قالت صحيفة أمريكية إن القضاء الأمريكى قد يصدر مذكرة اعتقال بحق الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بعد اعتراف رجل أعمال إيرانى بتورطه فى تهريب النفط لمصلحة طهران عبر تركيا خلال فترة العقوبات الدولية. وألقت الشرطة القبض على رجل الأعمال الإيرانى «رضا ضراب» فى مطار ميامي، لاتهامه بالتحايل على العقوبات الدولية والأمريكية المفروضة على طهران والمشاركة فى عمليات غسيل أموال لصالح النظام الإيراني. ووفقًا لما نقلته صحيفة «ميامى هيرالد» عن مسئولين أمريكيين، فإن تفاصيل القضية تعود إلى تورط الرئيس التركى حينما كان يتولى رئاسة الحكومة فى أنشطة غير شرعية، من خلال شركات كان يديرها أبناؤه ومقربون منه تعمل فى تهريب النفط الإيرانى إلى السوق العالمية للهرب من العقوبات الدولية على نظام طهران. وكان ضراب شريكًا لأردوغان بصورة غير مباشرة من خلال زوجته التركية الأصل والمقربة من عائلة الرئيس التركى ونجله بلال. ووفقًا لصحيفة «توداى زمان» فإن أردوغان ضغط على القضاة لإغلاق القضية عام 2013، ومنع السلطات من التحقيق مع نجله وأربعة وزراء مقربين منه كانوا متورطين فى القضية، واعتقل القضاة وممثلو النيابة الذين رفضوا إغلاق القضية. وأشارت الصحيفة إلى أن بلال أردوغان الذى يدير شركات شحن بحري، كان مسئولا أيضًا عن نقل وتهريب نفط من إقليم كردستان العراق إلى إسرائيل، فشل عن مشاركته فى عمليات تهريب نفط تنظيم داعش الإرهابى ونقله فى شاحنات من سورياوالعراق إلى تركيا ومنها إلى عدة دول خارجية وعلى رأسها إسرائيل. وتشير تقارير أمريكية إلى أن صدور مذكرة اعتقال بحق أردوغان أمر وارد خلال الفترة المقبلة، خاصة أن من يتولى التحقيق فى قضية رجل الأعمال الإيرانى المعتقل هو القاضى «بريت بهارارا» أحد أشهر القضاة الفيدراليين، والمعروف بصرامته، وكان سببًا فى سجن مسئولين أمريكيين كبار بعد اتهامهم بالتلاعب فى الأسهم، عام 2012. ويواجه رجل الأعمال الإيرانى فى حال إدانته عقوبات بالسجن 75 عامًا مع مصادرة ممتلكاته، ويمكن أيضًا إدانة المسئولين الأتراك بمدد مشابهة. ورجحت مصادر أمريكية احتمالية عقد رجل ضراب صفقة مقابل الكشف عما لديه من أدلة وبراهين تورط أطرافًا أخرى، مقابل تخفيف الحكم عنه، خاصة أنه يعلم أنه ملاحق من القضاء الأمريكى ولن يستطيع الهروب. ونقلت صحيفة جمهوريت التركية عن زعيم المعارضة التركية كمال كلينجدار أوغلو تأكيده على أن قضية ضراب ستكشف فساد أردوغان وعائلته، وقال: «ضراب سيتحدث للأمريكان وسترون.. وكل الصلات السرية ستنكشف».