ مؤسساتنا­ ­التعليمية­ ­فالتراجع­ ­شمل­ ­الجميع­ ­وبخاصة­ ­الدول­ ­التي­ ­كانت­ ­في­ ­الطليعة­ ­دوما­ ­حدث­ ­تخلف­ ­هائل­ ­وتردي­ ­بات­ ­يهدد­ ­مستقبلنا­ ­جميعًا­..­
اما­ ­الباحث­ ­في­ ­مركز­ ­الأهرام­ ­الاستراتيجي­ ­الدكتور­ ­نبيل­ ­عبد­ ­الفتاح­ ­فوجد­ ­أن­ ­المشكلة­ ­الأساسية­ ­في­ ­التعليم­ ­هي­ ­الهيمنة­ ­على­ العقل­ ­النقدي،­ ­كما­ ­أن­ ­عملية­ ­تديين­ ­المناهج­ ­التعليمية­ ­اصبحت­ ­مشكلة­ ­مترافقة­ ­مع­ ­مشكلة­ ­خضوع­ ­المناهج­ ­التعليمة­ ­للتوجهات­ ­السلطوية­ ­في­ ­أكثر­ ­من­ ­بلد­ ­عربي­.. ­بمعنى­ ­أن­ ­التاريخ­ ­الرسمي­ ­هو­ ­الذي­ ­يسيطر­ ­على­ ­العملية­ ­التربوية،­ ­والى­ ­جانب­ ­ذلك­ ­تظهر­ ­مشكلة­ ­الانتقائية­ ­والنيل­ ­من­ ­فكرة­ ­الإصلاح­ ­والتحديث­.. ­باختصار­ ­إن­ عدم­ ­إصلاح­ ­المناهج­ ­ادى­ ­إلى­ ­انفصال­ ­بين­ ­المؤسسات­ ­التعليمية­ ­في­ ­الوطن­ ­العربي­ ­والعالم­ ­وخاصة­ ­في­ ­مجال­ ­التقنيات،­ ­كما­ ­أن­ ­هناك­ ­انفصال­ ­آخر­ ­بين­ ­المكون­ ­الثقافي­ ­والعملية­ ­التعليمة­ ­في­ ­تدريس­ آاداب­ ­اللغة­ ­العربية­.­
اما­ ­الخبير­ ­التربوي­ ­الدكتور­ ­كمال­ ­مغيث­ ­فقد­ ­عرف­ ­العملية­ ­التربوية­ ­وعدد­ ­عناصرها­ ­وضرورة­ ­العناية­ ­بكل­ ­مرافقها­.. ­وأشار­ ­إلى­ ­التخلف­ ­العربي­ ­في­ ­مجال­ ­التعليم­ ­حيث­ ­تصطف­ ­الدول­ ­العربية­ ­اليوم­ ­في­ ­مجموعة­ ­الدول­ ­الأخيرة­ ­من­ ­إجمالي­ ­ال­ 150 ­دولة­.. ­والى­ ­جانب­ ­التخلف­ ­التعليمي­ ­تعاني­ ­الدول­ ­العربية­ ­من­ ­تحجر­ ­مناهجها­ ­وتطرفها­ ­فبعد­ 50 ­سنة­ ­من­ ­الاستقلال­ ­نرى­ ­المناهج­ تجسد­ ­بدل­ ­حالتي­ ­التسامح­ ­والانفتاح­ ­حالة­ ­من­ ­الطائفية­ ­والتطرف­ ­والانغلاق،­ ­وقد­ ­تجسد­ ­ذلك­ ­بنحو­ ­واضح­ ­في­ ­افواج­ ­المتعلمين­ ­المتخرجين­ ­في­ ­فترة­ ­التخلف­ ­هذه­.­
وقد­ ­شخص­ ­وزير­ ­الثقافة­ ­المصري­ ­السابق­ ­الدكتور­ ­جابر­ ­عصفور­ ­المشكلة­ ­بقوله­ " ­في­ ­الوقت­ ­الحاضر­ ­لا­ ­يوجد­ ­صراع­ ­بين­ ­يساريين­ ويمينيين­ ­أو­ ­تقدمين­ ­ورجعين، أو­ ­حداثيين­ ­وسلفيين­.. ­فقد­ ­اصبح­ ­الجميع­ ­سلفيًا­..­ ­بمعنى­ ­اننا­ ­نعيش­ ­في­ ­مجتمع­ ­اصبح­ ­سلفيا­ ­واصبح­ ­نمط­ ­سلوك­ ­المجتمع­ ­التعليمي­ ­والثقافي­ ­والسياسي­ ­سلفيًا­.. فنجد­ ­أن­ ­اغلب­ ­المجتمعات­ ­العربية­ ­قد­ ­تسلفت­ ­فهي­ ­تحتكم­ ­دائما­ ­إلى­ ­الماضي،­ ­مشيرا­ ­أن­ ­البعض­ ­قد­ ­دس­ ­حديث­ ­نبوي­ ­مشكوك­ ­فيه­ ­وهو­ ­الحديث­ ­الذي­ ­يقول­ ­(­خير­ ­الناس­ ­قرني­ ­ثم­ ­الذين­ ­يلونهم­ ­ثم­ ­الذين­ ­يلونهم­) ­أي­ ­القرن­ ­الذي­ ­يأتي­ ­بعده­ ­هو­ ­أقل­ ­خيرًا­ ­وبعده­ ­أسوء­ ­واسوء­ ­إلى­ ­أن­ ­نصل­ ­إلى­ ­هذا­ ­القرن،­ ­فتخيلوا­ مدى­ ­السوء­ ­الذي­ ­نحن­ ­فيه­ ­الآن­.. ­كل­ ­شيء­ ­في­ ­الحاضر­ ­بات­ ­سيء­ ­فما­ ­بالك­ ­عن­ ­المستقبل­.. ­نرى­ ­هيمنة­ ­كاملة­ ­للسلفية­ ­الوهابية­ ­على­ ­مجتمعاتنا­ ­بحيث­ ­باتت­ ­فكرة­ ­الإصلاح­ ­نفسها­ ­سلفية­ ­ومناهجنا­ ­الدراسية­ ­خيرها­ ­في­ ­الماضي­ ­وليس­ ­في­ ­المستقبل­ !!­ ­
من­ ­جانبه­ ­قال­ ­المفكر­ ­مصطفى­ ­الفقي­ ­إن­ «­شوان­ ­لاي­» ­و­»­نهرو­» ­و­»­لى­ ­كوان­ ­يو­» ­و­»­مهاتير­ ­محمد­» ­في­ ­كل­ ­من­ «­الصين­» ­و­»­الهند­» ­و­»­سنغافورة­» ­و­»­ماليزيا­» ­قد­ ­اعتمدوا­ ­على­ ­التعليم­ ­في­ ­تجربة­ ­التحديث­ ­في­ ­بلادهم­ ­ونقل­ ­أوطانهم­ ­إلى­ ­ما­ ­هو­ ­أفضل،­ ­ولابد­ ­من­ ­علاج­ ­سريع­ ­للاختلاف­ ­الواضح­ ­بين­ ­مسارات­ ­التعليم­ ­والذي­ ­يؤدي­ ­في­ ­النهاية­ ­إلى­ ­وجود­ ­أكثر­ ­من­ ­مجتمع­ ­واحد­ ­داخل­ ­الدولة­ ­الواحدة­ ­إذ­ ­أن­ ­التعليم­ ­يجب­ ­أن­ ­يكون­ ­المسئول­ ­الحقيقي­ ­عن­ ­الانصهار­ ­الاجتماعى­ ­والحوار­ ­الوطني­ ­الذي­ ­يقضي­ ­على­ ­الصراعات­ ­بين­ ­الطبقات­ ­والأجيال­ ­والطوائف­.
تحدث­ ­بعدها­ ­العديد­ ­من­ ­المشاركين­ ­في­ ­الندوة­ ­الثقافية­ ­التي­ ­امتازت­ ­بأنها­ ­ثرية­ ­جدا­ ­وكانت­ ­المشاركات­ ­فيها­ ­متنوعة­ ­وطرحت­ ­أفكار­ ­جديدة­ ­ستخرج­ ­في­ ­كتاب­ ­كما­ ­وعد­ ­بذلك­ ­أمين­ ­عام­ ­الصالون­ ­الثقافي­ ­العربي­ ­قيس­ ­العزاوي­ ­الذي­ ­شكر­ ­المشاركين­ ­ودعاهم­ ­لمواصلة­ ­جهود­ ­تحديث­ ­المناهج­ ­الدراسية­.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.