قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) اليوم الاثنين إن ليبيين اثنين نُقلا إلى السنغال بعدما قضيا سنوات في سجن جوانتانامو في أحدث خطوة من جانب إدارة الرئيس باراك أوباما لإغلاق المنشأة العسكرية. ووفقا لمسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه فإن الرجلين هما أول المنقولين من مجموعة قوامها نحو 12 شخصا يُتوقع نقلهم خلال الأسابيع المقبلة إلى بلدين على الأقل وافقا على استقبالهم. وبنقلهما يتبقى 89 سجينا فقط في السجن القائم بقاعدة بحرية أمريكية. واحتُجز غالبية هؤلاء دون تهم أو محاكمات لأكثر من عشر سنوات وجلب هذا على الولاياتالمتحدة موجة إدانة دولية. ويسعى أوباما الذي قدم في فبراير شباط الماضي إلى الكونجرس خطة طال انتظارها لإغلاق السجن للوفاء بوعد قطعه بإغلاق السجن قبل رحيله عن المنصب في يناير كانون الثاني المقبل. لكنه يواجه معارضة شديدة من أعضاء في الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء. وقال جون كيري وزير الخارجية الأمريكي في بيان "نقوم بكل الخطوات الممكنة لتقليل عدد النزلاء في جوانتانامو ولإغلاق منشأة الاحتجاز بطريقة مسؤولة تؤدي لحماية أمننا القومي." وأعلن البنتاجون أن السجينين الليبيين المنقولين هما سليم عبد السلام الغريبي وعمر خليف محمد أبو بكر مهجور عمر. والاثنان ضمن مجموعة من السجناء يبلغ عددهم الآن 35 اعتبرتهم قوة لمكافحة الإرهاب تتبع الحكومة الأمريكية وتشمل عددا من الوكالات لائقين للترحيل. ويتوقع مسؤولون أمريكيون نقل جميع السجناء من هذه المجموعة إلى خارج السجن بحلول الصيف المقبل سواء بإرسالهم لبلدانهم أو لبلدان أخرى. وشكر كيري الحكومة السنغالية على قبول السجينين الليبيين "للاستقرار فيها على أسس إنسانية." واستبعدت الولاياتالمتحدة إعادة سجناء لدول مثل ليبيا الغارقة في صراع أهلي وتنشط فيها منظمات إسلامية متشددة. وتقضي خطة أوباما لإغلاق سجن جوانتانامو بنقل عشرات من السجناء الباقين لسجون شديدة الحراسة داخل الولاياتالمتحدة. ويحظر القانون الأمريكي نقل مثل هؤلاء إلى سجون على الأراضي الأمريكية ولم يستبعد أوباما إصدار قرار تنفيذي. وأبرز السجناء الذين نقلوا من جوانتانامو خلال الأسابيع الماضية كان طارق باعودة وهو يمني عمره 37 عاما أضرب عن الطعام لفترة طويلة. وخضع باعودة لتغذية قسرية بأنبوب من الأنف منذ توقفه عن تناول الطعام في 2007. وانخفض وزن عودة من 67 كيلوجراما إلى نحو 33 كيلوجراما وخشي فريق محاميه أن يتسبب هذا في وفاته مثلما كشفت رويترز في قصة نشرت في نهاية ديسمبر كانون الأول الماضي. وأصبحت السنغال ثاني بلد أفريقي يُنقل إليه سجناء من جوانتانامو خلال الأشهر الماضية فقبلها استقبلت غانا سجينين يمنيين في يناير كانون الثاني. ونُقل سجناء آخرون في الآونة الأخيرة إلى سلطنة عمان والبوسنة وجمهورية الجبل الأسود. واعتقل سجناء جوانتانامو في الخارج حين غزت الولاياتالمتحدة كلا من العراق وأفغانستان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001. واستخدمت في هذا السجن ممارسات عنيفة واجهت بسببها الولاياتالمتحدة اتهامات بممارسة التعذيب.